علم النفس

كيف تمنع وقوعك في موقف دفاعي؟

كما تتخذ البلاد من القلاع والحصون مراكز للدفاع والتصدي لأي هجمات خلال فترات الحرب، كذلك يتخذ البشر بعض الحيل والأساليب (الذاتية) للدفاع عن أنفسهم في حالة تعرضهم لنقد لاذع أو هجوم أو اتهامهم بخطأ أو تقصير ما.

 

قد تسأل وما المشكلة أصلا في دفاع الشخص عن نفسه؟

المشكلة ليست في فكرة الدفاع عن النفس بعينها ولكن المشكلة الحقيقية في الأساليب التي يتخذها البعض للدفاع عن أنفسهم، وما تعنيه تلك الأساليب على المدى الطويل، فمثلا البعض يلجأ لإنكار أخطائه وتقصيره والبعض يلقي اللوم على قوى وأسباب خارجية والبعض ينسب الخطأ للآخرين ولا يراه في سلوكه، وهذا لا يؤدي إلى تفاقم المشكلة فقط ولكن أيضًا هذه الأساليب تعني أنك غير ناضج وغير قادر على التحكم في انفعالاتك وشعورك.

 

ومن منا لم يقع في أحد هذه الأساليب أو أغلبها؟ ومن منا لا يُوجَّه له نقد أو اتهام ما؟ لذلك نتحدث الآن عن كيفية التعامل مع النقد وتجنب الوقوف في موضع المتهم.

هناك خمس طرق لتحقيق ذلك:

(1) ذكِّر نفسك بأعمق القيم الخاصة بك (ذكِّر نفسك بنقاط قوتك):

حينما تتعرض لنقد أو رأي ما، ركز على نقاط الثقة والقوة لديك وذكِّر نفسك بالأشياء التي تتمكن من فعلها أو التي أحسنت صنعها والمواقف التي كنت إيجابيا فيها.

 

(2) فكِّر في النقد على أنه دلالة على ما يعتقده الآخرين في قدراتك:

بمعنى أنه لولا بعض الملاحظات والانتقادات التي تعرضت لها مثلا خلال طفولتك أو مراهقتك من قبل (المعلمين أو الأصدقاء أو الوالدين)، لما تعلمت بعض المهارات الهامة في حياتك ولما تم تقويم سلوكك، فكذلك هو الأمر أيضًا في معظم الانتقادات التي تواجهها.

 

(3) غرس التطور العقلي:

أن توجه طاقتك واهتمامك بتطوير نفسك بدلا من الدفاع عنها أو التخلص من النقد الموجه لك، ففي دراسة تم إعداد عدد من الطلبة الجامعين وتقسيمهم لمجموعة تقرأ هذا المقطع (الذكاء وراثي وثابت)، ومجموعة أخرى تقرأ (الذكاء يمكن تطويره وتنميته) وتم اختبارهم جميعًا ببعض الأسئلة وبعد ذلك أُخبر الباحثون الجميع أن أداءهم كان سيئًا، فوجد الباحثون أن الطلبة الذين قرأوا أن الذكاء موروث وثابت كان رد فعلهم (دفاعي)، مثل: “أنا لمْ أكن بهذا السوء، على الأقل أديت بشكل أفضل من غيري”، أما الذين قرأوا أن الذكاء غير ثابت وقابل للتطور فكان رد فعلم غير دفاعي؛ حيث وجهوا تفكيرهم وطاقتهم في تنمية ذكائهم وترقيته ومعرفة أخطائهم.

 

(4) في اللحظة نفسها، اشترِ الوقت:

لست مضطرًا للرد في نفس اللحظة أو بشكل دفاعي يمكنك أن تصمت لحظة قبل الرد أو تعطي للناقد رد فعل يوحي بالموافقة على ما يقول فتجيبه: “استمر، قل المزيد عن ذلك”، الهدف من هذا التصرف هو جعل المتحدث يسترسل في الكلام في حين أنك تتهيأ للرد المناسب والأكثر انضباطا.

 

(5) “أنا لا أشعر بارتياح تجاه ذلك”، “أنا شعرت بالاستياء حينما رفعت صوتك”، “أنا شعرت بإحباط حينما ذكَّرتني بذلك مرارا وتكرارا؛ لإنك جعلتني أشعر أنك لا تثق بي أو بتفكيري”، “أنا أسمع ما تقول”، إلخ.

هذه العبارات التي تبدأ بـ(أنا) ثم تركز على ما تشعر به، تجعل الموقف أكثر مرونة واتزانا، وتجعلك في محل سيطرة وقيادة للموقف ولست في موقف المدافع أو المتهم ولا منقادا من قبل الناقد أو الموقف نفسه.

 

أخيرا، هناك انتقادات بناءة لا ينبغي أن نهدر تفكيرنا في مواجهتها أو التخلص منها، بل يجب الإصغاء لها وتحسس المنفعة من ورائها والرد عليها بنضج وتعقل، أما هدف الموضوع الأساسي هو مواجهة الانتقادات السلبية والتخلص من موقف المتهم الذي يدافع عن نفسه طوال الوقت بشكل مطلق.

المصدر

 

كتابة: ايات أحمد

مراجعة: محمود وحيد

تصميم: محمد خالد

تحرير: إسلام حمدي

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى