الجولوجيا وعلم الأحافير

رغم ندرة الألماس على الأرض، الكشف عن وجوده بوفرة في الفضاء أصبح ممكنًا!

على الرغم من ندرة الألماس على كوكب الأرض، إلا أنه منتشر بشكل مدهش للغاية في الفضاء، تم اكتشافه بواسطة تليسكوب سبيرتز “Spirtez” الذي يحتوي على عدسات حساسة تعمل بالأشعة تحت الحمراء.

بواسطة المحاكاة الحاسوبية تم تطوير استراتيجية العثور على الألماس في الفضاء، وجد أن حجمه لا يتجاوز سوى نانومتر، أصغر حوالي 25000 مرة من حبة الرمل وأصغر أيضًا من الحبة التي توجد بخاتم الخطوبة، يعتقد علماء الفلك أن هذه الجسيمات الصغيرة يمكنها أن توفر رؤى قيمة حول كيفية تطور الجزيئات الغنية بالكربون.

بدأ العلماء في التفكير بجدية بإمكانية تواجد الماس في الفضاء منذ الثمانينيات، حينما كشفت دراسة النيازك التي تحطمت على الأرض عن الكثير من الماس بحجم النانومتر، حينها قرر العلماء أنه 3% من الكربون الموجود في النيازك جاء في شكل ماس نانوي، وإذا كانت النيازك انعاكسًا لمحتوى الغبار في الفضاء الخارجي فقد أظهرت الحسابات أن الجرام الواحد من هذا الغبار يمكنه أن يحتوي على حوالي 10000 تريليون نانو من الألماس.

ذكر العلماء السؤال الذي نطرحه دائمًا وهو: “إذا كانت الألماسات النانوية وفيرة في الفضاء فلماذا لم نراها كثيرًا؟”، لقد تم رصدهم مرتين فقط، يقول “تشارلز باوشليشر Charles Bauschlicher” من مركز أبحاث “أميس” الحقيقة هي أننا لم نعرف ما يكفي عن خصائصها التحت حمراء والإلكترونية لنتتبع بصماتها.

لحل هذه المعضلة، استخدم “باوشليشر” وفريقه برامج الكمبيوتر لمحاكاة الوسط البين نجمي المليء بالألماس النانوي، وجد أن الألماسات الفضائية تلمع بشكل مشرق في نطاقات ضوء الأشعة تحت الحمراء من 3.4:3.5 ميكرو و6:10 ميكرو، حيث يكون تليسكوب سبيرتز حساس للغاية.

من خلال البحث عن بصمات الأشعة تحت الحمراء الخاصة بالألماس السماوي يجب أن يكون العلماء قادرين على رؤيته عندما ينطلق ضوء من نجم مجاور لماس نانوي فإن روابطه تبدأ في التمدد ثم التمدد ثم تنثني فتطلق لون مميز من الأشعة تحت الحمراء، مثل المنشور الزجاجي الذي يحلل الضوء لألوان الطيف السبعة، حينها تقوم أداة قياس طيف الأشعة تحت الحمراء الخاصة بتليسكوب “سبيرتز” بتقسيم ضوء الأشعة تحت الحمراء إلى الأجزاء المكونة لها، هذا يسمح للعلماء برؤية توقيع الضوء لكل جزيء على حدة.

يشك أعضاء الفريق بأنه لم يتم رصد المزيد من الألماس في الفضاء بسبب عدم بحث الفلكيين في الأماكن الصحيحة بأدوات مناسبة، يتكون الألماس من ذرات كربون مترابطة بإحكام، نتيجة هذا يتطلب كمية هائلة من الأشعة فوق البنفسجية وطاقة ضخمة حتى يتسبب في انحناء روابط الألماس وتحريكها حتى ينتج بصمة الأشعة تحت الحمراء وهكذا، ويُعد أفضل مكان لرؤية تألق الألماس في الفضاء عندما يكون متواجد بجوار نجم حار.

ما إن يكتشف العلماء أماكن تواجد الألماس النانوي حتى يظهر لهم لغز جديد هو “كيف يتشكلون في بيئة الفضاء بين النجوم؟”.
يقول “لويس أمالندولا Louis Allamandola” من مركز أبحاث “أميس” إن الألماس الفضائي يتشكل في ظروف مختلفة تمامًا عن الألماس الأرضي.

كما أشار إلى أنه يتشكل الألماس الأرضي تحت ضغط هائل في عمق الأرض مع درجات حرارة شديدة الارتفاع، والعكس حينما تم العثور على الألماس الفضائي في سحب جزيئية باردة وضغوط أقل بمليارات ودرجات حرارة منخفضة تصل إلى 240°م تحت الصفر.

يقول “أمالندولا”: “الآن وبعد أن أصبحنا نعرف أين نبحث عن أماكن تواجد الماس النانوي، فإن التلسكوبات التي مثل سبيرتز يمكن أن تساعدنا في معرفة المزيد عن حياتهم في الفضاء”.

 

المصدر

 

كتابة : الزهراء جابر

مراجعة: نرمين بدر

تحرير: ميرنا عزوز

تصميم: عمر حسن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى