تضغط على الزر… تلتقط الصورة… وتوثق لحظاتك الممتعة والسعيدة. مليارات من الصور تؤخذ يوميًا، لكن هل فكرت كيف تعمل الكاميرا؟
التصوير الفوتوغرافي مزيج من العلم والفن، لكن معظم الناس لا يعلمون كيف تعمل الكاميرا، أو حتي لا يستطيعون أخذ صورة جميلة؛ لأنهم لا يفقهون أساسيات التصوير.
بالطبع تتطور الكاميرات كل يوم، وتزداد دقة وسرعة، لكن دعنا نطرح الموضوع من بدايته، كانت أول كاميرا صُنعت في التاريخ عبارة عن خزانة بها ثقب على جانب واحد، يدخل الضوء من هذا الثقب، ثم ينعكس في خطوط مستقيمة، فتظهر الصورة على الجدار المقابل بشكل مقلوب، بالطبع هذه المهمة كانت صعبة جدًا، حتى أنها استغرقت ثمانِ ساعات، وكانت جودتها رديئة وضبابية.
بعد فترة من صنع هذه الخزانة، قرر أحدهم وضع مواد حساسة للضوء في الجزء الخلفي، تطورت هذه المواد، ومع الوقت، كانت من الزجاج، حتى وصلت إلى الورق.
يمكن أن يتغير اتجاه الضوء عندما ينعكس عن الأشياء، عندها تأخذ عدسة الكاميرا جميع الأشعة المرتدة، ويعاد توجيهها بواسطة الزجاج إلى نقطة واحدة، فتظهر صورة حادة التركيز. إذا لم ترتد الأشعة إلى النقطة الصحيحة، فإن الصورة تظهر ضبابية ومشوشة. باستخدام نظام تركيز العدسة، يمكن للمصور الفوتوغرافي أخذ صورة حادة عن طريق تقريب أو إبعاد القطعة الزجاجية من المستشعر.
كيف تعمل الكاميرا الرقمية؟
في الماضي، كان يتم التقاط الصورة على فيلم، وتلتقط الكاميرا مقدار الضوء المنبعث وأشياء أخرى، ثم يقوم المصور بوضع الفيلم في غرفة مظلمة، ووضعه في مواد كيميائية، هذه العملية تسمى التحميض.
الكاميرات الرقمية الآن تتكون من فيلم أيضًا، لكن الفيلم به ملايين من الوحدات الصغيرة تسمى بكسل، وتختلف ألوانه من أحمر وأخضر وأزرق، عندما يسقط الضوء على هذه الوحدات، تأخذ شكل الصورة، عن طريق قراءة مقدار الطاقة والضوء عن طريق المستشعرات.
يسمح قياس مقدار الطاقة لكل بكسل للمستشعر بتحديد مناطق الصورة الفاتحة والداكنة. وبما أن كل بكسل له قيمة لونية، فإن كمبيوتر الكاميرا قادر على تقدير الألوان في المشهد، من خلال النظر إلى وحدات البكسل الأخرى المجاورة المسجلة. وبوضع المعلومات من جميع وحدات البكسل معًا، يكون الكمبيوتر قادرًا على تقريب الأشكال والألوان في المشهد.
من الأشياء المميزة للكاميرا هو عدد وحدات البكسل المختلفة لكل كاميرا؛ فكلما زادت الوحدات زادت دقة الكاميرا، ووضحت تفاصيل الصورة أكثر، أيضًا حجم المستشعر يؤثر على الصورة في الأعضاء المنخفضة، فـكلما زاد حجم المستشعر، زادت كمية الضوء التي يجمعها.
كيف تلتقط صورة جميلة؟
قد ترى نفس المشهد لمصورين مختلفين، لكنك تُعجب بصورة دون الأخرى؛ هذا لأن التصوير هو مزيج من العلم والفن، وليس مجرد أداة وعدسات ومستشعر، هذه الأشياء تساعد على وضع لمسات نهائية، لكن تكوين الصورة من البداية هو العامل الأساسي، مثل القرب أو البعد من الشيء المراد تصويره، أو الركوع أو حتى الوقوف على كرسي.
من العوامل المهمة أيضًا هو مقدار الضوء الساقط على الشيء، وكيفية سقوطه؛ لكي تلتقط الكاميرا صورة فاتحة أو مظلمة، مثلًا: تحتوي الكاميرات الرقمية على عداد مدمج يقيس مقدار الضوء في المشهد، في أثناء التشغيل التلقائي، يختار نظام الكاميرا التعريض الضوئي الصحيح، في حين أن الوضع التلقائي ليس مثاليًا، ولا يسمح لك بتخصيص المظهر النهائي للصورة، يمكنك التقاط صورة مكشوفة بشكل صحيح (معظم الوقت) عن طريق تحديد الوضع “التلقائي” داخل قائمة الكاميرا، أو على كاميرات أكثر تقدمًا.
لا يزال بإمكان المصورين الفوتوغرافيين الجدد تعديل التعريض الضوئي دون تعلم الأوضاع اليدوية، من خلال تعويض التعريض الضوئي، تعمل هذه الميزة ببساطة على تفتيح الصورة وتغميقها. في الكاميرات المتقدمة، غالبًا ما يتم تعديل تعويض التعريض الضوئي بالضغط على الزر “+” و “-“، وتحويل القرص بالقرب من إبهامك الأيمن.
من العوامل أيضًا، خاصية (الزوم) في الكاميرا؛ لتقريب العنصر أو إبعاده، سيؤدي الضغط على الزر العلوي -المصطلح التقني هو تحرير الغالق- إلى التقاط صورة، ولكن الضغط عليه في منتصف الطريق سيؤدي إلى تركيز اللقطة، بالنظر عبر الفتحة الموجودة أعلى الشاشة (والتي تسمى عدسة الكاميرا) أو شاشة LCD الخاصة بالكاميرا، اضغط على زر تحرير الغالق حتى المنتصف. تحقق وشاهد أن ما تريد أن يكون في البؤرة “العنصر المراد تصويره” هو في الواقع في بؤرة التركيز، ثم ادفع تحرير الغالق بالكامل لالتقاط الصورة.
باستخدام كاميرا رقمية، ستظهر الصورة التي التقطتها للتو على شاشة LCD. إذا لم تنبثق تلقائيًا، فاضغط على الزر الذي يحمل رمز التشغيل لإظهار الصور التي التقطتها، ويمكنك استخدام مفاتيح الأسهم للتنقل بينها.
بفضل هذه التكنولوجيا الرقمية، يمكنك عرض صورك وإعادة التقاطها.
كتابة: زينب أحمد
مراجعة: شيماء وصفي
تحرير: محمد لطفي
تصميم: امنيه عبد الفتاح
