الفيزياء والفلك

اكتشاف أبعد النجوم!

من على بعد نصف عمر الكون تمت رؤية أبعد نجم فردي يسمى “إيكاروس”، وكان من المفترض ألا يُرى لأنه نجم خافت حتى مع أكبر التلسكوبات في العالم، ولكن من خلال تقلب الطبيعة التي تضخمت توهج النجم بشكل كبير، وتمكن الفلكيون باستخدام تليسكوب هابل من رؤيته ووضع سجل جديد للمسافة، واستخدموا النجم لاختبار نظرية عن المادة المظلمة وللتحقق من تكوين مقدمة مجرة عنقودية،
ايكاروس موجود في مجرة ​​حلزونية بعيدة جدًا، فالضوء استغرق “9” مليارات سنة للوصول إلى الأرض، يبدو لنا أنه أتى عندما كان الكون في حوالي 30% من عمره الحالي.

 

ما هي العدسة التثاقلية وكيف تعمل؟
الظاهرة الكونية التي تجعل النجم مرئي هي ظاهرة تسمى “العدسة التثاقلية”، حيث الجاذبية من مجموعة كبيرة من المجرات تعمل كعدسة طبيعية في الفضاء تثني وتضخم الضوء، وفي بعض الأحيان الضوء الذي يأتي من جسيم واحد يظهر بصور متعددة، ولرؤية النجم أُنشئت عدسة مكبرة طبيعية بواسطة مجموعة مجرات، وهي على بعد “5” بلايين سنة ضوئية من الأرض، وتقع بين الأرض والمجرة التي تحوي النجم، ومن خلال هذه العدسة التثاقلية ودقة وحساسية هابل تم رؤية ودراسة إيكاروس.

 

كيف تم اكتشاف إيكاروس؟
كان الفلكيون يراقبون مستعرًا أعظم داخل مجرة حلزونية بعيدة وفي عام “2016” اكتشفوا نقطة مضيئة جديدة ليست بعيدة، وقاموا بتحليل الضوء القادم من هذا الجسيم واكتشفوا أنه نجم أزرق عملاق، هذا النوع من النجوم أكبر وأكثر ضخامة وسخونة وربما مئات الآلاف أكثر سطوعا من شمسنا،
لكن كيف عرف الفريق أنه ليس مستعرًا أعظم؟ المصدر لا يزداد سخونة ولا ينفجر وقال رئيس الفريق كيلي “أن الضوء يجري تضخيمه” وهذا هو المتوقع من العدسات التثاقلية.

 

هل هناك فائدة من الاكتشاف؟
يوفر كشف التضخيم للنجم فرصة فريدة لاختبار طبيعة المادة المظلمة، والتي تشكل معظم كتلة الكون، من خلال اكتشاف ما يدور في مقدمة مجرة عنقودية، كان العلماء قادرين على اختبار نظرية المادة المظلمة التي تنص على أن المادة المظلمة تكونت من عدة ثقوب سوداء بدائية، ولكن نتيجة هذا الاكتشاف تُرفض هذه النظرية، لأن تقلبات الضوء التي رصدها هابل لمدة “13”عام كانت ستظهر مختلفة لو كان هناك عدد من الثقوب السوداء المتداخلة.

 

هل سنتمكن من اكتشاف نجوم بعيدة أخرى؟
عند إطلاق تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي التابع لناسا، يتوقع الفلكيون العثور على المزيد من النجوم مثل إيكاروس، حيث ستسمح الحساسية غير العادية لـ”ويب” بوصف المزيد من التفاصيل، بما في ذلك ما إذا كانت هذه النجوم البعيدة تدور أم لا، وما إذا كانت شائعة، تلسكوب هابل الفضائي هو مشروع للتعاون الدولي بين وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) ووكالة الفضاء الأوروبية.

المصدر

 

كتابة: محمد عبدالمعين

مراجعة: تسنيم مصطفى

تصميم: محمد خالد

تحرير: علاء الدين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى