الطب

ارتفاع ضغط الدم

كل منّا يعرف في محيطه شخصًا واحدًا على الأقل مصابًا بارتفاع ضغط الدم، سواء من عائلته أو أصدقائه أو دائرة معارفه، حيث يعتبر من أكثر الأمراض شيوعًا على مستوى العالم، كما يُعد سببًا رئيسيًا للوفاة المبكرة بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية. في هذا المقال، سوف نتعرف سويًا على أهم المعلومات المتعلقة بارتفاع ضغط الدم، أسبابه، وأعراضه، وتأثيره على أعضاء الجسم الأخرى، وطرق علاجه.

ماذا يعني ارتفاع ضغط الدم؟

في الطبيعي، يُحدِث الدم المتدفق داخل الأوعية الدموية ضغطًا على جدران تلك الأوعية، ولكن إذا زاد هذا الضغط عن معدله الطبيعي، يصبح الإنسان مصابًا بارتفاع ضغط الدم. ويُحدَّد ضغط الدم بكمية الدم التي يضخها القلب، ومقاومة جدران الأوعية الدموية لتدفق الدم داخلها، كلما زادت كمية الدم المتدفقة من القلب، وضاقت الأوعية الدموية، ارتفع ضغط الدم أكثر.

أعراض ارتفاع ضغط الدم:

يطلق على ارتفاع ضغط الدم القاتل الصامت، حيث إن معظم المصابين به لا يدركون ذلك، وقد لا تظهر عليهم أي أعراض، لذلك، كان من الضروري الحرص على قياس ضغط الدم بانتظام من فترة إلى أخرى.

من الأعراض التي قد تظهر على مريض ضغط الدم:
▪ الشعور بصداع في الصباح الباكر.
▪ نزيف من الأنف.
▪ عدم انتظام ضربات القلب.
▪ طنين في الأذن.
▪ الشعور بالدوار.

في الحالات الشديدة من ارتفاع ضغط الدم، قد يشعر المريض بالآتي:
▪ غثيان.
▪ قيء.
▪ إرهاق.
▪ ألم في الصدر.
▪ رعشة في العضلات.

ومع ذلك، فإن هذه الأعراض لا تظهر في جميع الحالات، لذا؛ كان من الضروري متابعة قياس ضغط الدم بانتظام لجميع الأشخاص، حتى الأصحاء منهم.

أسباب ارتفاع ضغط الدم:

يوجد نوعان من ارتفاع ضغط الدم، وكل نوع لديه عوامل مسببة له مختلفة عن الآخر.

1- ارتفاع ضغط الدم الأولي: ويطلق عليه أيضًا ارتفاع ضغط الدم الأساسي، ويظهر مع الوقت بدون سبب معروف، معظم المصابين بارتفاع ضغط الدم لديهم هذا النوع.

على الرغم من أن الباحثين لم يستطعوا التوصل إلى آلية واضحة ترفع ضغط الدم تدريجيًا مع الوقت، إلا إنهم يعتقدون أن هناك مجموعة من العوامل قد تساعد في حدوث ذلك. من ضمن هذه العوامل:

▪ الجينات الوراثية: بعض الأشخاص يصبحون أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم؛ نتيجة تحور جيني، أو وجود بعض الجينات المشوهة التي ورثوها عن آبائهم.

▪ تغيرات بدنية: إذا حدث تغير في أي جزء من جسم الإنسان، فإن باقي أعضاء الجسم تتأثر بهذا التغير. على سبيل المثال، حدوث تغير في وظائف الكلى نتيجة الشيخوخة يؤدي إلى اختلال توازن الأملاح والسوائل في الجسم، مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

▪ البيئة المحيطة: يكون لنمط حياة الشخص واختياراته دائمًا عواقب على صحته، فقلة ممارسة النشاط البدني، واتباع أنظمة غذائية غير صحية يؤدي غالبًا إلى زيادة الوزن والسمنة، وبالتالي يصبح الشخص معرضًا للإصابة بارتفاع ضغط الدم.

2- ارتفاع ضغط الدم الثانوي: هذا النوع يحدث سريعًا، وقد يكون أكثر حدة من النوع الأول. هناك عدة حالات قد تؤدي إلى حدوث هذا النوع:
▪ أمراض الكلى.
▪ عيوب خلقية بالقلب.
▪ الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
▪ مشاكل في الغدة الدرقية.
▪ تعاطي المخدرات والإدمان على الكحوليات.
▪ مشاكل بالغدة الكظرية.
▪ بعض أورام الغدد الصماء.

تأثير ارتفاع ضغط الدم على أجهزة الجسم الأخرى:

من الممكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم مشاكل كثيرة لجسمك قبل أن تظهر أعراض له، وذلك لأنه مرض صامت كما قلنا سابقًا، لكن إذا لم يُعالَج ضغط الدم، فمن المحتمل أن تحدث مضاعفات خطيرة. قد تحدث مضاعفات مميتة لأعضاء الجسم الآتية:

1- الشرايين: يجب أن تكون الشرايين مرنة وقوية لكي يتدفق الدم فيها بحرية بدون أي معوقات. يجعل ارتفاع ضغط الدم الشرايين أضيق وأقل مرونة، وهذا يسهل ترسب الدهون على جدران الوعاء الدموي، ويؤدي إلى إعاقة تدفق الدم فيه بشكل طبيعي، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى حدوث النوبات القلبية، والسكتات الدماغية.

2- القلب: الضغط المتزايد على جدران الأوعية الدموية يجعل عضلات القلب تضخ الدم بقوة أكبر من الطبيعي. وهذا قد يؤدي إلى تضخم عضلة القلب. القلب المتضخم يصبح أكثر عرضة لمخاطر مثل:
▪ فشل القلب.
▪ عدم انتظام ضربات القلب.
▪ الأزمات القلبية.

3- المخ: إمداد المخ بالأكسجين عن طريق الدم هو أمر ضروري للغاية؛ لكي يعمل بكفاءة، وقد يعوق ارتفاع الضغط وصول كمية الدم المناسبة إلى المخ، وهذا قد ينتج عنه موت خلايا المخ، وحدوث ما يسمى بالسكتة الدماغية. قد يؤثر ارتفاع ضغط الدم أيضًا على:
▪ الذاكرة.
▪ القدرة على التعلم.
▪ القدرة على استرجاع المعلومات.
▪ القدرة على التحدث.

طرق علاج ارتفاع ضغط الدم:

يُعد اتباع نمط حياة صحي خطوة ضرورية للغاية لعلاج، بل ومنع ارتفاع ضغط الدم، لذا؛ إذا كنت ترغب في تقليل ضغط الدم لديك، عليك بفعل الآتي:
▪ تقليل وزنك إذا كان زائدًا.
▪ ممارسة الرياضة.
▪ تقليل نسبة الدهون في الطعام، والإكثار من تناول الخضروات والفاكهة.
▪ تقليل كمية الملح المستخدمة في الطعام.
▪ الإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخنًا.

عادةً ما يصف الطبيب نوعًا أو نوعين من الأدوية على حسب حالة المريض، من ضمن هذه الأدوية:

▪ الأدوية المدرة للبول: وهذه تساعد الكلى على التخلص من الماء الزائد والأملاح، وبالتالي تقلل من حجم الدم المتدفق داخل الأوعية الدموية، مما ينتج عنه تقليل ضغط الدم داخل الأوعية.

▪ حاصرات بيتا: وهذه تعمل على إبطاء ضربات القلب، وتقليل كمية الدم المضخوخة مع كل ضربة، كما تعمل على منع إفراز بعض الهرمونات التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

▪ مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين: والأنجيوتنسين هو مركب كيميائي، يسبب ضيق وصلابة الوعاء الدموي. هذا النوع من الأدوية يقلل من إفراز الجسم لهذا المركب الكيميائي، ومن ثم يساعد على ارتخاء الأوعية الدموية وتقليل ضغط الدم.

▪ حاصرات قنوات الكالسيوم: وهذه تمنع دخول بعض الكالسيوم إلى العضلة القلبية، مما يؤدي إلى تقليل قوة ضربات القلب، كما تساعد أيضًا على ارتخاء جدران الأوعية الدموية، فتكون المحصلة النهائية تقليل ضغط الدم في الأوعية الدموية.
ويوجد غيرهم الكثير من الأدوية الخاصة بارتفاع ضغط الدم.
يجب التنويه هنا أن هذه الأدوية توصَف فقط بمعرفة الطبيب، ولا يجب تناولها بأي شكل دون الرجوع إلى الطبيب المختص.

المصادر 1 2 3 4

كتابة: سارة شبل

مراجعة: يوسف أحمد

تدقيق: محمد بشير

اظهر المزيد

سارة شبل

كاتبة بقسم الطب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى