يشير تأثير (الخطأ المحرج) “the Pratfall Effect” إلى زيادة جاذبية الشخص الذي يُعَد كفئًا عندما يرتكب هذا الشخص خطأ وبالعكس تنخفض جاذبية الشخص الذي يُعَد غير كفء إذا ارتكب هذا الشخص نفس الخطأ.
تمت دراسة التأثير لأول مرة من قبل عالم النفس الاجتماعي “إليوت أرونسون” في عام 1966، وخمن “أرونسون” أن الأشخاص الذين نعتبرهم متفوقين يمكن أن يصبحوا أكثر جاذبية عند ارتكابهم لخطأ صغير؛ نظرًا لأن هؤلاء الأشخاص المتفوقين يُنظَر إليهم على أنهم “فوق طاقة البشر” ولكن بخطأ صغير سيسمح للمتفوقين بكسب عاطفة الآخرين وتأييدهم وكذلك يؤدي ذلك إلى شعور الآخرين بأن هؤلاء المتفوقين مثلهم تمامًا وأنهم يخطئون كذلك.
أجرى “أرونسون” واحدة من التجارب الأكثر شهرة حيث قام بتجنيد 48 من الذكور من طلبة الجامعة، ثم قسمهم إلى أربع مجموعات وتم توجيههم للاستماع إلى شريط تسجيل لاختبار أربعة أشخاص يجيبون على نفس الاختبار، حيث كان الأول شخص متفوق يجيب على الأسئلة والثاني شخص عادي يجيب على الأسئلة والثالث شخص متفوق يجيب على الأسئلة ولكنه يقوم بسكب قهوة على بدلته ويظهر هذا الصوت في التسجيل والرابع شخص عادي يجيب على الأسئلة وكذلك يلتزم بسكب القهوة ويظهر صوت ذلك في التسجيل.
بعد سماع التسجيل، أجاب أفراد التجربة على سلسلة من الأسئلة حول انطباعهم عن كل شخص، فكانت النتائج كما افترض “أرنسون” أن الناس المتفوقة أصبحوا أكثر جاذبية ومحبوبون أكثر عند ارتكابهم خطأ ما (في حالة الشخص الثالث عند إراقته للقهوة) وعلى العكس في حالة الشخص الرابع عند سكبه القهوة.
ولكن دعنا نتفق أن هناك بعض الشروط المحددة التي يجب الأخذ بها إذا كانت الأخطاء المؤسفة سوف يكون لها تأثير إيجابي وهي كالاتي:
(1) لا تبالغ في ذلك: فعندما يتعلق الأمر بعدم الكفاءة فسيؤثر عجزك سلبًا على الآخرين بشكل منفر ومثير للغضب.
(2) تعلم من أخطائك ولا تكررها: فهناك قوة تكمن في الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه وبذل الجهد لتصحيح ذلك الخطأ.
(3) الحصول على التوقيت الصحيح: فالانطباعات الأولى لها أهمية كبيرة، ولكن إذا تم الحكم عليك على أنه غير كفء، فإن الأخطاء اللاحقة تعمل ضدك فلذلك يجب أن تعمل بجد لخلق انطباع أول إيجابي قبل إسقاط هذا القلم عن قصد، وبذلك ستخلق فقاعة واقية لا يمكن لأخطائك المستقبلية أن تقلل منك.
كتابة: أحمد خالد
مراجعة: مينا نشأت
تصميم: أمنية عبدالفتاح
تحرير: إسلام حمدي
