التنوع البيولوجي لحياة أفضل!
ما هو التنوع البيولوجي؟
التنوع البيولوجي (الحيوي) هو مصطلح يشير إلى مختلف الأنواع الحية على الأرض بما في ذلك النباتات، الحيوانات، البكتيريا والفطريات، والكائنات الحية الأخرى.
يعد كوكب الأرض أغنى كواكب المجموعة الشمسية تنوعًا بيولوجيًا، لدرجة أنه يوجد أنواع موجودة على الأرض لم يتم اكتشافها حتى الآن، وأنواع أخرى مهددة بالانقراض بسبب الأنشطة البشرية المختلفة، وهذا يشكل خطرًا كبيرًا على هذا التنوع الرائع.
هل نحن في حاجة للتنوع البيولوجي؟
بدون التنوع البيولوجي تصبح صحة الكوكب في خطر بكل ما فيه من بشر، نباتات، حيوانات، والكائنات الحية الدقيقة بالرغم من أن بعضها يعتبر مضرًّا برفاهية البشر -مثل الفيروسات وبعض الحشرات- ولكن يتم اتخاذ إجراءات معينة للقضاء عليها.
ولنرى أهمية التنوع البيولوجي في النباتات كمثال، إذا كان هناك نوع واحد من النباتات، ينتج نوعًا واحدًا من الزهور، يتغذى عليها النحل لينتج نوعًا واحدًا فقط من العسل، والذي يتغذى عليه فئة معينة من الكائنات الحية، إذا تسبب هطول أمراض غزيرة مفاجئة في مقتل النحل وغرق الأزهار، فسوف يتم فقدان السلسلة الغذائية بالكامل، وهو بمثابة خلل كبير في توازن النظام البيئي.
وبذلك نستنتج أنه كلما زاد عدد الأنواع في النظام البيئي، ارتفع معدل البقاء لكل كائن حي داخل هذا النظام البيئي، بما في ذلك الأنواع البشرية.
من هو أكبر عدوّ للتنوع البيولوجي؟
يوجد كثير من التهديدات التي تواجه التنوع البيولوجي، ولكن يبقى أكثرها خطرًا هو الجنس البشري، ومع تزايد عدد السكان حول العالم تتزايد الحاجة للغذاء والماء، وسائل النقل، واستبدال كل ما هو طبيعي بما يلزم الإنسان من أشياء مصنّعة.
بدأ العالم يدرك خطر فقدان التنوع البيولوجي، لذا كان من الضروري اتخاذ إجراءات حاسمة بشأن هذه القضية.. وكان الاتحاد الأوروبي من أهم المشاركين لإنقاذ التنوع البيولوجي.
أهداف التنوع البيولوجي 2020
تتضح رؤية الاتحاد الأوروبي “للتنوع البيولوجي2020 ” أنه: بحلول عام 2050 سيكون قد تم حماية التنوع البيولوجي من الانحدار، ودعم وتقديم الخدمات للنظام البيئي، وذلك من أجل الحفاظ على القيمة الجوهرية للتنوع البيولوجي والتي تساهم بشكل أساسي في رخاء المجتمعات والازدهار الاقتصادي لها.
من أهم أهداف الاتحاد الأوروبي لهذا العام، هو تقليل فقدان التنوع البيولوجي وتدهور الخدمات البيئية، لما ينتج عنهم من تغيرات كارثية تسبب خلل في توازن النظام البيئي، ويتحقق هذا الهدف من خلال مجموعة من الأهداف الفرعية تتمثل في:
١-الحفاظ على الأنواع والموائل المختلفة من الضياع.
٢-الحفاظ على النظم البيئية وتعزيز الخدمات المقدمة لها: وذلك من خلال تأسيس بنية تحتية خضراء، واستعادة ما لا يقل عن %15من النظم البيئية المتدهورة.
٣-زيادة مساهمة القطاع الزراعي والغابات للحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيزه: بالنسبة للقطاع الزراعي، يهدف إلى زيادة المساحات المزروعة عبر الأراضي العشبية وكذلك الأراضي الصالحة لزراعة المحاصيل المختلفة، للحفاظ على الأنواع المختلفة والموائل وبالتالي التنوع البيولوجي.
أما بالنسبة للغابات، فإن إدارة الغابات العامة أو المملوكة لفئة معينة تتبع خطة محددة تهدف للحفاظ على الأنواع المختلفة، تقديم الخدمات للنظم البيئية، وبالتالي حفظ النظم البيئية بشكل مستدام، وهذا يتم بتمويل من الاتحاد الأوروبي.
ومن الجدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي يقدم الكثير من التشجيعات للأفراد الذين يمتلكون حيازات صغيرة من الغابات، وذلك لاتباع خطط إدارة الغابات المستدامة (FMS).
ويتضح لنا أن كلًا من القطاع الزراعي وإدارة الغابات، يهدفان إلى الحفاظ على الأنواع والموائل، وكذلك استعادة النظم البيئية المتدهورة.
٤-ضمان الاستخدام المستدام لمصائد الأسماك:
ويتم ذلك من خلال إدارة مصائد الأسماك مع تجنب حدوث أي آثار سلبية للأنواع داخل النظام البيئي.
بفضل التنوع البيولوجي الهائل لكوكبنا، تمكّنا من إنتاج الأدوية للمرضى، زراعة أنواع جديدة من المحاصيل في المناطق التي تعاني المجاعات، الاستمتاع بألوان وروائح مجموعة رائعة من الزهور، وتناول وجباتنا المفضلة. فالتنوع البيولوجي ليس ضروريًا للبقاء فقط؛ بل هو يضفي لمسة جميلة لحياتنا.
شكرًا للتنوع البيولوجي!