مُنتجات الشعر وسرطان الثدي
تميل النساء بطبعهن إلى التغيير المُستمر، ترى تلك تقوم بتغيير طلاء أظافرها، لون مفارش المنزل، قصة شعرها ولونه، لكن ما تأثير ذلك عليها؟
دعونا لا نُنكر أنَّ ذلك التغيير يُحسِّن من الحالة المزاجية بشكل كبير، ولكن إحدى تلك التغييرات تُحيط بها الشبهات بأنَّ لها تأثير سلبى غير مرغوب فيه بالمرة؛ ألا وهو تغيير لون الشعر.
دراسة جديدة قامت بإجراء تجربة للربط بين مُنتجات الشعر وسرطان الثدي، وقد أثارت نتائج هذه التجربة ضجة واسعة في الحقل الطبي.
سرطان الثدي يُصيب واحدة من أصل 8 نساء خلال المراحل العمرية المُختلفة.
على مر السنين، أشارت مجموعة من الدراسات إلى العلاقة بين سرطان الثدي ومُنتجات الشعر، القائمون على الدراسة أوضحوا أنَّ مُنتجات الشعر تحوي أكثر من 5000 نوعًا من المواد الكيميائية، وبعضها يُسبّب طفرات بجانب اضطرابات في الغدد الصماء، دراسات أقدم أوضحت أنَّ بعض المواد الكيميائية في صبغات الشعر تُحفز نمو الأورام في الغدد الثديية للفئران، ومع ذلك؛ الدراسات التي ربطت بين مُنتجات الشعر والسرطان في الإنسان قد أظهرت نتائج مُتضاربة مع بعضها.
اتبو هذه الأبحاث الحديثة عملوا على أخذ نظرة جديدة تتضمن مقومات الشعر في تلك الدراسة، وذلك ما تجاهلته الأبحاث السابقة (هذه المقومات تُستخدم بشكل أكبر من النساء ذوات العرق الأفريقي). للدراسة، استعان الباحثون ببيانات من الدراسة الأخوية SISTER STUDY، تلك البيانات تضمنت معلومات حول 50884 امرأة تتراوح أعمارهن بين 35-74، العلماء تتبعوا السيدات لحوالي 8-3 سنة، المُشارِكات في الدراسة ليس لديهن تاريخ مرضي بسرطان الثدي، ولكن لكل منهن على الأقل أخت واحدة مُصابة بسرطان الثدي، كجزء من تحليلهم تضمنت الدراسة نطاق واسع من التنوع كـ السن، حالة انقطاع الطمث، الحالة الاجتماعية والحمل والرضاعة، بجانب استخدام المُشارِكات لمُنتجات الشعر من عدمه؛ وجدت الدراسات أنَّ السيدات اللواتي واظبن على استخدام صبغات الشعر في الشهور الاثنى عشر الماضية لديهن قابلية للإصابة بسرطان الثدي بمُعدل 9%
بشكل خاص، عند دراسة الصبغات الدائمة وجد أنَّ النساء اللواتي يستعملن تلك الصبغات كل 5-8 أسابيع أو أكثر زاد مُعدل خطر إصابتهن بالسرطان، في النساء ذوات البشرة البيضاء بنسبة 8%، وفي ذوات البشرة السمراء بنسبة 60%، على عكس الصبغات شبه الدائمة أو المُؤقتة لم يجد الباحثون علاقة وثيقة بينها وبين سرطان الثدي.
أما مُقومات الشعر الكيميائية، فتلك أظهرت زيادة في خطر الإصابة بسرطان الثدي بمُعدل 30% في النساء اللواتي يستعملنه كل 5-8 أسابيع، دون فرق بين ذوات البشرة البيضاء ونظيراتهن من البشرة السمراء.
على الرغم من أنَّ مُعدل زيادة الخطر بالإصابة بسرطان الثدي وصل إلى 60% في السيدات ذوات البشرة السمراء في الدراسة، إلا أنَّ الخطر المُطلق في تشخيص حالة إصابة سرطان ثدي جديدة خلال الدراسة لم يتعدى 1% خلال العام، ذلك لا يعني أنَّ تلك الدراسة لا تستحق التتبُع والمُواصلة، حيث أنَّ أي سبب لزيادة خطر السرطان هو سبب هام يستحق المُتابعة، ولكن فهم الإحصائيات يُساعد في تقييم الوضع.
وككل الدراسات التي تعتمد على المُلاحظة؛ قد توجد عوامل أُخرى لدى المُشاركين في الدراسة لم تُؤخذ بعين الاعتبار -كتناول الكحول وغيره من العوامل- يكون لها دور في التأثير على النتائج.
تلك الدراسات غير كافية لوضع مُنتجات الشعر والصبغات على طاولة الاتهام في التسبُب بسرطان الثدي، ولكن نحتاج للمزيد من الدراسات والأبحاث التي من خلالها نستطيع الحكم: هل مُنتجات الشعر حقًا سبب لسرطان الثدي؟ وهنا على جميع النساء التوقُف عن استخدامها، أم أنها بريئة من كل التهم؟ وللنساء حرية استخدامها.
كتابة: نهاد عادل
مراجعة: غدى محمد
تحرير: اسماء مالك
تصميم: امنية عبدالفتاح