الطب

أنيميا الفول

أنيميا الفول من الأمراض الوراثية المنتشرة بين الذكور في القارة الإفريقية، أما الإناث، فانتشاره بينهن أقل من الذكور، وقد تحمل العديد منهن الجين المُسبِّب للمرض، ويستطعن نقله إلى أبنائهن الذكور، بينما لا تظهر عليهن أي أعراض.

في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل كل ما يتعلق بمرض أنيميا الفول؛ أسبابه، وأعراضه، وطرق علاجه.

ما هو مرض أنيميا الفول؟

يُطلق عليه أيضًا “التفول”، ويحدث عندما لا يكون لدى الجسم ما يكفي من إنزيم يُسمى بـ ” G6PD – جلوكوز 6 فوسفات ديهيدروچينيز”، وهو الإنزيم المسؤول عن العديد من العمليات الحيوية داخل الجسم؛ ومن ضمنها الوظائف الخاصة بكرات الدم الحمراء.

ما علاقة إنزيم “G6PD” بكرات الدم الحمراء؟

هذا الإنزيم مسؤول عن جعل كرات الدم الحمراء تعمل بكفاءة، ويحافظ عليها من المواد الضارة، ويساعدها على بقاء مدتها الطبيعية في الدم قبل التحلل (تعيش كرات الدم الحمراء ما يقرب من 120 يوم قبل التحلل بصورة طبيعية). في حالة حدوث خلل في هذا الإنزيم، فإن كرات الدم الحمراء تتحلل مبكرًا عن ميعادها، قبل أن يتمكن الجسم من إنتاج بديل لها، وينتج عن ذلك حالة مرضية تسمى بـ “انحلال كرات الدم الحمراء”، والتي قد تؤدي إلى حدوث الأنيميا، أو ما يُسمَى بـ “فقر الدم الناتج عن انحلال كرات الدم الحمراء”.

ما علاقة أنيميا الفول بالفول؟

سُميت أنيميا الفول بهذا الاسم، لأن هناك أنواع معينة من الأطعمة، مثل “الفول” تؤدي إلى ظهور أعراض المرض. الجدير بالذكر أنه في الظروف العادية لا تظهر أعراض على المرضى الذين لديهم خلل بإنزيم “G6PD”، إلا إذا حدث شيء معين حفز تحلل خلايا الدم الحمراء.

من الأشياء التي تحفز ظهور أعراض أنيميا الفول عند الأطفال ما يلي:

ـ تناول الفول.
ـ بعض أنواع من العدوى البكتيرية والفيروسية.
ـ تناول أنواع معينة من المضادات الحيوية (تلك التي تحتوي في أسمائها على مقطع “sulf”).
ـ تناول الأدوية المضادة للملاريا.
ـ تناول أنواع معينة من مسكنات الألم وخافض الحرارة.

أعراض أنيميا الفول

تشمل الأعراض التي قد تظهر على المرضى المصابين بأنيميا الفول ما يلي:

ـ الصفراء (اصفرار بالجلد وبياض العين).
ـ شحوب بالجلد.
ـ بول داكن اللون، أو يميل إلى اللون الأصفر البرتقالي.
ـ إرهاق.
ـ حُمى.
ـ دوخة.
ـ صعوبة في التنفس.

أسباب مرض أنيميا الفول

أنيميا الفول هو مرض وراثي ينتقل من الآباء إلى الأبناء، والجين المسبب له يكون محمولًا على الكروموسوم (x)، ولأن الذكور لا يحملن سوى نسخة واحدة من الكروموسوم (x)، فوجود جين واحد كافي لظهور أعراض المرض عليهم، أما الإناث فيحملن نسختين من الكروموسوم (x)، ويحتجن إلى جينين لكي تظهر عليهن الأعراض، أما إذا حملن جينًا واحدًا، فلا تظهر عليهن الأعراض، ولكنهن يظللن حاملين للمرض، ويمكنهن نقله إلى أبنائهن الذكور.

تشخيص مرض أنيميا الفول

يشخص الأطباء المرض عن طريق عمل تحليل يقيس مستوى إنزيم “G6PD” في الدم، يمكن أن يطلب الطبيب بعض التحاليل الأخرى، مثل: صورة دم كاملة، وقياس نسبة الهيموجلوبين في الدم.
يجب أن تخبر الطبيب بجميع الأطعمة والأدوية التي تناولتها في الفترة الأخيرة، لأن ذلك قد يساعده على التشخيص.

علاج مرض أنيميا الفول

يعتمد علاج الأعراض على إزالة المحفز الذي تسبب في ظهورها، فمثلًا، إذا كان السبب عدوى ما، فإن علاج العدوى سيكون العلاج المتبع، وكذلك إذا كان السبب تناول أدوية معينة، تُستبدَل بأخرى، ويتوقف المريض عن تناولها. في معظم الحالات، تتحسن الأعراض وحدها تدريجيًا بعد إزالة المحفز، ولكن في حالات أخرى، إذا كان فقر الدم شديدًا، فقد يحتاج المريض إلى نقل دم.

في النهاية، لن يسبب مرض أنيميا الفول مشكلة، إذا تجنب المصاب به المحفزات التي تؤدي إلى ظهور الأعراض. لذلك، إذا كان طفلك مصابًا به، فاحرص على أن يكون برفقته دائمًا -في مدرسته أو في خروجه بصفة عامة- ورقة مطبوع بها كل الممنوعات من أدوية وأطعمة، حتى لا تتعرض صحته للخطر.

المصادر 1 2

كتابة: سارة شبل

مراجعة: يوسف أحمد

تحرير: سعاد حسن

اظهر المزيد

سارة شبل

كاتبة بقسم الطب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى