كيف تؤثر الصفائح الأرضية والمحيطات على المناخ العالمي؟
كيف تؤثر المحيطات على المناخ على الصعيد المحلي والعالمي؟
على الصعيد المحلى، فإن المجتمع الذي يعيش بالقرب من المسطحات المائية أو المحيط مثلاً لديهم مناخ معتدل أكثر عن تلك المجتمعات على نفس خط العرض، ولكن بعيداً عن المحيط، وذلك يرجع إلى كون الماء لديه سعة حرارية عالية –أي أنه يمتص كثيرًا من الحرارة حتى ترتفع درجة حرارته– أعلى من الصخور والتربة، كما أنً درجة حرارة الماء ترتفع أو تقل ببطئ مقارنة باليابسة.
أما على الصعيد العالمي، فإن المحيطات لها تأثير على المناخ العالمي برغم أن المناطق على المدار الاستوائي تستقبل إشعاع شمسي أكثر من تلك المناطق القطبية، إلا أن المناطق الاستوائية لا تصبح أكثر حرارة، ولا المناطق القطبية تصبح أكثر برودة، وذلك لأن المحيطات والرياح تنقل الحرارة من المناطق القريبة من خط الاستواء إلى المناطق البعيدة عنه.
كيف تؤثر الصفائح التكتونية على المناخ العالمي؟
تتغير أماكن قارات الأرض عن موضعها الأصلي نتيجة تحرك الصفائح الليثوسفيرية للأرض (lithospheric plates)، طبقاً للنظرية فإن الصفائح الليثوسفيرية منقسمة إلى عدد من الأجزاء التي تتحرك بجانب بعضها البعض ومواضع القارات لها تأثير كبير على مناخ الأرض. إذا فكرت في الظروف المناسبة لتكوين كتل الجليد الضخمة وتلك الأنهار الجليدية، فإنه لابد من وجود مساحات أرضية شاسعة، في أماكن بعيدة جدا عن خط الاستواء حيث يتراكم الجليد ليكون كتل جليدية ضخمة وسميكة. أما في المحيطات القطبية، فإن تراكم الجليد محدود جداً؛ حيث تعمل ملوحة المحيطات على إذابة الجليد. وفى حال تكون طبقات الجليد على المحيطات، فإن سمكها لا يتعدى بعض الأمتار.
فى يومنا هذا، هناك منطقتان قاريتان فقط بهما طبقات جليدية دائمة، وهما (أنتاركتيكا) في نصف الكرة الجنوبي، و(جرينلاند) في نصف الكرة الشمالي.
قارة (أنتاركتيكا) قديماً لم تكن مرتكزة على القطب الجنوبى، حيث أنه منذ ما يقرب من 200 مليون عام مضى كانت جميع قارات العالم المعروفة حالياً ملتحمة مع بعضها البعض في قارة واحدة كبيرة تسمى (بنجايا “Pangea”)، انقسمت بنجايا إلى أجزاء كبيرة وتحركت ببطئ كأنتاركتيكا، تحركت ببطئ حتى وصلت إلى موضعها الحالي فى القطب الجنوبي، وتكونت عليها طبقات الجليد السميكة.
يتحرك تيار المحيط ناحية الشرق (مع عقارب الساعة) حول قارة (أنتاركتيكا)، ويعتبر هذا التيار هو الأهم في المحيط الجنوبى. هذا التيار يصل لعمق ما بين 2000 و 4000 متر، وعرض يصل لـ 2000 كيلومتر. هذه المنطقة الهائلة تنتج واحدًا من أكبر تيارات المحيط -من حيث الحجم- على سطح الأرض. هذا التيار يُدفع برياح قوية، ومتوسط درجة حرارة تيار منطقة (أنتاركتيكا) يتراوح ما بين -1 وحتى 5 درجة مئوية، اعتمادا على المكان والوقت من العام. فى الوقت الحالى، تقع معظم القارات الأرضية فى نصف الكرة الأرضية الشمالى.
صفائح الأرض –الصفائح التكتونية– تؤثر على المناخ بطرق أخرى بجانب تغيير أماكن القارات، حيث تتشكل البراكين على حواف الصفائح الأرضية المتحركة، حيث يؤدي ازدياد نشاط حركة تلك الصفائح الأرضية إلى زيادة نشاط البراكين، وتبعث البراكين ثاني أكسيد الكربون. يقوم غاز ثاني أكسيد الكربون بحبس الحرارة داخل الغلاف الجوى، بهذه الطريقة تلك الصفائح الأرضية المتحركة من الممكن أن تسبب احتباس حراري عالمي. ولكن بالرغم من ذلك، فانفجار البراكين أيضاً يضيف الغبار إلى الغلاف الجوي، ويقوم ذلك الغبار بحجب بعض من الإشعاع الشمسي مما يقلل من الاحتباس الحراري.
اصطدام الصفائح الأرضية أيضًا يكون سلاسل جبال هائلة، على سبيل المثال جبال الهيمالايا وجبال الألب. بعض العلماء يعتقدون أن تلك السلاسل الجبلية تستهلك مقدارًا من ثاني أكسيد الكربون المتواجد في الغلاف الجوى، حيث أن التفاعلات الكيميائية التي تكسر صخور تلك الجبال تستهلك جزءًا من ثاني أكسيد كربون الغلاف الجوى مما يعنى نقصان في نسبة ثاني أكسيد الكربون، والذي يؤدي إلى نقصان في الاحتباس الحراري.
كنتيجة، يؤدي هذا إلى مناخ عالمي مائل للبرودة.
التصادمات بين القارات أنتجت قارة (بنجايا) وكانت النتيجة هي سلسلة جبال شاهقة، مثل السلسلة في الموقع الحالي لجبال (الأبلاش). كانت جبال (الأبلاش) أطول وأكثر صلابة عندما تشكلت لأول مرة، ربما كانت في مثل ارتفاع جبال (الهيمالايا). مرت الجبال ب 300 مليون سنة من التآكل وعوامل التعرية، مما جعلهم أقصر عن الوضع الأصلى وذات منظر يشبه التكور.
تلعب تيارات المحيط دورًا كبيرًا في المناخ العالمي عن طريق نقل الحرارة والرطوبة في جميع أنحاء العالم. وتتغير التيارات كنتيجة لحركات صفائح القشرة الأرضية التي بدورها أيضا تؤثر في المناخ العالمي.
كتابة: محمد أشرف
مراجعة: حازم محمود
تصميم: عمر حسن