الفيزياء والفلك

حَدَث شُهُب البرشاويات 2021

ما تَوَد معرفته عن ظاهرة (شُهُب البرشاويات)

“شُهُب البرشاويات”، في الغالب استمعت إلى هذه الكلمة عِدة مرات في الأيام القليلة الماضية. أو قد تكون صادفت وقرأتها في العديد من المنشورات على وسائل التَواصل الاجتماعي. لكن ما هي تلك الظاهرة؟ وما سبب اهتمام وحِرص العديد من هواة الفَلَك على مشاهدتها؟

ما هي ظاهرة “شُهُب البرشاويات” ؟


تعتَبر ظاهرة “شُهُب البرشاويات” (The Perseids)، والتي تبلغ ذروتها خلال منتصَف أغسطس، أفضل زَخَّات الشُهُب لهذا العام.

ومع النيازك السريعة واللامعة، غالبًا ما تترك ومضات كثيفة من الضوء واللون خلفها أثناء تَدفُقها عَبر الغلاف الجوي للأرض.


تعد هذه الظاهرة واحدة من أكثر الزخَّات وَفرة (50 – 100 شهاب يرى في الساعة). وتحدث مع طقس ليلي صيفي دافئ، مما يسمح لمُراقبي السماء بمُشاهدتها بسهولة.


وتشتهر أيضًا بـ “الكرات النارية”، وهي انفجارات أكبر للضوء واللون يمكن أن تستمر لفترة أطول من خط النيزك المتوسط.

هذا يرجع إلى حقيقة أن الكرات النارية تنشأ من جزيئات أكبر من مادة المذنبات. كما أن “الكرات النارية” أكثر سطوعًا وهذا هو شكل الشهب في السماء.

من أين تأتي هذه الشُهُب؟


ما مصدر كل من الشُهُب والنيازك؟ سنجيب عن مصدر الشهب حيث تأتي من بقايا جزيئات المذنب وبقايا الكويكبات المكسورة، عندما تدور المذنبات حول الشمس، فإنها تترك وراءها أثرًا متربًا.

تمر الأرض كل عام عبر مسارات الحطام، مما يسمح لها بالتصادم مع غلافنا الجوي بالإضافة إلى تفككها لتكوين خطوط نارية وملونة في السماء.

المُذنَّب


تنتج قطع الحطام الفضائي التي تتفاعل مع غلافنا الجوي لتكوين شهب البرشاويات من المذنَّب 109P / Swift-Tuttle، يستغرق 133Swift-Tuttle عامًا للدوران حول الشمس مرة واحدة.

كان جيوفاني شياباريللي (Giovanni Schiaparelli)، هو الذي أدرك في عام 1865 أن هذا المُذنَّب كان مصدر الشُهُب، زار المُذنَّب سويفت تاتل النظام الشمسي الداخلي آخر مرة في عام 1992.

كما تمَّ اكتشاف المُذنَّب Swift-Tuttle في عام 1862 من قِبَل لويس سويفت (Lewis Swift) وهوراس تاتل(Horace Tuttle).
المُذنَّب Swift-Tuttle عبارة عن مذنب كبير، يبلُغ عَرض نَواته 16 ميلًا (26 كيلومترًا)، هذا يبلُغ ضِعف حجم الجسم المفترَض أنه أدَّى إلى زَوال الديناصورات.

كيف يمكِن رؤية “شُهُب البرشاويات” بوضوح؟


أهم شيء هو الابتعاد عن أي تلوث ضوئي. حيث تشهَد السنوات التي لا يوجد فيها ضوء القمر معدلات أعلى من الشُهُب في الساعة. وفي سنوات الانفجار (مثل عام 2016) يمكن أن يتراوح العدد بين 150 – 200 شهاب في الساعة.


في هذا العام، يمكنك تَوقع رؤية ما يصل إلى 60 شهابًا في الساعة في الذروة.


في العام الماضي، لم يحجب ضوء القمر الساطع منظر زَخَّات الشُهُب بشكل سيء للغاية. لكن تَوهج القمر يمثِّل مَصدر قلق مَستمِر لمُراقبي السماء الذين يبحثون عن رؤية واضحة.


على الرغم من أن تلك الشُهُب ساطعة بشكل لافِت للنظر، إلا أن ضوء القمر يمكن أن يجعل المشاهَدة صعبة بعض الشيء.

يمكنك رؤية زخَّات الشُهُب بشكل أفضل في نصف الكرة الشمالي ونزولًا إلى خطوط العرض الجنوبية الوُسطى. وكل ما تحتاجه لمُشاهدة العرض هو الظلام، في مكان مريح للجلوس وقليل من الصبر.

أفضل وقت للبحث عن الشُهُب في ساعات ما قبل الفجر. في حين أن النيازك ستبلغ ذروتها في الفترة ما بين 11 – 13 أغسطس وهذا هو موعد تساقط الشهب 2021. فإنها تبدأ عادةً في الظهور في السماء في 17 يوليو، وستكون مرئية من تاريخ البدء هذا حتى الذُروة، وعادةً خلال 10 أيام أو نحو ذلك بعد الذُروة.

في حين أن أيام ذروة المشاهَدة عادةً ما تكون أفضل لقطة لك لرؤية السماء مليئة بالشُهُب الساطعة. حتى خارج الإطار الزمني للذُروة، يجب أن تكون قادرًا على اكتشاف بعض النيازك بين منتصَف الليل والفجر في أي صباح في الأسبوع السابق أو بعد هذا التاريخ، وفقًا لوكالة ناسا.


لرؤية الشُهُب انظر إلى الأعلى وإلى الشمال. كما يمكن لأولئك الموجودين في خطوط العرض الجنوبية أن يتطلعوا نحو الشمال الشرقي لرؤية المزيد من الشُهُب.

المصادر 1 2 3

كتابة: أحمد مغربي

مراجعة: ميار محسن

تدقيق لغوي: أسماء مالك

تصميم: عمر علي

اظهر المزيد

أحمد مغربي

مسئول قسم الفيزياء والفلك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى