معمل محمول متصل بهاتفك!
صمم مهندسون من “جامعة سنسناتي – University of Cincinnati” معملًا محمولًا بحجم بطاقة الائتمان، تستطيع أن توصله بهاتفك وتتصل عن طريقه بطبيب من خلال تطبيق مصمم خصيصًا. ويمكن لذلك المعمل المحمول أيضًا إجراء الكشف الطبي لك وتشخيص أمراض عديدة، مثل: الملاريا، فيروس نقص المناعة (HIV)، فيروس كورونا، وحالات مرضية أخرى كالاكتئاب والقلق.
يقوم مالك الجهاز باستخدام شريحة معمل ويضعها في فمه لتختلط باللعاب، ثم يضع تلك الشريحة في مدخل معين في البطاقة؛ ليتم تحليل اللعاب وإرسال النتائج تلقائيًا إلى الطبيب الخاص بالمريض.
يقول البروفيسور “تشونج آن – Chong Ahn”، عضو الفريق البحثي: “إجراء تحليل في المعمل يأخذ حاليًا عدة ساعات أو أيام، ويسبب ذلك التأخير زيادة انتشار الأمراض. الجهاز الجديد سهل الاستخدام، رخيص، وكفاءة نتائجه تقترب من كفاءة نتائج المعامل المجهزة”.
تعتمد آلية عمل الجهاز على الخاصية الشعرية، والتي تجعل اللعاب ينساب خلال أنبوبين ميكرويين، لتصل عينتان إلى حجيرتين يجري فيهما التحليل، تحتوي إحداهما على أجسام مضادة لعدد من الفيروسات والكائنات الممرضة، وتحتوي الأخرى على صبغة تساعد المستشعرات الثلاثة في الجهاز على قراءة وتحليل العينة.
يقول “ستيتودي جوش – Sthitodhi Gosh”، المؤلف الرئيسي للدراسة: “إن أبرز تطور في الجهاز الجديد هو عدم الحاجة لفعل أي شيء! فبمجرد أن تضع العينة، تجعلها الخاصية الشعرية تأخذ مسارها ليتم تحليلها وإظهار النتائج؛ حيث أن الاختبار أوتوماتيكي بالكامل، وليس عليك أن تفعل أي شيء. هذا هو مستقبل الرعاية الصحية الشخصية”.
وتوضح الدراسة أن الجهاز إلى جانب إمكانية استخدامه للكشف المبكر عن الأمراض، فإنه أيضًا من الممكن استخدامه لفحص السلامة النفسية والعقلية. سيوفر ذلك معلومات شخصية عن المريض لتقديم تشخيص وعلاج دقيق وخاص لحالته، على عكس التطبيقات التي تساعد حاليًا على تتبع الحالة النفسية لكنها تقدم تشخيصات عامة، ولا تأخذ بالاعتبار الحالة الخاصة بكل مريض.
يذكر البروفيسور “آن” ألم المعدة الذي أصيب به من قبل، والذي كان غير قادر على ترجمته أو وصفه للأطباء بدقة في المشفى. كان الألم شديدًا ويسبب له الحمى، لكنه حين طُلِبَ منه تقدير ألمه على مقياس من ١ إلى ١٠ قال إن ألمه يساوي ٢. لكن ذلك الوصف غير الدقيق جعلهم لا يعطونه أدوية مسكنة، فظلت الحالة سيئة حتى قال إن ألمه يساوي ٦ أو ٧، فأعطوه المسكنات وتحسنت حالته. لذا، فإن هذا الجهاز الجديد سيساعد كل مريض على تحديد حالته بدقة وسهولة أكبر ليتمكن الأطباء من إعطائه الدواء المناسب؛ حيث أن الجهاز سيقوم برصد التغيرات البيوكيميائية في جسم المريض.
يسعى البروفيسور “آن” حاليًا لتسويق اختراعه، ويقول: “حلمي -فيما تبقى من مسيرتي العملية- أن أحسِّن الصحة العامة والنفسية والعقلية بتوفير أداة صحية جديدة على الهاتف المحمول”.
كتابة: احمد عبدالستار
مراجعة: شيماء وصفى
تحرير: زياد محمد
تصميم: احمد محمد