الذكاء مورث أم بسبب تأثير البيئة المحيطة
أغلب المهتمين بعلم النفس والفلسفة على علم بالجدلية الفلسفية المتمثلة في التساؤل التالي:
هل الذكاء وراثي أم مُكتسَب؟
حتى وقت قريب جدا كنا نقول أنه ليس وراثيًا بحتًا ولا مُكتسَبًا بحتًا حتى وجدنا النظرية التي تحسم هذا الجدل. الغريب في هذه النظرية أنها من عام 1983، والمفترض أن تكون معروفة لدى الكثير، ولا يخرج بعد ذلك مَن يعيدون التساؤل مرة أخرى!
هذه النظرية هي نظرية “الذكاءات المتعددة” وصاحبها يُدعَى “جاردنر”، وهذا الرجل غير مقتنع بمعامل الذكاء (أو اختبارات الذكاء)، وقال أنه عندما نقوم باختبار ذكاء لشخص ما، فإننا نغشه أو نظلمه لأننا نقيس القدرات الذهنية أو عقلية معينة، وأن هذا الاختبار ليس منه فائدة إذ أنه عبارة عن مجموعة من الأسئلة والأجوبة وفقط.
وكلامه هذا منطقي من جهة، فلو أن شخصًا بليدًا في الرياضيات ويكرهها، وقام باختبار مبني على الأرقام والحسابات السريعة فستكون النتيجة أنه بليد وليس ذكيًا، وهذا الشخص نفسه لو قام باختبار يقيس القدرات اللغوية أو الذاتية فمن المُرجَّح أن النتيجة ستختلف وبالتالي سيختلف التقييم الذاتي لنفسه.
يقول “جارندر” أيضًا: “لو أن شخصًا قام بحادثة وأصيب جزء معين من دماغه فهذا سيأثر على قدرة واحدة أو اثنتين من القدرات العقلية لديه ولن يُؤثِّر على البقية، مثلا من الممكن أنه لن يستطيع التحدث بلغته بطلاقة لكن من الممكن أن يردد النغمات والأناشيد التي يحفظها، وأيضًا من الممكن أن يقرأ جيدًا لكن لا يستطيع تفسير ما يقرأ”.
و أهم شيء في هذه النظرية أنها تجزم أن أي إنسان سوي لديه 8 ذكاءات يُولَد بها، لكن البيئة والظروف والتجارب التي مر بها هي التي تحدد أي ذكاء من هؤلاء الـ8 هو الذي يتفوق فيه أكتر من الـ7 الآخرين. الله خلق كل إنسان بهذه القدرات لأن الحياة والمواقف لا تتطلب نوعًا واحدًا من الذكاء، لكن في الغالب أنت تتميز في نوع واحد أكتر من البقية.
إذًا ما هي الـ8 ذكاءات؟
الذكاء اللغوي (مثل المؤلفين والشعراء)، الذكاء الذاتي (مثل الزعماء والأطباء النفسيين)، الذكاء التفاعلي الاجتماعي أو العاطفي (مثل المدرسين والتجار والزعماء الدينيين)، الذكاء المنطقي الرياضي (مثل العلماء والعاملين بالبنوك والمبرمجين والمحامين)، الذكاء البصري الفضائي (مثل المهندسين والرسامين)، الذكاء الحركي أو الجسمي (مثل لاعبين كرة القدم)، الذكاء الموسيقي (مثل الملحنين والمطربين ويدخل معهم المنشدين وقراء القرآن)، الذكاء الطبيعي (مثل داروين).
أهمية هذه النظرية تتلخص في قاعدة عبقرية في التربية، فمن المفترض أن المناهج تتكون من محتويات تقيس الـ8 قدرات أو الذكاءات لأن كل طالب يتميز في نوع أو اتنين، كذلك المعلم مَطالَب بتنويع الأسلوب في التدريس والشرح.
لكن هل هناك ذكاء تاسع؟
قال: “ربما يكون موجود وهو يُسمَّى الذكاء الوجودي وهذا يتميز به الفلاسفة”، لكن عندما قال ذلك كان في انتظار دراسة توضح صحة ما قاله.
كتابة: آيات أحمد
مراجعة: مينا نشأت
تصميم: محمد خالد
تحرير: اسلام حمدي