الطب

التحفيز الكهربي المتقطع للمخ يحسن الذاكرة

التحفيز الكهربي المتقطع لمنطقة عميقة بالمخ أصيبت بالزهايمر أظهر تحسنًا في عمل الذاكرة، وعلى العكس فالتحفيز المستمر مثل الذي يُستخدَم مع مرضى “باركنسون” والذي يتم دراسته حاليًا على مرضى الزهايمر يضعف الذاكرة، حسب هذه الدراسة على قرود بالغة.
بالتحفيز المتقطع -حاليًا لا يُستخدَم في أي تطبيق على المخ- تمكنت القرود من تذكر الأشياء لمدة أطول بخمس مرات من الذاكرة العادية في اختبار قياسي للذاكرة.
«هذا يحول القرد من متوسط الأداء إلى الأفضل في أفراد نوعه، والقرد ضعيف الأداء يصبح متوسطًا بعد شهرين أو ثلاثة من التحفيز» قال ذلك د.”دايفد بلاك”، عالم أعصاب في قسم الأعصاب بكلية الطب بجامعة “أوجستا”.

في الدراسات الجديدة، استخدم العلماء تقنية وضع أقطاب كهربية بسمك الشعرة في المخ لتوصيل الكهرباء وزيادة نشاط منطقة صغيرة بمقدمة المخ (nucleus basalis) والتي لسبب غير مفهوم قد ضمرت في كلا من مرضى “باركنسون” والزهايمر.
“الاستجابة الطبيعية لأغلب أنظمة المخ للتحفيز المستمر هي أنه يبدأ بتجاهلها، في حالة “باركنسون” التحفيز العميق للمخ ثبط عمل هذا الجزء من المخ، على عكس ما كنا نريده وهو تحفيز هذا الجزء”

تتضمن أهدافهم تكوين المزيد من الناقل الكيميائي “الأستيل كولين” (acetylcholine) الموجود في هذه المنطقة، وتحتوي (nucleus basalis) على نسبة كبيرة من الأعصاب المتصلة بمناطق المخ المسئولة عن الذاكرة والمعرفة، وتحت الظروف الصحية السليمة لديها ما يكفي من “الأستيل كولين” الذي يسمح بالتواصل المهم بينهما، بينما تقل مستويات “الأستيل كولين” في المخ لكن الزهايمر يسبب تأثير مضاعف والذي ينقلنا لمستوى آخر من النسيان.

بدأوا بالتحفيز المستمر ولكنهم وجدوا انحدارًا غير متوقع في الأداء، وما أثار التعجب أيضًا أنه باستخدام التحفيز المتقطع كانت النتيجة تكون كمية أكبر من “الأستيل كولين” في هذه المنطقة وتحسن في الأداء.
في الواقع، أن استخدام “دونبيزيل” (donepezil) وهو مثبط “الكولين استريز” قد استرجع أداء الذاكرة في الحيوانات التي تلقت التحفيز المستمر ولكن لم يكن له تأثير على الحيوانات التي تحسنت ذاكرتها بالتحفيز المتقطع.

60 نبضة كل ثانية ولمدة 20 ثانية وبعدها 40 ثانية بدون تحفيز ونحصل على الاستفادة الكبرى من الدراسة.
يشك العلماء في الاستفادة الناتجة من تأثير زيادة مستويات “الأستيل كولين” بشكل مباشر على الخلايا العصبية ولكن على الرغم من ذلك قد ينتج عنها زيادة بسيطة في تدفق الدم لهذه المنطقة من المخ. مثبطات “الكولين إستريز” وهي أدوية تُستخدَم في علاج الزهايمر ومعروفة بزيادة تدفق الدم بنسبة من 10-15% في البشر حيث أنه عادة ما يقل تدفق الدم في مرضى الزهايمر.

قدم فريق “MCG” مقترحًا لبدء تجارب على الزهايمر المبكر مُستخدِمين أدلتهم الجديدة عن فوائد التحفيز المتقطع. وأشاروا إلى أن العديد من مناطق المخ وتتابعات التحفيز تحت الدراسة حاليًا في الولايات المتحدة وأوروبا​.

المصدر 

 

كتابة: نوران جودي

مراجعة: دينا ناصر

تصميم: عبدالرحمن سعد

تحرير: إسلام حمدي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى