الطب

جل يجعل مينا الأسنان تنمو من جديد!

مع انتشار الوجبات الخفيفة السكرية (السناكس) والوجبات السريعة في حياتنا اليومية، أصبح تسوس الأسنان مشكلة كبيرة. حيث يذهب الكثيرون إلى طبيب الأسنان عند ظهور تسوس الأسنان؛ ليتم استبدال المينا المفقودة بمواد مثل السبائك المعدنية والحشوات التجميلية. الآن، اكتشف العلماء طريقة لإعادة نمو مينا الأسنان البشرية بشكل كلي، وهي تقنية يأمل العلماء أن تحل محل الحشوات التقليدية يومًا ما.

أولاً؛ لنعرف ما هي مينا الأسنان؟
المينا هي الطبقة الخارجية الصلبة للأسنان التي تحميها من التسوس، أصلب وأقوى نسيج بيولوجي نعرفه، أصلب حتى من العظام. ومع ذلك، فالكثير من السكر وعدم الاهتمام بنظافة الأسنان يمكن أن يتسبب في تراكم الجير والبكتيريا التي تقوم بإفراز أحماض يمكنها أن تدمر هذه الطبقة.

عندما يتم فقد مينا الأسنان أو تلفها، فإنها لا تنمو مرة أخرى، مما يؤدي إلى ظهور تجاويف دائمة تسبب تراكم الطعام والشعور بالألم، لذلك تجب معالجتها وملؤها بواسطة طبيب الأسنان. ولكن هناك مشكلة واحدة مع الحشوات الحالية، وهي أنها في بعض الأحيان تصبح ضعيفة، أو تسقط، أو تتفتت فيجب عند ذلك استبدالها.

أراد باحثون من جامعة (تشجيانغ) الصينية وجامعة (شيامن) التغلب على هذا من خلال إيجاد وسيلة لجعل إصلاح مينا الأسنان نفسها فكرة ممكنة. حيث قاموا بصنع هلام يحتوي على مجموعات صغيرة من الكالسيوم والفوسفات، وهي المكونات الرئيسية لمينا الأسنان الطبيعية، ثم قام هؤلاء الباحثون بإضافة جزيئات من مادة (الهيدروكسي أبيتايت – Hydroxyapatite)، وهي المكون الرئيسي لمينا الأسنان الطبيعية، ثم اختبروا المادة على أسنان بشرية مخلوعة سبق إتلاف المينا الخاص بها بما يماثل التسوس، ثم توضع الأسنان في ظروف تحاكي تلك الموجودة داخل فم الإنسان لمدة 48 ساعة.

بشكل مثير للدهشة! وجد العلماء طبقة رقيقة جدًا تشبه المينا الموجودة بشكل طبيعي في أسناننا في قوتها وصلابتها. تحت المجهر، تمكن الباحثون من رؤية أن الطبقة لها بنية بللورية مماثلة لطبقة المينا الطبيعية، كانت الطبقة رقيقة جدًا ولكن مع استخدام هذا الجل مرارًا وتكرارًا، تتكون طبقة ذات سمك كافٍ لتصبح مثل المينا الطبيعية.

الآن، يريد الباحثون اختبار المادة على الفئران والبشر في نهاية المطاف؛ لمعرفة ما إذا كان من الآمن استخدامها في أفواهنا. وعلى الرغم من أن تلك المادة لا تزال بعيدة عن كونها متاحة للجميع، إلا أن هذا الاكتشاف يمكن أن يُحدث ثورة -ذات يوم- في طريقة تعاملنا مع مشكلة التسوس، ومجال طب الفم والأسنان بصفة عامة، مما قد يزيل الحاجة إلى الحشوات.

 

المصدر

 

كتابة: محمود علام

مراجعة: محمد عبد المنعم

تحرير: زياد محمد

تصميم: أمنية عبد الفتاح

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى