الطب

شلل “إرب” (Erb’s palsy) كواحد من إصابات الولادة

هناك العديد من إصابات الولادة التي تُسبِّب أذى للطفل، بعض الأطفال تَحدُث لهم إصابات طفيفة بالدماغ وتُسبِّب تَشتُّت الانتباه وفرط الحركة “Attention Deficit Hyperactivity Disorder”، أو إصابات أخطر مثل الشلل الدماغي “Cerebral palsy”.
بعض إصابات الولادة تتضمن عددًا كبيرًا من المشاكل الحركية والتي قد تكون بسيطة مثل الكدمات أو تَمزُّق بسيط أو أشد صعوبة مثل الشلل الكلي.
شلل “إرب” (Erb’s palsy) هو حالة منعكسة لإصابة جسدية أثناء الولادة، وآثاره الجانبية تتراوح من البسيطة للخَطِرة، اعتمادًا على شدة الإصابة.

ما هو شلل “إرب”؟

شلل “إرب” هو عبارة عن اضطراب في الضفيرة العضدية (brachial plexus) أثناء الولادة، وهي إصابة تَحدُث في أعصاب أعلى الذراع للطفل، تصيب بشكل عام حوالي طفل أو طفلين لكل 1000 طفل، تَحدُث الإصابة نتيجة ضرر في نقطة “إرب” بالقرب من العنق حيث تجتمع الأعصاب العنقية الأمامية الخامس والسادس (C5 & C6) ليُكوِّنا الضفيرة العضدية.

الأعصاب في الضفيرة العضدية تُسبِّب الحركة والإحساس في ذراع الطفل ويده وأصابعه، شلل “إرب” عادةً يكون بسبب عسر الولادة، الأطفال المصابون بهذه الحالة عادة لا يستطيعون تحريك الذراع المصاب، ولكن قد يتمكنون من هز الأصابع.
أحيانًا قد تُؤثِّر الإصابة على الحبل الشوكي وقدرته على إرسال الإشارات للذراع والمعصم واليد والأصابع عن طريق النبضات العصبية الطبيعية، فيبدو الذراع المصاب كأنه مشلول.

مصطلح شلل “إرب” يشير لإصابة الجزء العلوي من الضفيرة العضدية فقط، فإذا كانت الإصابة في الطرفين العلوي والسفلي فإن النتيجة قد تؤدي لحالة أسوء تُسمَّى “شلل الضفيرة العضدية التام”.

أسباب حدوث شلل “إرب”:

– يَحدُث شلل “إرب” بشكل عام في حالات الولادة المُتعسِّرة، حيث تكون رأس الطفل في اتجاه ويُسحَب ذراعه في اتجاه مُعاكِس.
– الجذب العنيف للأكتاف أيضًا يُعتبَر سببًا شائعًا.
– عندما تكون الرأس للخلف ويُسحَب الطفل من أقدامه.
في كل هذه الأوضاع يُسحَب الطفل بعنف وقد تَحدُث له إصابات أخرى مثل انخلاع الكتف.
على الرغم من وجود بعض المخاطر عند سحب الطفل من رأسه أو رقبته إلا أن هذه المخاطر تتضاعف عند سحبه من ذراعه وقد تزداد هذه المخاطر في بعض الحالات مثل:
– استخدام بعض الأدوات أثناء الولادة مثل الملقط أو شفط الجنين.
– كبر حجم الجنين.
– عندما تكون الأم صغيرة.
– زيادة وزن الأم.
– عندما تستمر المرحلة الثانية من الولادة لأكثر من ساعة.
– انعكاس وضع الجنين فتكون رأسه لأعلى.

هناك عدة طرق للعلاج التي تؤدي لتَحسُّن الحالة، منها الجراحي ومنها غير الجراحي.

العلاج غير الجراحي:
عندما تكون إصابة الضفيرة العضدية بسيطة؛ فإن أفضل حل هو العلاج الطبيعي، والذي يتضمن التدليك البسيط حول المنطقة المصابة.
يتضمن العلاج الطبيعي بعض التقنيات الأخرى مثل تمارين لزيادة مدى الحركة لتساعد في تقوية ومرونة الذراع وتُحسِّن من عمل الأعصاب.
في بعض الحالات يتم حقن البوتوكس واستخدام التحفيز الكهربائي وتتحسن حالة الطفل.
إذا لم تَعُد الأعصاب كما كانت في حدود من 6-8 أشهر بعد العلاج، قد يَقترِح الطبيب المُعالِج إجراء جراحة.
من المهم معرفة أن الاهتمام بالتمارين في المنزل مهم بقدر العلاج، فالقيام بعمل التمارين والتدليك في المنزل تَزامُنًا مع جلسات العلاج الطبيعي يُحسِّن الوضع، تأكد أن تَحضُر جميع الجلسات وتفهم طبيعة التمارين التي قد تمارسها مع طفلك في المنزل.

العلاج الجراحي:
تتم الجراحة في الشهور الثلاث أو الست الأولى بعد الولادة، إذا لم يقرر الطبيب المُعالِج عكس هذا، تقترح الدراسات أن تأجيل الجراحة حتى يكبر الطفل تُقلِّل فرص نجاح الجراحة.
تقنية الجراحة الدقيقة قد تتم عند سن الثلاثة أشهر، المحاولات الجراحية لاستعادة وظيفة الذراع بشكل جزئي قد تتم عند سن الستة أشهر.

هناك نوع آخر من الجراحة ألا وهو الجراحة الاستكشافية، ويتضمن إزالة النسيج المُتكوِّن على الأعصاب نتيجة الإصابة لإصلاح الضرر، ويتضمن أيضًا وضع نسيج عصبي من مكان آخر بالجسم لإصلاح هذا التمزق بما يُسمَّى “التطعيم”.
تقترح الدراسات أن أفضل النتائج تَحدُث بعد عمليات تطعيم الأعصاب.

المصدر 

 

كتابة: نوران جودي

مراجعة: عبدالرحيم عبده 

تصميم: ميار محمد 

تحرير: إسلام حمدي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى