البيئة والطاقة

يمكن للنباتات إزالة 6 سنوات من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون!

من خلال تحليل 138 تجربة، قام الباحثون بوضع مخطط يوضح إمكانية تخزين النباتات والأشجار لكميات إضافية من غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول نهاية القرن، وأظهرت النتائج أن الأشجار والنباتات يمكنها إزالة 6 سنوات من الانبعاثات الحالية بحلول عام 2100، فقط في حالة التوقف عن إزالة الغابات؛ حيث أنه لكي تنمو النباتات، فعليها أن تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) من الهواء. ونظرًا لارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الهواء نتيجة للانبعاثات البشرية، اقترح الباحثون أن النباتات ستكون قادرة على النمو بشكل أكبر، وبالتالي تستهلك المزيد من ثاني أكسيد الكربون.

ومع ذلك، فإن نمو النبات لا يرجع فقط إلى تركيزات ثاني أكسيد الكربون، ولكنه يعتمد أيضًا على توافر المواد الغذائية في التربة، وخاصة النيتروجين والفوسفور، فإذا لم تستطع النباتات الحصول على ما يكفي من المواد الغذائية، فإنها لن تنمو على الرغم من ارتفاع تركيزات ثاني أكسيد الكربون. وقد تم إجراء مئات التجارب على مدى العقود القليلة الماضية لتحديد مقدار كميات ثاني أكسيد الكربون الإضافية التي يمكن أن تمتصها النباتات قبل أن يصبح توفر المغذيات محدودًا، لكن النتائج كانت مختلفة. والآن، قامت مجموعة من 32 عالمًا من 13 دولة بتحليل جميع التجارب السابقة للتوصل إلى تقدير لقدرة النباتات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وتظهر نتائجهم أن النباتات على مستوى العالم يمكنها زيادة الكتلة الحيوية (المواد العضوية) بنسبة 12% عند تعرضها لتركيزات ثاني أكسيد الكربون المتوقعة عالميًا عام 2100م.

ومن شأن هذا النمو الإضافي أن يسحب ما يكفي من ثاني أكسيد الكربون من الجو لإلغاء ست سنوات من الانبعاثات الحالية التي يسببها الإنسان. ومع ذلك، فإن النتيجة تعتمد على عدم حدوث مزيد من الإزالات للغابات. وقال الدكتور (سيزار تيرير) -المؤلف الرئيسي للدراسة، والذي يعمل في كلية الطاقة وعلوم البيئة بجامعة (ستانفورد)-: “إن الاحتفاظ بالوقود الحفري في الأرض هو أفضل طريقة للحد من ارتفاع درجات الحرارة. لكن وقف إزالة الغابات، والحفاظ عليها لتنمو أكثر هو الحل الأفضل التالي لدينا”.

وللتنبؤ -بدقة أكبر- بقدرة الأشجار والنباتات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون في المستقبل، قام الباحثون بتجميع البيانات من جميع التجارب التي أجريت على نسب ثاني أكسيد الكربون المرتفعة حتى الآن في أنظمة الأراضي العشبية، الشجيرات، الأراضي الزراعية والغابات. وباستخدام الأساليب الإحصائية والتعلم الآلي، حددوا كمية المواد المغذية للتربة، وعوامل المناخ التي تحد من قدرة النباتات والأشجار على امتصاص ثاني أكسيد الكربون الإضافي، ووجدوا أن الغابات الاستوائية لديها القدرة الأكبر على النمو وزيادة امتصاص ثاني أكسيد الكربون، مثل تلك الموجودة في الأمازون والكونغو.

وتوضح الدراسة أيضًا أن قدرة النباتات والأشجار على امتصاص ثاني أكسيد الكربون الإضافي تعتمد على ارتباطها بالفطريات المختلفة في جذورها، مما يساعدها في الحصول على مغذيات إضافية للتربة. وستكون نتائج الدراسة ذات قيمة بالنسبة للعلماء الذين يبنون نماذج لتغير المناخ في المستقبل.

 

المصدر

 

كتابة: عبد الله الحرباوي

مراجعة: أسامة الشيمي

تحرير: زياد محمد

تصميم: أحمد محمد

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى