الطب
مع كل متابعة جديدة
اشترك في القائمة البريدية سيصلك كل جديد
كن متابعاً أولاً بأول، خطوة بسيطة وتكون ممن يطلعون على الخبر في بداية ظهورة، اشترك الآن في القائمة البريدية
مقالات ذات صلة
اترك تعليقاً إلغاء الرد
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.
شاهد أيضاً
إغلاق - ما هو المُهق ؟ وما هى أنواعه ؟ وأسباب حدوثه؟29 أغسطس، 2021
إذا شاهدت فيلم “الجوكر” لـ واكين فينيكس (Joaquin Phoenix)، فحتمًا ستكون قد لاحظت ظاهرة غريبة، وهي نوبات من الضحك الهستيري في أوقات غير مُناسبة، عادةً ما تكون خوف أو توتر.
هذه النوبات تُعرف بأعراض مرض عدم الثبات الانفعالي (Pseudobulbar Affect)، هذا المرض عبارة عن اضطراب عصبي يُسبب نوبات لاإرادية مُفاجئة من الضحك، أو البكاء، أو حتى الغضب.
عادةً ما يُصاحب PBA أمراضًا أُخرى كالزهايمر، والتصلُّب الجانبي الضموري، والتصلُّب المُتعدد، والسكتات الدماغية، واضطرابات المخيخ، وأخيرًا أورام المخ.
وفي كثير من الأحيان يتم تشخيصه -على نحو خاطئ- بأمراض نفسية؛ كالاكتئاب، أو الاضطراب ثنائي القطب، فالأعراض مُتشابهة إلى حد كبير، هذا من شأنه أنْ يُؤدي إلى اختلاط الأمر على الأطباء عند التشخيص.
إذًا، ما الأعراض الخاصة بـ PBA؟
● نوبات حادة مُفاجئة، وسواء كانت من الضحك أو البكاء الهستيري فهي ليست مُناسبة للموقف، ولا يستطيع المريض أنْ يتحكم بها.
● إحباط وغضب عنيف ومُفاجئ.
● لا تتناسب تعبيرات الوجه مع العاطفة المُسيطرة على الموقف.
تحدث نوبات PBA في أوقات كثيرة على مدار اليوم، وهي غير مُرتبطة بالحالة المزاجية، حيث أثناء حزنك تجد نفسك بدأت في الضحك، أو عندما تشعر بالسعادة تبدأ في البكاء، وفي الحالتين لا تستطيع التوقف، مما يُسبب الإحراج للمريض والعائلة وحتى طاقم الرعاية.
وليس من الغريب أنْ تظهر علامات القلق والتوتر على مرضى PBA، وأيضًا الميل إلى الانعزال الاجتماعي.
يعتقد العلماء أنَّ للمخيخ دورًا في الـ PBA، من المُتفق عليه أنَّ الفص الأمامي من القشرة الدماغية هو المسئول عن العاطفة والشعور، وأنَّ المخيخ هو المُتحكم في استجابة الجسم لهذه العواطف وجعلها مُلائمة للموقف.
وهناك مسارات اتصال بين الفص الأمامي وبين المخيخ؛ للتحكم في كل من الحركة، والإدراك، والعاطفة.
وفي هذه الحالة، تتعطل مسارات الجلوتامات (glutamate)، والسيروتونين (serotonin).
مما يدعم هذا، أنَّ مرضى إصابات المخيخ تظهر عليهم اضطرابات في العاطفة، وقد يتفاقم الأمر معهم إلى عدم الثبات الانفعالي.
وتُشير الأبحاث إلى أنَّ نسبة كبيرة من مرضى PBA يُصابون بالاكتئاب -تُقدر بحوالي 30% – 35%- بسبب الإحراج الناجم عن عدم الاتزان العاطفي، حيث تُشكل النوبات عبئًا في الحياة اليومية لدى هؤلاء الأشخاص، لذا من المُهم إخبار مَن حول المريض بذلك؛ عن طريق حمل بطاقة مُدوّن بها اسم المرض وأعراضه.
وتُقدَّر أعداد مُصابي الـ PBA من 0.5 إلى 2 مليون من تعداد الولايات المتحدة.
كيف يُحاول الأطباء تشخيص الـ PBA؟
يستخدم الطبيب -كمرجع له- معايير مُحددة أثناء الفحص العصبي، لمُساعدته في التشخيص، فيسأل المريض الأسئلة التالية:
▪ هل تحدث استجابتك العاطفية بكاءً كانت أو ضحك فجأةً ولاإراديًا؟ وهل تستطيع التحكم بها؟
▪ أتكون استجابتك غير مُلائمة لحالتك المزاجية، أو لا تعكس مشاعرك الداخلية؟
▪ هل تشعر بشيء من الراحة عندما تُعبر عن مشاعرك؟
▪ هل ترى في استجابتك العاطفية عبئًا يحد من تعاملك مع مَن حولك، أو حتى عملك؟
▪ أتأخذ عقاقير يُمكنها أنْ تكون السبب في إحداث تغيير في استجابتك العاطفية؟
وهناك وسائل أُخرى يتبعها الأطباء في التشخيص، ومنها استخدام جداول تقييم مُوحدة، وتُرجح الدرجة العالية وجود الـ PBA.
ومن إحدى طرق التقييم الأخرى (CNS-LS)؛ وهو عبارة عن جدول مُكوّن من سبعة أسئلة يسألها المريض لنفسه، وهي عن النوبات العاطفية له، ومُعدّل حدوثها، وحِدّتها، ومدى مُلائمتها.
ما هي طرق علاج PBA؟
إنَّ الهدف من العلاج هو تقليل حِدة ومُعدل حدوث هذه النوبات، ويشمل العلاج أدوية مضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقات ومُثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية.
وفي أكتوبر عام 2010، اعتمدت مُنظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) دواء نوديكستا (Nuedexta)، خصيصًا لعلاج PBA بناءً على دراسة عشوائية ضخمة، حيث أظهرت النتائج أنَّ مجموعة المرضى الذين استخدموا عقار Nuedexta تعرضوا لنصف عدد النوبات مُقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي Placebo.
وفي النهاية، يجب أنْ نتذكر أنَّ الاكتئاب وPBA مُتشابهان بدرجة كبيرة، مما يُؤدي إلى صعوبة في التشخيص، إلا أنَّ ذلك ليس مُستحيلًا بالتعاون بين الطبيب والمريض.
وإذا كنتَ تعرف أحدًا مُصابًا بـ PBA، عليكَ بمُطالعة المزيد من التعليمات لمعرفة التصرف السليم أثناء النوبة، وذلك لمُساعدته على الاسترخاء وتقليل حِدة النوبة.