ناسا تكتشف أحد أهم مؤكدات سبل الحياة على كوكب المريخ
اكتشفت ناسا المواد العضوية القديمة والميثان الخفيّ داخل كوكب المريخ، حيث عثرت شركة “كوريوستيتي روفر” التابعة لوكالة ناسا على أدلة جديدة محفوظة في الصخور الموجودة على سطح المريخ تُشير إلى أن الكوكب كان يدعم الحياة القديمة، هذا بالإضافة إلى وجود أدلة جديدة في الغلاف الجوي للمريخ تتعلق بالبحث عن الحياة الحالية على هذا الكوكب المدعو بالكوكب الأحمر، ورغم أن هذه النتائج ليست دليلًا ضروريًا على وجود الحياة نفسها إلا أنها تُمثل إشارة جيدة بالنسبة للمهمات المستقبلية الخاصة باكتشاف ما هو على سطح الأرض أو تحت سطح الأرض.
وتُظهِر النتائج الجديدة أن هذه الأدلة المحفوظة في الصخور الرسوبية للمريخ عبارة عن جزيئات عضوية صلبة عمرها ثلاثة مليارات عام، وتتكون الجزيئات العضوية من الكربون والهيدروجين، ويمكن أن تشمل أيضًا الأكسجين والنيتروجين وعناصر أخرى. وعادةً ما تكون الجزيئات العضوية مرتبطة بالعمليات البيولوجية الخاصة بالحياة، إلا أنها يمكن أن تنشأ من خلال عمليات غير بيولوجية أيضًا، هذا بالإضافة إلى التغيرات الموسمية في مستويات الميثان في الغلاف الجوي. ووصف العلماء اكتشاف الاختلافات الموسمية في الميثان في الغلاف الجوي المريخي على مدار ما يقرب من ثلاث سنوات مريخية، وهو ما يُعادل حوالي ست سنوات أرضية.
يُخمن العلماء أن كيمياء الصخور المائية ربما هى التي أنشأت الميثان، لكنهم لا يستطيعون استبعاد إمكانية وجود أصول بيولوجية وقد تم اكتشاف الميثان في السابق في الغلاف الجوي للمريخ في أعمدة كبيرة غير متوقعة. وقال “كريس ويبستر” -من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا في “باسادينا” بولاية كاليفورنيا والمؤلف الرئيسي للورقة البحثية- أن هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها شيئًا قابلًا للتكرار في قصة الميثان، ولذلك فإنه يقدم لنا مقياسًا لفهم المزيد من أسباب الحياة داخل المريخ وتُعد أيضًا كمضخة تثير الفضول لكشف المزيد.
ويُعد المريخ غير مؤهل للضيافة اليوم، إلا أن هناك دليلًا واضحًا على أن مناخ المريخ في الماضي البعيد سمح للماء بالتجمع على السطح، هذا بالإضافة إلى أن الفضول كشف منذ مليارات السنين عن بحيرة المياة التي تحتوي على جميع المكونات الضرورية للحياة، بما في ذلك كتل البناء الكيميائية ومصادر الطاقة.
يتعرض سطح المريخ للإشعاع من الفضاء بالإضافة لوجود المواد الكيميائية، وكلًا من الإشعاع والمواد الكيميائية القاسية تُحطم المواد العضوية، وقال “جين برود” أن العثور على جزيئات عضوية قديمة مترسبة في أعلى خمسة سنتيمترات من الصخور عندما كان المريخ صالحًا للسكن، يُعد بمثابة بشرى سارة تنبأنا بقصة الجزيئات العضوية على كوكب المريخ مع المهام المستقبلية المُعَدة للتنقيب عما بداخل الأعماق. ويؤكد “توماس زوربيشن” -المدير المساعد لمديرية البعثة العلمية في مقر ناسا في واشنطن- ثقته من أن مهماتنا المستمرة والمخططة ستفتح المزيد من الاكتشافات المذهلة على هذا الكوكب الأحمر “المريخ”.
كتابة: سارة صلاح
مراجعة: سارة محمد
تصميم: داليا الشريف
تحرير: يمنى جودي