ماذا لو كانت الحياة على المريخ حقيقة؟ مجرد المحاولة للإجابة على هذا السؤال في الماضي كان دربًا من الخيال، ولكن بعد قراءة ما توصلت إليه أحدث الدراسات يمكننا القول أن الأمر ليس مستحيلًا كما كنا نعتقد.
توصلت دراسات حديثة إلى أن المريخ قريبًا سيصبح موطنا للسكنى!
إن عملية تكوين الكواكب تولِّد الكثير من الحرارة، حيث تُغَطى أسطح الكواكب الصخرية مثل كوكبنا وكوكب المريخ بالصخور المُنصهرة التي لا يمكن أن تطأها قدم قبل تجمدها وتحولها إلى قشرة صلبة، وهذا ما حدث مبكرًا على سطح المريخ. وصرّح مارتن بيزارو (Martin Bizzarro) مدير مركز تكوين النجوم والكواكب في التاريخ الوطني الطبيعي بمتحف الدنمارك في كوبنهاجن: “بعد 20 مليون سنة من تشكُّل النظام الشمسي، أصبح للمريخ قشرة صلبة، حيث يمكن أن تستضيف المريخ الآن المحيطات وربما الحياة أيضًا”. وقد حدث ذلك أيضًا مع الأرض منذ حوالي 130 مليون سنة.
وقام لورا بوفييه (Laura Bouvier) وماريا كوستا (Maria Costa) الباحثتان بمركز تكوين النجوم والكواكب بفحص 320 غرامًا من نيزك مارس المعروف باسم “الجمال الأسود” الذي تَمَّ اكتشافه في الصحراء الكبرى في عام 2011. وقد حصل بيزارو منذ عام على 44 غرامًا من هذا النيزك المعروف رسميًا باسم (NWA 7034)، ويُقدَّر الغرام الواحد من فتات الصخور الفضائية ب 10000 دولار. سحق الفريق 5 غرام من الجمال الأسود للحصول على نظرة تفصيلية على معدن الزركون. وصرّح بيزارو بأن “الزركون يعمل ككبسولة زمنية صغيرة تحفظ معلومات عن البيئة في مكان وزمان حدوث تلك المعلومات”.
وقد عزل العلماء سبعة من الزركون، وجدوا أنها تشكَّلت بين 4.43 مليار و4.48 مليار سنة، وهي من أقدم المواد التي وُجِدت على المريخ على الإطلاق، وحلَّل الفريق التركيبة النظائرية لعنصر آخر في الزركون يدُعى الهافنيوم التي أصلها من القشرة المريخية الصلبة والتي اقترح الباحثون أنها قد تشكَّلت في وقت لا يتجاوز 4.547 مليار سنة قبل ولادة النظام الشمسي. وأشار الباحثون في الدراسة التي نُشِرَت في مجلة الطبيعة إلى أن القشرة البدائية لسطح المريخ كانت قد نجت منذ مليون سنة قبل أن تُعاد صياغتها من خلال التأثيرات التي طرأت عليها لإنتاج الصهارة التي تبلورت فيها الزركون.
لقد أقرَّ العلماء بالفعل بأن بعض أجزاء الكوكب الأحمر كانت قادرةً على استضافة الحياة منذ فترة طويلة، لكن الأمور قد تغيَّرت بشكلٍ كبيرٍ عندما فقد المريخ مجاله المغناطيسي منذ 4 مليارات سنة. قامت الرياح الشمسية بتجريد الغلاف الجوي السميك للكوكب، وانتقل العالم إلى الصحراء الباردة التي هي اليوم.
كتابة: سارة محمد
مراجعة: ملك فريد
تصميم: محمد حسني
تحرير: نهى عمّار
