الفيزياء والفلك

Opportunity تودعنا بعد مهمة استغرقت 15 عامًا!

مركبة الفضاء Opportunity Mars Rover تودعنا بعد مهمة استغرقت 15 عامًا!

تعتبر المركبة Opportunity Mars Rover ثاني مركبة غير مأهولة تطلقها وكالة ناسا للعمل على مهمة على سطح المريخ. أُرسِلت المركبة في عام 2004 إلى المريخ كجزء من برنامج استكشاف الكوكب في مهمة للبحث عن الماء، ودراسة صخور الكوكب الأحمر وتربته.

لم تكُن Opportunity وحدها، فقد أُرسِلت قبلها المركبة Spirit بأسبوعين وهبطت على الجانب الآخر من الكوكب. تمثل المركبتان توأمين متماثلين، فهما متماثلان من ناحية التركيب وما يحملاه من أجهزة علمية لتسهل المهمة.

نجحت المركبة في الهبوط في 25 يناير 2004، ولكن في 26 أبريل 2005 انغرست عجلاتها في رمال ناعمة عند محاولتها للصعود على إحدى الكومات، حاول المتخصصون جاهدين لفك قيود المركبة، وبعد محاولات عديدة تمت عملية إخراج المركبة بنجاح في 4 يونيو 2005.

كانت وكالة ناسا تأمل في أن تستمر المركبتان في التجول لمدة 90 يومًا. كان هذا بمثابة استهانة بقوة المركبتين، فقد صمدت spirit لمدة خمس سنوات، وصمدت opportunity مدة 15 عامًا حتى أعلنت ناسا انتهاء مهمتها رسميًا بعد غرقها في عاصفة ترابية صخمة في يونيو 2018.

أتمت المركبتان مهمتهما على أكمل وجه، يقول سكوت ماكسويل (Scott Maxwell) سائق المركبة السابق: “لقد اهتممنا بهما، وراقبناهما، ورعيناهم كثيرًا، وفي المقابل أعطونا كوكبًا بأكمله. فقد أتاحوا لنا رؤية جديدة لما يجب أن يكون عليه هذا العالم”.

لقد كانت فكرة وجود الماء على كوكب المريخ غير منطقية بالمرة، ولكن هذا فقط قبل هبوط المركبتان على سطحه. فقد كانت الرؤية الوحيدة والثابتة للكوكب هي أنه كوكب جاف إلى حد كبير باستثناء أغطية الجليد القطبية، ولكن تغير كل ذلك الآن بعد النتائج التي وصلت إليها المركبتان من حقيقة وجود الماء على سطح الكوكب.

قديمًا، كانت المعادن تُستخلَص من المياه المالحة فقط. ولكن وُجِد بعد ذلك تشكُل طين في مياه صالحة للشرب، والتي ربما تكون قد شكلت بيئة صالحة لنمو الميكروبات ولو لمرة واحدة.
قال مايك سايبرت (Mike Seibert) مدير الرحلات الجوية السابق: “لقد حصلت قضية وجود الماء على سطح الكوكب على الكثير والكثير من الاهتمام”. مضيفًا: “كل شيء نعتبره أمرًا مفروغًا منه الآن على هذا الكوكب تغير بشكل أساسي في عام 2014”.

على مدار مهمتهما، استكشفت المركبة opportunity أكثر من 100 حفرة على طول طريقها، وتجاوبت مع البرد المرير، والعواصف الترابية العديدة.
يقول ستيف سكويريس (Steve Squyres) العالم البارز: “لقد انتقل المريخ من هذا المكان البعيد جدًا والمفهوم جيدًا إلى عالم حقيقي يمكن للبشر أن ينظروا إليه”.
لقد تسلقنا الجبال، ونزلنا إلى الحفر ونظرنا إلى آفاق بانورامية، وأعتقد أن هذا قد غير نظرة الناس إلى المريخ.”

سوف يتم ذكر هاتين المركبتين كمركبتين طويلتيّ العمر. يقول سكويريس:”اعتقدت أن الرحلة قد تستغرق من ستة إلى ثمانية أشهر، ربما حتى عام واحد، ولكن إذا كانت المركبة الفضائية تعمل لمدة 15 عامًا وتموت في واحدة من أكبر العواصف الترابية التي شهدها المريخ منذ عقود، فهذا يعد موتًا مشرفًا”.

المصدر

كتابة: سارة محمد

مراجعة: ملاك فريد

تصميم: امنية عبدالفتاح

تحرير: اسراء وصفي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى