الفيزياء والفلك

ناسا تقوم بإطلاق ساعة ذرية لاستخدامها في الفضاء العميق

قام العلماء بإطلاق ساعةٍ ذريةٍ في الفترة الماضية، وأوضحوا أنها مستعدة للانطلاق في رحلتها للفضاء في غضون عام، وأكد ذلك الفريق المسؤول عنها يوم الجمعة الموافق 23/8/2019

تُعتبر ساعة ناسا الذرية خطوةً معقدةً لتمكين السفن الفضائية من الإرشاد الآمن لها خلال سفرها في الفضاء السحيق، بدلًا من اعتمادها على عملية استقبال الاتجاهات من الأرض، والتي تستهلك وقتًا طويلًا.

تلك الساعة الذرية، التي تم تطويرها في معمل ناسا في باسادينا، كاليفورنيا، تُعتبر أول ساعة تحافظ على الوقت؛ بحيث تُمَكِّن المركبات الفضائية من تحديد مساراتها بدقة، وأيضًا تُعتبر صغيرة الحجم كفايةً لتحلق المركبة وهي بداخلها.

ومن ناحيةٍ أخرى، تُعتبر أكثر ثباتًا للعمل بعيدًا عن الأرض؛ بحيث أنها تعمل لفترةٍ أطول، على عكس تلك الموجودة في الأقمار الصناعية التي تعمل بالقرب من الأرض.

وتلك الساعات الذرية مشابهةٌ لنظام الملاحة (GPS) الموجود على الأقمار الصناعية. وتُستخدم لقياس المسافة ما بين الأجسام، عن طريق تحديد المدة التي تستغرقها الإشارة للوصول مثلًا من النقطة (A) للنقطة (B).

وفي استكشاف الفضاء، لا بُدَّ أن تكون الأكثر دقةً بحيث لو حدث خطأ في دقتها وإن كان ثانية واحدة، سيعني ذلك اختلافًا ما بين النزول على كوكبٍ (مثل المريخ) أو فقدانه بمئات الآلاف من الأميال، ولكنها تُعتبر أكثر ثباتًا بنحو 50 مرةً من تلك الموجودة في نظام ملاحة الأقمار الصناعية. وتُعتبر ساعة أيون الزئبق الذرية ساعةً تفقد ثانيةً واحدةً كل 10 مليون عامٍ كما أُثبت في الاختبارات على سطح الأرض، والآن سيتم اختبار هذه الدقة في الفضاء.

بما أن نظام الملاحة المُستخدَم حاليًا عبارة عن ساعةٍ ذريةٍ موجودةٍ على الأرض تقوم بتحديد موقع المركبات الفضائية، فقد يستغرق إرسال إشارةٍ من الأرض إلى المركبة الفضائية، وإعادتها مرةً أخرى إلى الأرض ساعاتٍ كاملة.

بينما الساعة الموجودة بداخل المركبة تُساعد المركبات بتحديد اتجاهاتها ومساراتها بنفسها، بدلًا من الانتظار لإرسال المعلومات من الأرض. وبذلك تزيد تلك الميزة من استمرارية المهمة لأماكن بعيدةٍ حاملةً معها البشر بكل أمنٍ وأمانٍ إلى كواكب أخرى.

أفاد الملاح “تود إلي – Todd Ely” -الباحث الرئيسي في مشروع (JPL)- بأن: “الهدف الأساسي من هذه التجربة الفضائية هو وضع ساعةٍ ذريةٍ -مع أشياء مكملةٍ تزيد من ثبات ودقة الساعة- تبعًا لآلية عمل المركبة الفضائية في الفضاء الفسيح، وسوف نرى إن كان مستوى أدائها يصل إلى المستوي الذي نتوقعه، مع ثبات ودقة يفوقان ما بتلك الساعات الموجودة حاليًا”.

في خلال الأشهر القادمة، سوف يقيس الفريق مدى جودة تلك الساعات في المحافظة على تقليص الوقت إلى النانو ثانية، إلى أن يصلوا لذلك اليوم بحيث تكون التكنولوجيا مصدرًا آمنًا لمساعدة رواد الفضاء في تحديد موقعهم بأنفسهم في العوالم الأخرى.

 

المصدر

 

كتابة: آلاء حمدي الخولي

مراجعة: أحمد مغربي

تحرير: زياد محمد

تصميم: أمنية عبد الفتاح

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى