هل سمعت من قبل عن قصة “جوليا باسترانا” المأساوية؟
وُلِدت “جوليا” في المكسيك بمرض فرط الشعر، فغطّى الشعر الداكن كامل جسدها وحتى وجهها. كان لديها أذنان كبيرتان، وأنف ضخم، وأسنان غير منتظمة.
اكتشفها “تيودور لينت”، واشتراها. علمها الرقص، والغناء، والعروض الاستعراضية. جال بها أوروبا. تزوجها وأنجب منها طفل حمل نفس صفاتها، ولكن مات كل منهما بعد الولادة بأيام في عام 1860.
لم يكتفِ “لينت” من جوليا، بل قام بتحنيطها هي وطفلها وباعهما للطبيب! الذي بدوره عرض الجثتين في المتاحف حول العالم.
ولم تُدفَن جثة جوليا إلا في عام 2013!
فما هو مرض فرط الشعر الذي عذب جوليا لأكثر من مائة عام؟
مرض فرط الشعر
يتصف مرض فرط الشعر أو متلازمة المستذئب بزيادة كبيرة في نمو الشعر في كامل أجزاء الجسم، وقد يُصاب كلًا من الرجال والنساء به.
قد يظهر المرض منذ الولادة أو يتطور مع تقدم العمر.
أنواع مرض فرط الشعر
1- فرط نمو الشعر الخلقي الزغبي (Congenital hypertrichosis lanuginosa)
حالة نادرة تحدث للطفل بعد الولادة، حيث يغطي الجسم شعر زغبي فاتح اللون، ولكن بدلًا من أن يختفي في الأسابيع الأولى كطبيعة كل الرضع، فإنه يستمر في النمو.
2- فرط نمو الشعر الانتهائي الخلقي (Congenital hypertrichosis terminalis)
تبدأ تلك الحالة من عمر الولادة، وتستمر لباقي حياته. ينمو على جسد ووجه الرضيع شعر سميك وطويل.
3- فرط نمو الشعر نيفويد (Nevoid hypertrichosis)
يكون فرط الشعر في تلك الحالة في منطقة محددة أو أكثر من منطقة، ولكن لا ينتشر على باقي الجسد كالحالتين السابقتين.
4- الشعرانية (Hirsutism)
تصيب الشعرانية النساء فقط، حيث يظهر شعر سميك وطويل في أماكن من غير الطبيعي أن ينمو بها الشعر، كالصدر والظهر والوجه.
5- فرط نمو الشعر المكتسب (Acquired hypertrichosis)
تظهر في حياة المريض، وغالبًا ما ترتبط بحالة مرضية أخرى، وقد يكون الشعر متمركزًا في منطقة واحدة أو يغطي كامل الجسد. قد يكون الشعر زغبي وفاتح اللون أو سميك وطويل.
أسباب مرض فرط الشعر
فهمنا من أنواع فرط الشعر أنها تنقسم لأنواع وراثية وأخرى مكتسبة، فما كان السبب؟
أسباب فرط الشعر الوراثي
قد يكون السبب هو إعادة تنشيط جين نمو الشعر الذي كان نشطًا في الإنسان القديم، لسبب ما قل نشاطه في البشر، ولسبب آخر لا يعلمه أحد، يُعاد تنشيطه عند الرضيع صاحب فرط نمو الشعر.
أسباب فرط الشعر المكتسب
1- حالات مرضية مثل البُرْفيرِيَّة، وهي حالة يتحسس فيها المريض من الضوء، ويظهر عليه عدة أعراض، ومنها فرط الشعر.
2- حالات اضطرابات الغدد، مثل خمول الغدة الدرقية.
3- سوء التغذية.
4- سرطان المبايض أو سرطان الغدة الكظرية.
5- بعض اضطرابات الأكل.
6- تناول بعض أنواع الأدوية، مثل الأدوية المنشطة لهرمونات الذكورة أو دواء المينوكسيديل.
علاج مرض فرط الشعر
لا يوجد علاج لتلك الحالة إذا كانت وراثية، ولكن هناك بعض الطرق المؤقتة التي لها تأثير قصير المدى مثل:
1- الحلاقة.
2- إزالة الشعر بالشمع.
3- التشقير.
وطرق أخرى بتأثير دائم، مثل إزالة الشعر بالليزر أو باستخدام الأدوية، مثل إفلورينيثين eflorinithine استخدامًا سطحيًا، فهو يعمل على منع عمل إنزيم يقع في بويصلة الشعر، ويعمل على تحفيز نمو الشعرة.
أما في حالة فرط الشعر المكتسب، فتكون أول خطوة هي علاج الأسباب الأولية.
هنا ينتهي مقالنا، دمتم سالمين!
كتابة: تقى عوف
مراجعة: محمد عبيد
تحرير: سعاد حسن