احذر! “شم النسيم” المُسمَّم.
كما تجري العادة سنويًا، هذه الأيام هي أيام عيد “شم النسيم” الذي لا يحلو إلا بالنزهات العائلية التي لا تخلو من “الفسيخ” و”الرنجة” أو “الملوحة”، لا شك أن هذه الأجواء رائعة، ولكن..
هل تعلم العائلة خطورة هذه الأكلات؟ “الملوحة” أو “الفسيخ” هي أكلات مثلها مثل الأطعمة المعلبة التي تُحفَظ في حرارة الغرفة، مما تسمح لبكتيريا لا هوائية تُدعَى “Clostridium botulinum” بالنمو، هذه البكتيريا تقوم بإفراز سُمّ، وهو ما يؤدي لما يعرف بـ”تسمم الغذاء”. على الرغم من ندرة حدوث الحالة إلا أنها مُميتة إذا لم تُعالَج في الحال.
هذا السُمّ يُؤثِّر على الجهاز العصبي، مما يُسبِّب حدوث شلل رخوي الذي بدوره يُؤثِّر على عضلات التنفس، مما يؤدي لفشل في وظائف التنفس ثم الموت!
من العلامات المبكرة للتسمم الغذائي هو الإرهاق والتعب، والدوار وعدم وضوح الرؤية، وأيضًا جفاف الفم وصعوبة في البلع والكلام، قيء وإسهال وانتفاخ البطن. يمتد ضعف العضلات إلى الرقبة واليدين، كما يشمل أيضًا عضلات التنفس وعضلات الجزء السفلي من الجسم. تَظهَر هذه الأعراض بعد 12-48 ساعةً من التسمم وتصل إلى قمتها بعد 4-8 أيام.
يتم التشخيص بناءً على شكوى المريض بخصوص تاريخ التسمم، مع عمل فحوصات معملية للبحث عن السُمّ في الدم وفي البراز وأيضًا في عينات الأكل التي تَسمَّم منها المريض. كما ذكرنا في بداية المقال أن العلاج يجب أن يكون سريعًا على قدر المستطاع، وهو مضاد للسُمّ وأيضًا يُوضَع المريض على تنفس صناعي تجنبًا لأي خلل في وظائف التنفس.
من السهل تَجنُّب الإصابة بالتَسمُّم الغذائي عن طريق اتباع الطرق السليمة في تخزين علب الطعام، وتَوخِّي الحذر بخصوص أي أسماك مُخزَّنة، وأيضًا غَلْي هذه الأطعمة يُدمِّر السُمّ. وجب التنويه أيضًا أنه لا ينبغي إطعام الأطفال العسل أو شراب الذرة لأنها من الممكن أن تحتوي على البكتيريا.
كتابة: طه عبدالخالق
مراجعة: محمد أحمد
تحرير: إسلام حمدي