علم النفس

مراهقة أم مشكلة في الصحة العقلية؟

من سن “11” إلى “14”، يتعرض الأطفال لتغيرات عميقة، فمتى تقلق؟ وماذا يجب أن تفعل؟

ليس من السهل أن نميز إذا كان ما يمر به الطفل، أو المراهق مجرد أعراض سن البلوغ، أم هي مشكلة عقلية تستدعي الإنتباه والتدخل الفوري، فالاكتئاب، والقلق، والإحباط، وانعدام اليقين، والخوف، والتوتر، والتغيرات الفسيولوجية والنفسية والمزاجية، وتقلبات السلوك، والانفعال، كلها أمور تتشابه مع مشاكل الصحة العقلية.

ولذلك نحاول مساعدتك على التمييز، ومعرفة الفرق من خلال التالي:
1- هل طفلك لديه على الأقل صديق واحد جيد؟
في الغالب، الأطفال والمراهقين في حاجة للإعجاب والحب، وصديق واحد مقرب يكفي لسد تلك الحاجة، لكن إن كان طفلك لا يوجد في حياته هذا الصديق فهنا يجب التعامل مع الأمر باحترافية.

2- هل طفلك لديه على الأقل شخص واحد بالغ راشد يتحدث إليه؟
ربما لا تكون أنت هذا الشخص الراشد لأسباب عدة، فربما يكون شريك آخر، أو معلم، أو قريب، أو أي شخص يتحلى بالحكمة والدعم، في حين أن العالم يسوده الجنون.

3- هل طفلك لديه نشاط أو عمل ما يندمج فيه، أو ينشغل به؟
ربما يكون رياضة، أو فن، أو نشاط مدرسي، أو برمجة، أو الأعمال اليدوية، أو المهارات التكنولوجية إلخ، أي شيء يمكن أن يُنمّي الإبداع، والتعلم، ويخلق المنافسة.

4- هل طفلك سعيد؟
من الطبيعي قبل سن البلوغ والمراهقة المبكرة أن يعبر الأطفال عن انزعاجهم وغضبهم خاصة مع آبائهم، راقب اتزان طفلك، فلو أنه لا يبدو سعيدًا على الإطلاق هذا سبب يستدعى العناية والبحث.

5- هل طفلك يميل لإيذاء نفسه؟
هذا يشتمل على الكحول، والمخدرات، والتجريح أو التقطيع “في جسده”، والجنس هذا أمر طبيعي أن يهتم الطفل بتلك الأفعال “بمعنى أن يعرفها، أو يحوم حولها” لكن الخطورة تكمن في أن تقتصر سعادته على أي منها، أو أن يجد في أي منها متعته المطلقة.

إذًا كيف تدعم المرونة لدى طفلك المراهق؟
1- أن تكون متاح في الوقت الذي يحتاجك فيه، هذا ما يصنع الفارق بين القرار الجيد والخطير، أن تكون كامل الحضور وحينما يريد أن يحادثك، أن تكون مليء بالإيجابية، لا نقد، ولا حكم، ولا تدمير، ولا تنصح بتهكم.

2- كن حذرًا وأكثر تركيزًا، مارس تمارين التنفس، وأي تطبيقات أخرى تجعلك هادئ وصاف الذهن، سيجعلك ذلك أفضل في إدارة ضغوطك الخاصة، وبالتالي ستُزود مراهِقك بالنموذج الجيد للتعامل مع تقلبات الأمور.

3- اسعَ للتوازن، فكل منا يحتاج التوازن في حياته لكنه حقيقةً أمر هام خاصة للمراهقين، فتأكد أن مراهِقك لديه فرص عديدة للانعكاسات، أو ردود الأفعال الهادئة، النوم الهادئ، التمارين المنظمة خارج المنزل، والتغذية الجيدة.

4- امتلك مساحة الأبوة، الأطفال أو المراهقون يستطيعون أن يُظهروا أنهم يستمدون سعادتهم من جنونك، ولكن على الجانب الآخر هم يحتاجونك هادئ وقوي، كالطفل الذي يحبو متحديًا القواعد، كذلك المراهقين يِشعرون بأنهم أكثر أمنًا إذا وجودك صلبًا بغض النظر عن ما يسببه لك من عناء أو أسى.

5- تبسم، بمجهود أقل يمكنك عادة أن تجد طرفة أو مزحة بدلًا من أن يتفاقم الموقف، شارك ذلك مع طفلك، لا تضحك عليه، أو تسخر منه، لكن تبسمك خروج آمن من سخافة الموقف الذي تجد نفسك فيه.

6- كن إيجابيًا، لا تحكم ولا تتحكم، أي لا تُدقق، المراهقون أشخاص كثيري الألم والمعاناة، و لديهم وعي بمفاهيم وتصورات الآخرين, ويعتقدون أن الجميع ينظر لهم بعين ناقدة أو ساخرة، تأكد من كونك الشخص الذي يُشعر طفلك أو مراهقك تجاهه بمشاعر إيجابية تستجلب ثقته، ودعه يشعر بنظرتك الإيجابية نحوه.

7- كن حذرًا بخصوص التكنولوجيا، ضع ضوابط وحدود لاستخدام ابنك للتكنولوجيا، على الأقل لساعات قليلة قبل النوم وأثناء الليل.

8- توقع مشاكل قوية وصراعات، الجدل الحاد طريقة جيدة ليكتشف ابنك أو مراهقك ما يستحوذ على اهتمامك، ولماذا تعطي هذا الأمر تلك الأهمية، ربما تتفاجئ من أنك قمت بدورك كأب أو أم بشكل جيد، طالما تتناقش كثيرًا أنت وابنك، وطالما يوجد جو من الحب بمنزلك.

9- اجعل شبكة دعمك الاجتماعى قوية، تربية الصغار والمراهقين أمر شاق للغاية، فلذلك أنت تحتاج لشبكة دعم خارجية تساعدك، وتجعل طفلك ينتفع منها عن طريق شعور بانتمائه لمجموعة من أشخاص يتمتعون بالحميمة والرعاية.

10- احترم الثقافة والاختلافات الأخرى، إن كنت مربي وحيد بلا شريك في عملية التربية، أو تحيا في مجتمع متعدد الثقافات والأديان، فغالبًا تنشأ لدى ابنك صراعات بين معتقداته وثقافته، وبين ما يراه في محيط زملائه أو أقرانه، هنا يجب أن تحترم حاجته لخلق تقييمه، ونظرته الخاصة في القيم من حوله.

11- دافع عن ثقافة المرونة في المدرسة، معظم المعلمين على وعى ودراية كبيرة بمشاكل الصحة العقلية لدى المراهقين وصغار الشباب، ادعم تلك البرامج التي تشمل الدعم الاجتماعي، والسلامة العقلية، والتركيز، وتوازن الحياة الصحية.

12- كن مرنًا، لكل راشد ولكل طفل وضع خاص ومميز، باحتياجات فردية وأداء خاص، وهذا يتطور عبر الوقت، البقاء منفتحًا ومتقبلًا للتغير هو مهارة عملية لك، ولطفلك أو ابنك، كي تصلا لحياة ناجحة اجتزتم فيها سويًا تحدي عُمر ما بين الـ “11” إلى “14”عام.

 

المصدر

كتابة: آيات أحمد

تصميم: محمد خالد

تحرير: آلاء محمود 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى