هل يستطيع الصيام مساعدتك في فقدان الوزن وجعلك أكثر صحة؟
كان الطريق التقليدي لفقدان الوزن هو خفض السعرات الحرارية عن طريق استبدال المشروبات الغازية العادية بالمشروبات الغازية المخصصة للنظام الغذائي، أكل تفاحة بدلًا من الكعك، وهكذا. ولكن بدلًا من اللجوء إلى خفض السعرات الحرارية بتقليل كميات ونوعيات الأكل، ذهب العديد من الناس إلى اتخاذ خطوات مكثفة لتخفيض متوسط السعرات الحرارية اليومية لديهم، وذلك عن طريق نظام غذائي جديد، وهو الصيام المتقطع!
تقول الدكتورة كريستا فارادي (Krista Varady)، أستاذة مساعدة في التغذية في جامعة إلينوي في قسم علم الحركة والتغذية في شيكاغو، أن الصيام المتقطع يُعرف على نطاق واسع على أنه فترات من عدم الأكل تليها فترات من الأكل. والصيام المتقطع هو الطريقة الأحدث للنظام الغذائي الذي يأخذ نهجًا مختلفًا؛ حيث أنه بدلًا من تغيير مقدار ما تأكله، يمكنك تغيير وقت الأكل.
الصيام له أصل دينيَ، حيث يُوجد الصيام في الإسلام والمسيحية واليهودية. وذلك عن طريق الالتزام بفترات تقييد للغذاء لأسباب دينية وروحية. وقد اكتشف الباحثون أن تخطي الوجبات له أيضًا بعض الفوائد الصحية بما في ذلك فقدان الوزن وخفض ضغط الدم والكوليسترول.
كيف يعمل هذا النظام الغذائي؟
عادةً بعد تناول الطعام، يقوم البنكرياس بإفراز هرمون الأنسولين، يقوم هذا الهرمون بخفض مستوى السكر في الدم عن طريق نقله إلى خلاياك لاستخدامه في إنتاج الطاقة، وأيًا كان ما تبقى من السكر فإنه يذهب إلى الخلايا الدهنية للتخزين. في الفترات ما بين الوجبات ينخفض مستوى الأنسولين، وتطلق الخلايا الدهنية السكريات المخزنة للحفاظ على طاقتك واستمرارك. والصيام يمنع إفراز الأنسولين لفترة أطول من الزمن، وذلك يؤدي إلى حرق دهون أكثر في جسمك للحصول على الطاقة بدلًا من السكر.
أنواع الصيام المتقطع:
يمكنك اتباع نظام الصيام المتقطع بطرقٍ مختلفة، بعض هذه الطرق أكثر حدة من غيرها مثل صيام اليوم بالمناوبة، وهو أكثر الطرق حدة ومن الطرق المكثفة. حيث أنك لا تأكل شيئًا وتشرب فقط الماء أو المشروبات الخالية من السعرات الحرارية في يوم معين ثم تأكل ما تريده في اليوم التالي. والطريقة الثانية هي التبديل ما بين يوم واحد من السعرات الحرارية المخفضة (حوالي 500 سعرة حرارية) ويوم واحد من الأكل العادي وهكذا.
كما يمكن اتباع نظام 5:2 (يُسمي أيضًا بالنظام الغذائي السريع)، وهو يتضمن تناول الطعام العادي لمدة خمسة أيام في الأسبوع ثم يتم تقليل السعرات الحرارية إلى 500 سعرة حرارية في اليومين الأخيرين. وهناك نوع آخر، وهو أن تتناول أطعمة ومشروبات مخفضة جدًا من السعرات الحرارية لأيام قليلة، ثم تعود إلى نظامك الغذائي العادي، وهذا يتيح لك العديد من فوائد الصيام. ويمكنك تقييد الطعام بتوقيت معين خلال اليوم، على سبيل المثال: لا تأكل إلا من الساعة العاشرة صباحًا إلى السادسة مساءً ثم تصوم لبقية اليوم.
ولكن هل الصوم بالتناوب مع فترات من الأكل يساعدك على إنقاص الوزن أكثر أم خفض السعرات الحرارية؟
للإجابة على ذلك قامت فارادي بإجراء دراسة تقارن تأثيرات الصيام بالتناوب خلال اليوم مع تقييد السعرات الحرارية في 100 من البالغين البدينين. وبعد عام واحد، فقد الناس الذين يتبعون صيام اليوم بالتناوب حوالي 6% من وزن الجسم، بينما فقدت مجموعة تقييد السعرات الحرارية حوالي 5.3 % من وزن الجسم أي أن الفارق ليس كبيرًا.
فوائد أخرى للصيام:
تدرس الدكتورة كورتني بيترسون ( Courtney Peterson) وهي أستاذة مساعدة في قسم علوم الأغذية في جامعة ألاباما آثار الصيام المتقطع على حالات، مثل: مرض السكر وضغط الدم وأمراض القلب. وتقول أن بعض المشاركين انخفض ضغط الدم لديهم من 15 إلى 11 نقطة وهذا تأثير ضخم يعادل دواءً لخفض ضغط الدم. كما تقول أيضًا أن هناك أبحاث تشير إلى أن الصيام المتقطع يحسن مستويات السكر في الدم لدى المرضى بداء السكر من النوع الثاني. وعلى الرغم من ذلك فعليهم أن يكونوا أكثر حذرًا بشأن انخفاض نسبة السكر في الدم ومن الأفضل استشارة طبيب قبل تجربته.
يستطيع أيضًا الصيام المتقطع أن يُقلل من معدل الشيخوخة وذلك من خلال بعض الدراسات على الفئران والديدان وبعض الحيوانات الأخرى، حيث تقول الدكتورة بيترسون: “إننا مازلنا في مراحل مبكرة لكي نستطيع القيام بالأبحاث على البشر، ولكن من المُحتمل أن يكون في الأخير دراسة على بالغين أكبر سنًا لكي يعرفوا هل باستطاعتهم تقليل بعض مؤشرات الشيخوخة كفقد بعض الكتلة العضلية أم لا”.
من لا يجب عليه اتباع هذا النظام؟
اتباع هذا النظام من الصيام المتقطع آمن عادةً للأصحاء. وعادة ما تكون له آثار جانبية خفيفة، مثل: الإمساك ورائحة الفم الكريهة، ويُمكن أن يساعد شرب المزيد من الماء في كلا الأمرين. وعلى الرغم من ذلك، يقول بيترسون لا ينبغي على مجموعات معينة من الأشخاص الصوم، بما في ذلك النساء الحوامل والمرضعات، كما لا ينصح الصيام لبعض الأشخاص المصابين بداء السكري، لأنه يُمكن أن يقلل من نسبة السكر في الدم إلى المستويات الخطيرة. أيضًا يجب تجنب الصيام إذا كنت تتعافى من مرضٍ ما أو تعالَج من السرطان.
إن هذا النمط من الأكل ليس مناسبًا للجميع، لذلك فإن فارادي لا ينصح به للذين يعانون من اضطراب الشراهة عند تناول الطعام، والذين يمكنهم تناول وجبة خفيفة خلال أيام العمل، وإذا كنت غير قادر على الاستمرار لساعات قليلة دون الطعام، فخطط التناول الأخرى قد تكون أفضل بالنسبة لك.
كتابة: محمد ضياء
مراجعة: محمد أحمد
تصميم: عمر حسن
تحرير: هدير رمضان