الفيزياء والفلك
اختراق الفضاء والتقاط أول صورة لثقب أسود حي
لأول مرة على الإطلاق، صورت البشرية أحد هذه الوحوش الكونية بعيد المنال، لتسليط الضوء على عالم الزمكان الغريب!
يبشر العلماء بثورة في فهمنا للكائنات الأكثر غموضًا في الكون، وأن الثقب الأسود نفسه وهو مستنقع فلكي لا يمكن للضوء أو المادة النجاه منه، تم التقاط هذه الصورة بواسطة تليسكوب أفق الحدث “Event Horizon Telescope EHT” وهي شبكة من ثمانية تليسكوبات لاسلكية تمتد مواقعها من أنتاركتيكا إلى أسبانيا وشيلي، في محاولة شارك فيها أكثر من 200 عالِم لتصل إلينا هذه الصورة.
تظهر الصورة بتجمع هائل من الغبار والغاز، تتبع مخطط ثقب أسود هائل، في قلب منطقة المجرة Messier 87 التي تفصلنا عنها 55 مليون سنة ضوئية.
مظهر الهالة يشبه الهلال في الصورة، وهذا يدل على أن الجسيمات الموجودة في جانب القرص الذي يدور باتجاه الأرض تتدحرج نحونا بشكلٍ أسرع وهكذا تبدو أكثر إشراقًا. يظل الظل الداكن داخل حدود أفق الحدث، نقطة اللاعودة، والتي لا يمكن لأي ضوء أو مادة بأي سرعة تساعده على الهروب من جاذبية الثقب الأسود التي لا ترحم أحد.
مظهر الهالة يشبه الهلال في الصورة، وهذا يدل على أن الجسيمات الموجودة في جانب القرص الذي يدور باتجاه الأرض تتدحرج نحونا بشكلٍ أسرع وهكذا تبدو أكثر إشراقًا. يظل الظل الداكن داخل حدود أفق الحدث، نقطة اللاعودة، والتي لا يمكن لأي ضوء أو مادة بأي سرعة تساعده على الهروب من جاذبية الثقب الأسود التي لا ترحم أحد.
قال شيبرد دوليمان (Sheperd Doeleman) من جامعة هارفارد خلال مؤتمر صحفي في النادي الوطني للصحافة في واشنطن العاصمة: “لقد رأينا ما اعتقدنا أنه غير مرئي، لقد التقطنا صورة للثقب الاسود!”.
قالت أيضًا فرانس كوردوفا (France Córdova)، مديرة المؤسسة الوطنية للعلوم الأمريكية وخبير في الفيزياء الفلكية، إن الصورة التي لم ترها إلا أثناء كشفها في المؤتمر الصحفي الذي كانت ترأسه، جلبت الدموع إلى عينيها. وقالت: “لقد درسنا الثقوب السوداء لفترة طويلة حتى أنه من السهل في بعض الأحيان أن ننسى أن أحدًا منا لم يرَ واحدًا ولكن بعد هذا سوف يترك بصمة في ذاكرتنا وذاكرة البشر للأبد”.
النظرية النسبية لآينشتاين أول ما تنبأت بالثقوب السوداء، رغم أن أينشتاين نفسه كان يشك في أنها موجودة بالفعل. ومنذ ذلك الحين، جمع علماء الفلك أدلة دامغة على أن هذه الثقوب الكونية موجودة بالفعل، بما في ذلك الكشف الأخير عن موجات الجاذبية التي تموج عبر الكون عندما تصطدم أزواج منهم.
الثقوب السوداء صغيرة للغاية ومظلمة وبعيدة عن أن يتم رصدها مباشرة، وهذا يتطلب تليسكوبًا بدقة تعادل القدرة على رؤية الخبز على القمر. يتوقف أيضًا نجاح المشروع على سماء صافية في عدة قارات في وقت واحد وتنسيق بين التلسكوبات الثمانية البعيدة، ثم تنسيق الملاحظات في المواقع المختلفة باستخدام الساعات الذرية.
وبعد أكثر من 100 سنة على فرضية أينشتاين وأبحاث ونظريات كثيرة، أخيرًا تم رصد أول ثقب اسود على مر التاريخ!
كتابة: نهاد حمدي
تصميم: عمر حسن
تحرير: إسراء وصفي