ربما يتبادر إلى ذهنك عند سماع مصطلح “اضطرابات الأكل” أنها تعني فقط الحالة التي يأكل فيها الإنسان الكثير من الطعام فيصاب بالسمنة، أو العكس، عندما تقل شهيته للطعام فيصاب بالنحافة.
لكن، هل تعلم أن الأمر أخطر وأعقد من هذا؟ إذ أن لاضطرابات الأكل أنواع متعددة، تؤثر تأثيرًا خطيرًا في الصحة، وتؤدي إلى العديد من الأمراض الخطرة إذا لم تعالج.
لذا، هيا بنا لنتعرف سويًا على الأنواع المختلفة من اضطرابات الأكل وأسبابها وأعراضها وكيفية علاجها.
ما هي اضطرابات الأكل؟
هي نوع من الاضطرابات النفسية المعقدة شديدة الخطورة، والتي تتطلب التدخل الطبي والنفسي في أسرع وقت لتجنب مضاعفاتها الخطيرة، والتي قد تصل إلى الموت إذا لم تعالج. تسبب هذه الاضطرابات لأصحابها مشاكل في القلب والجهاز الهضمي والعظام والأسنان والفم، وغيرهم الكثير.
أسباب نشأة اضطرابات الأكل
شأنها شأن جميع الاضطرابات النفسية، فإن السبب الرئيسي وراء نشأتها غير معروف، ولكن يعتقد العلماء أن هناك بعض العوامل التي تساعد في إصابة بعض الأفراد بها، مثل:
1- عوامل جينية وبيولوجية:
بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذا النوع من الاضطرابات، نتيجة حملهم لنوع معين من الجينات، كما أن بعض التغيرات البيولوجية، مثل التغير في كيمياء المخ قد تؤدي أيضًا إلى الإصابة باضطرابات الأكل.
2- عوامل نفسية:
معظم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل يكون لديهم مشاكل نفسية أخرى، مثل:
– ضعف الثقة بالنفس.
– السعي وراء الكمالية.
– مشاكل في علاقاتهم العائلية والاجتماعية والمهنية.
أنواع اضطرابات الأكل
تنقسم اضطرابات الأكل إلى عدة أنواع شهيرة:
1- فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa):
وهو النوع الأكثر شهرة بين اضطرابات الأكل، وينشأ غالبًا في مرحلة المراهقة والبلوغ، ويصيب الإناث أكثر من الذكور.
يرى المصابون به أنفسهم دائمًا زائدي الوزن، لذا؛ يحاولون بكل الطرق إنقاص وزنهم، وتجنب تناول العديد من الأطعمة، حتى يصل الأمر معهم إلى حد خطير.
أعراض فقدان الشهية العصبي
1- نقص شديد في الوزن.
2- العزوف عن تناول أنواع كثيرة من الأطعمة.
3- الخوف الشديد من اكتساب الوزن حتى وإن كان لديهم نقص ملحوظ في الوزن.
4- لدى الشخص المصاب بالاضطراب صورة مشوهة عن جسده؛ فيعتقد دائمًا بأنه زائد الوزن، بينما يرى الجميع وزنه أقل من الطبيعي.
5- يؤثر وزن الشخص المريض كثيرًا على ثقته بنفسه.
ينقسم الأشخاص المصابون بفقدان الشهية العصبي إلى نوعين:
النوع الأول: الذي يمنع نفسه من تناول الطعام، ويمارس التمارين الشاقة لتقليل الوزن وتجنب الزيادة.
النوع الثاني: وهو الذي لا يستطيع منع نفسه من تناول الطعام، ولكنه يعمد إلى إخراجه بطرق مختلفة قبل أن يستفيد منه جسمه، فيجبر نفسه على التقيؤ، أو يتناول الملينات ومدرات البول.
2- النهام العصبي (Bulimia Nervosa)
ويظهر أيضًا في مرحلة المراهقة أو البلوغ، وهو أكثر شيوعًا في الإناث عن الذكور.
وفيه يأتي على المريض فترات يتناول فيها الطعام بشراهة كبيرة، ويشعر أنه لا يستطيع التحكم في نفسه، لدرجة أنه غالبًا ما يصاب بالتوعك الشديد وألم البطن نتيجة للامتلاء.
أعراض النهام العصبي
1- نوبات متكررة من الشراهة للأكل مع الشعور بعدم التحكم فيها.
2- نوبات متكررة من محاولة إفراغ المعدة من الطعام بصورة غير ملائمة؛ مثل التقيؤ المتعمد.
3- القلق الشديد بشأن زيادة الوزن.
4- ضعف الثقة بالنفس.
مضاعفات مرض النهام العصبي:
1- التهابات وتقرحات بمجرى الطعام.
2- تورم بالغدد اللعابية.
3- تآكل مينا الأسنان.
4- الجفاف الشديد.
5- خلل الهرمونات.
3- اضطراب بيكا
وفيه يشتهي المريض بعض المواد غير الصالحة كطعام آدمي، مثل:
– الطين.
– الطباشير.
– الثلج.
– الصابون
– الورق.
– الشعر.
– الصوف والقماش.
يظهر في جميع الفئات والأعمار، ولكنه أكثر انتشارًا في الأطفال، والنساء الحوامل، والمرضى المصابون باضطرابات نفسية.
توجد أنواع أخرى من اضطرابات الأكل؛ لكن تعد الأنواع المذكورة سابقًا الأكثر انتشارًا فيما بينهم.
علاج اضطرابات الأكل
يعتمد العلاج على نوع الاضطراب، ولكنه غالبًا ما يعتمد على ثلاثة محاور، هم: العلاج النفسي، والأدوية، والوعي الغذائي.
أولًا: الوعي الغذائي
يعمل أخصائي التغذية على مساعدة المريض في تكوين عادات غذائية صحية، والابتعاد عن الممارسات الخاطئة.
ثانيًا: العلاج النفسي
ويعتمد على العلاج الأسري والعلاج المعرفي السلوكي؛ لمساعدة المريض على ملاحظة سلوكياته الغذائية، ومحاولة تحسينها. كما يعلمه مهارات حل المشكلات، وكيفية التعامل مع المواقف التي تسبب له الضغط العصبي.
ثالثًا: الأدوية:
لا يوجد نوع معين من الأدوية يمكنه علاج اضطرابات الأكل، ولكن الأدوية المستخدمة قد تساعد المريض في التخفيف من النوبات وآثارها.
تشمل الأدوية المستخدمة:
– مضادات القلق.
– مضادات الاكتئاب.
في النهاية، لكي تقي نفسك من اضطرابات الأكل، يجب أن تتقبل ذاتك، وتثق بنفسك ومظهرك، وتبتعد عن مسببات التوتر والقلق، وأن تتوقف عن محاولة استجداء رضا الآخرين عن شكلك وحياتك.
كتابة: سارة شبل
مراجعة: يوسف أحمد
تحرير: شدوى محمود