انخفاض معدل الإنجاب في نصف دول العالم!
الإنجاب في تراجع! حيث نشرت مجلة لانست The Lancet هذا الأسبوع تقريرًا جديدًا حول معدلات الخصوبة العالمية في الفترة 1950 إلى 2017، فوجدوا أن الناس في جميع أنحاء العالم ينجبون عددًا أقل من الأطفال مما كان عليه الحال في الماضي (عندما كنت تجد أن جدتك لها خمسة أعمام ومثلهم من العمات وتندهش! فما بالك الآن بقلة الأعداد وقلة النسل كأننا ننقرض!)، وطبقًا إلى أبحاثهم قد يكون تأثير ذلك على العالم كارثيًا.
الكآبة النفاسية! فطبقًا للتقارير، معدل الإنجاب للمرأة في عام 1950 كان 4.7 طفلًا على مدار فترة حياتها بينما كان هذا المعدل 2.4 طفلًا فقط في العام الماضي!
وهذا الانخفاض في معدلات الخصوبة يعني أن نصف دول العالم على أعتاب الطفولة أي أن سكانها لا ينجبون عدد الأطفال اللازمين للحفاظ على التعداد السكاني ثابت، وعلى النحو التالي سيكون هناك عدد قليل جدًا من الأطفال والكثير من الناس فوق ال 65 عامًا، وهذا صعبٌ جدًا في الحفاظ على المجتمع العالمي والتوازن الاجتماعي. وقال الكاتب كريستوفر موراي “author Christopher Murray” لهيئة الإذاعة البريطانية the BBC:”سيداتي ذوات الوجه المشرق، تخيلوا معي كل العواقب الاجتماعية والاقتصادية العميقة لمجتمع منظم مثل هذا مع الأجداد أكثر من الأحفاد!”
في بعض النواحي، نجد أن معدل الخصوبة المُتدني هو علامة على التقدم، حيثُ يعيش المزيد من الأطفال حتى سن البلوغ، لذلك لا يحتاج الشخص إلى الإنجاب بشكل متكرر من أجل الحصول على العائلة التي يريدها دائمًا. كما أن زيادة إمكانية الوصول إلى وسائل منع الحمل وفرص العمل، كما أن الفرص التعليمية تتيح أيضًا للنساء خيارات تتعدى الأمومة، وهو ما لم يكن من الممكن أن يحصلن عليه في عام 1950 (كونها ربة بيت فقط تنجب وتربي الكثير والكثير من الأطفال).
إن هذا الانخفاض في معدلات الخصوبة يُمكن أن يفيد أيضًا البيئة، في حين أن المعدل العالمي للإنجاب لكل امرأة يجب أن ينخفض إلى ما دون 2.1 بالنسبة إلى السكان، فإن انخفاض معدل الخصوبة يمكن أن يُترجم على الأقل إلى تباطئ في النمو السكاني، وهذا الأمر هو ما يُمكن أن يُشجعنا على الحصول على الوقت الذي نحاول فيه معالجة قضايا مهمة مثل تغير المناخ والعولمة والجوع والبطالة وغيرها.
كتابة: ميار محسن
مراجعة: احمد علاء
تصميم: امنية عبدالفتاح
تحرير: ريم اسامة