الفيزياء والفلك

ما هي نظرية الحرباء (Chameleon Theory)؟

تقدم نظرية الحرباء بديلًا ممكنًا للنسبية العامة. قد لا توضح نظرية أينشتاين النسبية العامة -بتفسيرها للجاذبية- القصة الكاملة لكيفية تشكل المجرات والثقوب السوداء في جميع أنحاء الكون.

تقدم محاكاة الحاسوب العملاق الجديدة، التي تنفذ شيئًا يسمى نظرية الحرباء، تفسيرًا بديلاً لكيفية تشكل المجرات، وقد تساعد العلماء أيضًا على فهم الطاقة المظلمة، وفقًا لبيانٍ صحفي من جامعة دورهام (Durham). نظرية الحرباء هي نظرية جديدة للجاذبية يمكن أن تتقلب فيها تأثيرات الجاذبية وتتغير بناءً على البيئة. وهذا تناقض صارخ مع النسبية العامة، حيث يتم التعامل مع قوة الجاذبية باعتبارها ثابتة.

تم التحقق من الصحة النسبية بشكلٍ تجريبي، لكن النماذج توضح أنه لا يمكن استبعاد نظرية الحرباء كبديل، لأن الكون الذي يتصرف وفقًا للنظرية الجديدة سيظل يشكل نفس النوع من المجرات والثقوب السوداء.

الفرق الرئيسي بين الاثنين هو أن النسبية العامة تتعامل مع الطاقة المظلمة -القوة الغامضة التي لم يتم اكتشافها بعد، والتي يُعتقد أنها تفصل الكون- كنوع من ثابت مُوَحَّد. بينما محاكاة نظرية الحرباء، الموصوفة في بحثٍ نُشِر يوم الاثنين في مجلة (Nature Astronomy)، تُعامل بدلاً من ذلك تلك القوة كمتغيرٍ غير ثابت. أثَّرَ التغيير والتبديل في متغيرات الطاقة المظلمة والجاذبية -أثناء المحاكاة- على كمية الغازات الكونية التي تستهلكها الثقوب السوداء الفائقة وتحرقها، والتي بدورها تحدد عدد النجوم التي تتشكل في المجرة.

وقال كريستيان أرنولد (Christian Arnold)، عالِم الكونيات الحسابي في جامعة دورهام، في بيانٍ صحفي: “تسمح نظرية الحرباء بتعديل قوانين الجاذبية، حتى نتمكن من اختبار تأثير التغيرات في الجاذبية على تكوين المجرة”، كما أوضح أيضًا: “من خلال عمليات المحاكاة التي أجريناها، أظهرنا لأول مرةٍ أنه حتى لو قمت بتغيير الجاذبية، فلن يمنع ذلك من تشكيل المجرات القرصية ذات الأذرع الحلزونية”.

نظرية الحرباء لا تُظهر بأي حال من الأحوال أن النسبية العامة زائفة، فهي لا تكشف ذلك، ولكن أدت النماذج لكل من النسبية العامة ونظرية الحرباء إلى ظهور مجرات واقعية. ومع ذلك، فإن النماذج التي تم تبريرها حديثًا تُوحي بأنه قد يكون هناك طرقٌ علميةٌ متعددةٌ لفهم الكون. ومن خلال تغيير سلوك الجاذبية على نطاق علم الكونيات، يعتقد علماء دورهام -الذين يقفون وراء الدراسة- أنهم يمتلكون فرصة للتعرف على الطاقة المظلمة حقًا.

كما وَضَّح كريستيان أرنولد: “لا يعني بحثنا بالتأكيد أن النسبية العامة خاطئة، لكنها توضح أنه ليس من الضروري أن تكون هي الطريقة الوحيدة لشرح دور الجاذبية في تطور الكون”.

 

المصدر

 

كتابة: زهرة صابر

مراجعة: سارة محمد

تحرير: زياد محمد

تصميم: أحمد سرور

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى