اقتصاد وإدارة أعمال

“حجر الكريسماس”… وتأثيره على المبيعات

تفاقم الوضع الصحي في الولايات المتحدة كثيرًا هذه الأيام، فقد ارتفعت كل من الحالات المؤكد إصابتها تزامنًا مع ارتفاع الوفيات والحالات الحرجة بسبب فيروس كورونا، في فترة تشهد توالي الأعياد والمناسبات المهمة، وهذا ما دفع بالمسؤولين لفرض إغلاق عام شامل، وخصوصًا مع اقتراب عيد الميلاد المعروف بالكريسماس “Christmas”، ولكن محاولة تدارك هذه المشكلة أدى للوقوع في مشكلة أكبر، ألا وهي اخفاض مبيعات التجزئة.

من الملاحظ أن إغلاق المحلات المفروض قد أدى إلى انخفاض المبيعات بنسبة 3.8% وفقًا للمكتب الوطني للإحصائيات “ONS”، وهذا ما أنهى سلسلة ارتفاعات دامت لمدة ستة أشهر كاملة. ولكن، رغم هذا الانخفاض الشهري الملاحظ، فإن نسبة المبيعات الإجمالية تفوق مستوياتها في فترة ما قبل الوباء.

شهدت متاجر مبيعات الملابس انخفاضًا حادًا، في حين أن متاجر المواد الغذائية ومتاجر السلع المنزلية ذات الاستهلاك المكثف اليومي بقيت على حالها لم تتغير.

و من جهة أخرى، فبإمكاننا ملاحظة تأثير الحجر على عادات التسوق لدى المستهلكين، فنرى ارتفاعًا في مستويات التجارة الإلكترونية بنسبة 31.4% مقارنةً بالعام الماضي، حيث سجل 28.6% في نفس الفترة، حيث أن أغلب المستهلكين صاروا يفضلون التبضع إلكترونيًا عبر المواقع والصفحات عوضًا عن الخروج والتبضع في المحلات التجارية.

صرّح جوناثان أثو “Jonathan Athow”، نائب الإحصاءات الوطنية الاقتصادية والمدير العام للإحصائيات الوطنية: ”بعد سلسلة من الارتفاعات القوية، وبعد نمو ملاحظ، عرفت مبيعات التجزئة انخفاضًا مهولًا نتيجة لفرض قيود التنقل للحد من انتشار الفيروس التاجي” وقد أضاف أيضًا :”أثر هذا الحجر بالتحديد على محلات الملابس والوقود والبنزين، فمن الجلي أن مبيعات هذه المتاجر قد انخفضت بشكل مروع”.

تدارك للوضع!

على أي، فالعرض يجب أن يستمر، وعندما يتعلق الأمر بالتسوق في عيد الميلاد فهذا أمر ضروري، لذا؛ فقد اغتنم بعض التجار الفرصة وأعدوا صفحات من أجل الانتقال للتجارة الإلكترونية كخطوة للخروج من الركود، وهذا ما جعل من مبيعاتهم ترتفع وتزدهر عبر الإنترنت.

وفي الأيام الماضية، ساهم يوم الجمعة السوداء “Black Friday” الذي يعتبر حفل تسوق ضخم في تحفيز قطاع يحاول بشدة إيجاد زخم من أجل الازدهار مرة أخرى.

آمال

صرح صامويل تومبز “Samuel Tombs” وهو رئيس الخبراء الاقتصاديين في الولايات المتحدة: “من المتوقع أن يقوم الناس بالتسوق قبل عيد الميلاد على مدى فترة زمنية أضيق من المعتاد، ولذا؛ فإنه من المتوقع أن تنتعش مبيعات التجزئة خلال هذه الفترة، وربما قد تصل إلى مستوى قياسي جديد خلال هذه المدة المخصصة للتسوق” -وقد أشار أيضًا إلى هوس المستهلكين- حيث أنهم هرعوا إلى متاجر البائعين بالتجزئة عند السماح لهم بإعادة فتح محلاتهم يوم 2 ديسمبر.

ومع ذلك، فمن المحتمل أن يكافح تجار التجزئة لتحسين مستويات مبيعاتهم هذا الشهر والعام المقبل، حيث أن المواطنين سيعودون لاستهلاك خدمات أكثر بعد أخذهم اللقاح في نهاية هذا الشهر، وهذا ما سيؤثر على أهمية وقيمة هذه المتاجر بالنسبة للمستهلكين.

وعلاوة على كل هذا، فقد تضطر المحلات والمتاجر للإغلاق من أجل احتواء موجة ثالثة محتملة من الوباء في مطلع شهر يناير، لذا؛ فإنهيار التجار التقليديين أمر لا مفر منه.

تغير في عادات التسوق!

ألقى استطلاع منفصل أجرته مجلة مزيدًا من الضوء على كيفية تغيير عادات التسوق لدى الناس خلال الوباء، وقد لوحظ أن مشتريات الكحول في السوبر ماركت قد ارتفعت عما كانت عليه نظرًا لمحاولة الناس التعويض عن عدم قدرتهم على الذهاب للحانات أثناء الإغلاق، فقد ارتفعت مبيعات الجعة أكثر من خمس مرات مقارنة مع العام الماضي، حيث بلغت 800 مليون جنيه إسترليني.

أما بالنسبة للنبيذ والكحول، فقد ارتفعت بمقدار 717 مليون و567 مليون إسترليني على التوالي.

ومع ذلك، فقد فقدت بعض المنتجات قيمتها بسبب بقاء الناس في منازلهم، فقد اشترت الولايات المتحدة مستحضرات تجميل أقل بنسبة 22%، وقد تراجعت منتجات تصفيف الشعر بنسبة 18%.

وأيضًا، فقد انخفضت منتجات العناية الشخصية كفراشي الأسنان بنسبة 10% لأسباب مماثلة.

المصادر: 1

كتابة: ليلى الدريس

مراجعة: أحمد مغربي

تدقيق لغوي: إسراء وصفي

اظهر المزيد

ليلى الدريس

كاتبة بقسم الاقتصاد وإدارة الأعمال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى