مع وجود القيود المفروضة على الاختبارت والاستشارات السريرية في مواجهة وباء Covid-19، والتحديات التي تواجهها أنظمة الرعاية الصحية في تقديم الرعاية اللازمة للمرضى، تلعب تكنولوجيا المعلومات البديلة دورًا رئيسيًا في عدة مهامٍ مثل: الاستشارات الطبية، أو النصائح الطبية عن بُعد والهواتف الذكية، كما يقوم الباحثون بمتابعة وتقييم دور تطبيقات تكنولوجيا الهواتف الذكية كنوع من أنواع التطبيب عن بُعد في توفير استمرارية الرعاية الطبية للمرضى خلال الفترة التي نعيشها في ظل جائحة Covid-19.
يتسبب فيروس كورونا في مجموعة واسعة من أمراض الجهاز التنفسي من نزلات البرد، والإصابة بالتهاب رئوي إلى أمراض أكثر شدة، كما تنتشر العدوى غالبًا عن طريق انتشار قطرات الرذاذ الخارج من الفم.
وللحد من خطر انتقال الفيروس من شخصٍ إلى آخر؛ اتخذت الحكومات بعض التدابير مثل: التباعد الاجتماعي، والتحذير من الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس.
وفي وقتنا هذا، يتزايد استخدام الهواتف الذكية كلما أراد أي شخص معلومات جديدة محدّثة عن Covid-19، كما يقوم الباحثون بالعمل على استكشاف التحديات التي تواجهنا خلال جائحة Covid-19 وتقييم دور تكنولوجيا الهواتف الذكية (SMT) في دعم التطبيب عن بُعد (TM).
تتمثل أهمية تكنولوجيا الهواتف الذكية في مجالات عديدة، فعلى سبيل المثال، في مجال التعليم والتدريب: بسبب جائحة Covid-19 تأثر كُلًا من مجال التعليم، والتدريب، والمؤتمرات المقررة، وورش العمل وغيرها من الأنشطة التي تم إغلاقها، فقد تم استبدالها بمؤتمرات، وعدد من الحلقات الدراسية ومحاضرات أونلاين، وأدى ذلك إلى زيادة نسبة الوصول إلى تلك المواد العلمية عبر تكنولوجيا الهواتف الذكية، والتي تُمكن الطلاب والمعلمين من الاستمرار في محاضراتهم ودارسة موادهم العلمية كاملةً بواسطة بعض تطبيقات الهواتف الذكية عبر الإنترنت.
في مجال الطب أيضًا، يترتب على العزل الذاتي أو ما يسمى بالعزل المنزلي خلال جائحة كورونا، مشكلة الحالة المزاجية السيئة وحالة الاكتئاب، لكن يمكن أن تساعد تكنولوجيا الهواتف الذكية في تقديم الاستشارة الطبية لطمأنة المرضى، وتقديم الدعم المناسب لهم عبر تطبيقات الهواتف الذكية المخصصة لذلك.
كما تُعد عيادات العظام الافتراضية التي تكون عن بُعد أحد طُرق متابعة حالات الإصابات العضلية الهيكلية، وهذا باستخدام الهواتف الذكية، حيث يتم مراقبة حالات العظام المزمنة مثل هشاشة العظام، عندما يكون المرضى غير قادرين على الحركة أو السفر بسبب فرض بعض القيود على الحركة، والإغلاق لبعض المراكز الصحية في فترة جائحة كورونا.
لكي نستطيع مكافحة فيروس كورونا؛ من المهم معرفة موقع الأشخاص المصابين عن طريق تحديد مواقعهم عبر نظام تحديد المواقع (GPS)، كما يمكن الكشف عن الأشخاص المصابين عند الاقتراب منهم بواسطة تقنية البلوتوث على الهواتف الذكية.
كما يمكن أيضًا أن توفر بيانات الهاتف المحمول تقدير عدد السكان ومعلومات أخرى، والتي تُمكن قطاعات مختلفة من فهم اتجاهات Covid-19 والعمل مُبكرًا للتصدي لتلك الجائحة.
الهند والهواتف الذكية
تطبيق “Aarogya Setu” على الهاتف المحمول لتتبع فيروس كورونا الذي يتوافق مع أنظمة “Android” و”IOS”، تم إنشاؤه بواسطة المركز الوطني للمعلومات التابع لوزارة الإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات بحكومة الهند.
يسمح التطبيق بتتبع المستخدم الذي يستخدم الهاتف الذكي؛ لمعرفة موقعه، ولتتبع الحالات المصابة باستخدام نظام تحديد المواقع (GPS)، وتقنية البلوتوث.
يحاول ذلك التطبيق تحديد الخطر إذا كان الشخص على بعد مسافة ستة أقدامٍ تقريبًا من شخص مصاب بفيروس كورونا، عن طريق المسح من خلال قاعدة بيانات للحالات المتعارف عليها في جميع أنحاء الهند، عن طريق معلومات الموقع الحالي للمستخدم ومواقع المصابين المخزنة في قواعد البيانات.
ونستنتج مما سبق أن للهواتف الذكية تأثيرًا كبيرًا في ظل جائحة Covid-19، لذلك يجب الاستفادة من جميع الخدمات التي تتوفر عن طريق تطبيقات الهواتف الذكية، لعدم الخروج من المنزل كثيرًا والحفاظ على صحتنا أثناء تلك الجائحة.
كتابة: عبدالرحمن عادل
مراجعة: شيماء وصفي
تحرير: عمر ياسر
