{حظك اليوم، اعرف مصير برجك في السنة الجديدة.. إلخ}، جميعها عبارات نسمعها أو نقرأها باستمرار، ولكن على أي أساس يتم تحديد هذه التنبؤات؟ وهل لهذه التنبؤات مبدأ أو أساس علمي؟ كلها أسئلة تدور في ذهنك عند سماع كلمة التنجيم (Astrology)، فيتبادر إلى ذهنك سريعًا أسئلة مثل ما هو التنجيم؟ وهل يختلف عن علم الفلك؟ وهل هو حقيقي أم مجرد خرافة؟ دعنا عزيزي القارئ نضيء حيرتك تِلك.
ما هو التنجيم (Astrology)؟
التنجيم (Astrology): هو دراسة التأثير الذي تحدثه الأجسام الكونية البعيدة -عادةً النجوم والكواكب- على حياة الإنسان. ويُقال أن موقع الشمس والنجوم والكواكب في وقت ولادة الناس يُشكّل شخصيتهم ويؤثر في علاقاتهم ويتنبأ بثوراتهم الاقتصادية، وأشياء أخرى. ما يعرفه معظم الناس عن التنجيم هو الأبراج الخاصة بهم، والتي تتكون من 12 برج، وهذا هو الشكل الأبسط من التنجيم، لأنه ليس هناك حاجة إلى أكثر من تاريخ ميلاد شخص ما لمعرفة البرج الخاص به. سيخبرك العديد من المنجمين أن هذا الشكل من التنجيم هو تبسيط لدرجة أنه ينتج نتائج محدودة للغاية.
للحصول علي قراءة أكثر دقة، يتحقق المنجمون لمعرفة البرج والوضع الذي كان عليه كل كوكب في وقت الولادة. حيث تتحد الكواكب والأبراج مع عناصر أخرى، مثل المنازل والزوايا، لتشكيل صورة معقدة ومحددة جدًا في كثير من الأحيان للتنبؤ لشخصية شخص محدد وحياته وآفاقه المستقبلية.
لا توجد نظرية أو ممارسة موحدة للتنجيم!
مارست جميع الثقافات القديمة أشكالها وطريقتها الخاصة، والتي اجتمعت بعضها وتطورت إلى علم التنجيم الغربي المشترك اليوم، هناك تنوع كبير في الأساليب والفلسفات، وينقسم التنجيم الغربي إلى:
1- التنجيم الدنيوي (Mundane Astrology): يستخدم هذا لفحص الأحداث العالمية ووضع التوقعات حول الشؤون الوطنية والحروب والاقتصاديات.
2- علم التنجيم الاستجوابي (Interrogatory Astrology): يشير بشكل عام إلى التنجيم الذي يسعى إلى عمل تنبؤات أو تحليلات محددة حول أهداف أو حياة شخص معين.
3- تنجيم الولادة (Natal Astrology): هذا هو أشهر أنواع التنجيم، وهو عبارة عن التنبؤ والتحليل لحياة الشخص ومصيره بناءًا على تاريخ ميلاده. وهو يقوم على فكرة أن كل شيء يحدث لشيء يتم التعبير عنه في بداية ذلك الشيء، وهو ما يُعرف بقانون “البدايات”.
التنجيم حقيقة أم خرافة؟
بعد أن تكلمنا باستفاضة عن ماهية التنجيم وأنواعه، حان الآن موعد الأحزان بالنسبة لأولئك المنجمون. ولكن أولًا دعني عزيزي القارئ أعرض لك وجهة نظري الخاصة بعلم الفلك والتنجيم في الأجرام والظواهر السماوية المختلفة، وسأجعلك تحكم وتقرر بنفسك.
سديم النيبولا أو المعروف بالسرطان من وجهة نظر علم الفلك، وهو عبارة عن مقبرة فضائية يخرج منها بقايا الغبار والغاز تتناثر في الوسط الفضائي، ويوجد بداخله نجم نابض يلفظ أنفاسه الأخيرة، أما بالنسبة لعلم التنجيم فهو معروف باسم “برج الثور”!. يقول الفلكيون أن كوكب زحل عبارة عن كرة ضخمة من الهيدروجين والهيليوم محاطة بحلقة من كرات الثلج، وأن البقعة الحمراء الموجودة بكوكب المشتري هي عبارة عن عاصفة ضخمة أثيرت منذ حوالي مليون سنة، ولكن المنجمين يرون أن الكواكب لها تأثير على شخصيات الناس ومصائرهم. كوكب المشتري يمثل الملوك والأقدار اللطيفة، وزحل يمثل حفار القبور وعدم الثقة والشك، كوكب المريخ بالنسبة للفلكيين هو كوكب حقيقي مثل الأرض، ولا بد من استكشافه، أما بالنسبة للمنجمين فإنه يمثل محارب يحرض على الحروب والهلاك والعنف.
بالرغم من عدمية المنطق والأساس والمنهج العلمي في التنجيم، فإنه منتشر وأكثر رواجًا بين الناس وفي الصحف، ويُقبل عليه البعض أكثر من علم الفلك! كل الصحف تقريبًا يوجد فيها جزء مخصص للتنجيم والأبراج، ولكن كم مقالًا صادفت أو حتى خبرًا له علاقة بعلم الفلك مقارنةً بالتنجيم في أي صحيفة؟
في النهاية عزيزي القارئ سأتركك مع بعض التساؤلات التي أريدك أن تحاول أن تُجِب عليها وتحكم وتقرر بنفسك. لو افترضنا أن التنجيم حقيقة، هل رأيت قبل ذلك توأم له نفس المصير؟ بمعنى أنهم سيشتركون في نفس الأيام السعيدة والأيام الصعبة، ولديهم نفس القدر من الثروة، ونفس المنزلة والمكانة الاجتماعية، ونفس الآراء والآفاق والاتجاهات. هل هذا ممكن؟ وعندما تقرأ هذا المقال أنت والعديد من القراء الآخرين، وسيعجبكم هذا المقال بالتأكيد. هل معنى ذلك أنكم ولدتم في نفس اليوم واللحظة والمكان؟ لعلك بذلك وجدت الإجابة على أسئلتك الأولى.
{حظك اليوم، اعرف مصير برجك في السنة الجديدة.. إلخ}، جميعها عبارات نسمعها أو نقرأها باستمرار، ولكن على أي أساس يتم تحديد هذه التنبؤات؟ وهل لهذه التنبؤات مبدأ أو أساس علمي؟
كلها أسئلة تدور في ذهنك عند سماع كلمة التنجيم (Astrology)، فيتبادر إلى ذهنك سريعًا أسئلة مثل ما هو التنجيم؟ وهل يختلف عن علم الفلك؟ وهل هو حقيقي أم مجرد خرافة؟
دعنا عزيزي القارئ نضيء حيرتك تِلك.
ما هو التنجيم (Astrology)؟
التنجيم (Astrology): هو دراسة التأثير الذي تحدثه الأجسام الكونية البعيدة -عادةً النجوم والكواكب- على حياة الإنسان.
ويُقال أن موقع الشمس والنجوم والكواكب في وقت ولادة الناس يُشكّل شخصيتهم ويؤثر في علاقاتهم ويتنبأ بثوراتهم الاقتصادية، وأشياء أخرى.
ما يعرفه معظم الناس عن التنجيم هو الأبراج الخاصة بهم، والتي تتكون من 12 برج، وهذا هو الشكل الأبسط من التنجيم، لأنه ليس هناك حاجة إلى أكثر من تاريخ ميلاد شخص ما لمعرفة البرج الخاص به. سيخبرك العديد من المنجمين أن هذا الشكل من التنجيم هو تبسيط لدرجة أنه ينتج نتائج محدودة للغاية.
للحصول علي قراءة أكثر دقة، يتحقق المنجمون لمعرفة البرج والوضع الذي كان عليه كل كوكب في وقت الولادة.
حيث تتحد الكواكب والأبراج مع عناصر أخرى، مثل المنازل والزوايا، لتشكيل صورة معقدة ومحددة جدًا في كثير من الأحيان للتنبؤ لشخصية شخص محدد وحياته وآفاقه المستقبلية.
لا توجد نظرية أو ممارسة موحدة للتنجيم!
مارست جميع الثقافات القديمة أشكالها وطريقتها الخاصة، والتي اجتمعت بعضها وتطورت إلى علم التنجيم الغربي المشترك اليوم، هناك تنوع كبير في الأساليب والفلسفات، وينقسم التنجيم الغربي إلى:
1- التنجيم الدنيوي (Mundane Astrology): يستخدم هذا لفحص الأحداث العالمية ووضع التوقعات حول الشؤون الوطنية والحروب والاقتصاديات.
2- علم التنجيم الاستجوابي (Interrogatory Astrology): يشير بشكل عام إلى التنجيم الذي يسعى إلى عمل تنبؤات أو تحليلات محددة حول أهداف أو حياة شخص معين.
3- تنجيم الولادة (Natal Astrology): هذا هو أشهر أنواع التنجيم، وهو عبارة عن التنبؤ والتحليل لحياة الشخص ومصيره بناءًا على تاريخ ميلاده. وهو يقوم على فكرة أن كل شيء يحدث لشيء يتم التعبير عنه في بداية ذلك الشيء، وهو ما يُعرف بقانون “البدايات”.
التنجيم حقيقة أم خرافة؟
بعد أن تكلمنا باستفاضة عن ماهية التنجيم وأنواعه، حان الآن موعد الأحزان بالنسبة لأولئك المنجمون. ولكن أولًا دعني عزيزي القارئ أعرض لك وجهة نظري الخاصة بعلم الفلك والتنجيم في الأجرام والظواهر السماوية المختلفة، وسأجعلك تحكم وتقرر بنفسك.
سديم النيبولا أو المعروف بالسرطان من وجهة نظر علم الفلك، وهو عبارة عن مقبرة فضائية يخرج منها بقايا الغبار والغاز تتناثر في الوسط الفضائي، ويوجد بداخله نجم نابض يلفظ أنفاسه الأخيرة، أما بالنسبة لعلم التنجيم فهو معروف باسم “برج الثور”!.
يقول الفلكيون أن كوكب زحل عبارة عن كرة ضخمة من الهيدروجين والهيليوم محاطة بحلقة من كرات الثلج، وأن البقعة الحمراء الموجودة بكوكب المشتري هي عبارة عن عاصفة ضخمة أثيرت منذ حوالي مليون سنة، ولكن المنجمين يرون أن الكواكب لها تأثير على شخصيات الناس ومصائرهم. كوكب المشتري يمثل الملوك والأقدار اللطيفة، وزحل يمثل حفار القبور وعدم الثقة والشك، كوكب المريخ بالنسبة للفلكيين هو كوكب حقيقي مثل الأرض، ولا بد من استكشافه، أما بالنسبة للمنجمين فإنه يمثل محارب يحرض على الحروب والهلاك والعنف.
بالرغم من عدمية المنطق والأساس والمنهج العلمي في التنجيم، فإنه منتشر وأكثر رواجًا بين الناس وفي الصحف، ويُقبل عليه البعض أكثر من علم الفلك!
كل الصحف تقريبًا يوجد فيها جزء مخصص للتنجيم والأبراج، ولكن كم مقالًا صادفت أو حتى خبرًا له علاقة بعلم الفلك مقارنةً بالتنجيم في أي صحيفة؟
في النهاية عزيزي القارئ سأتركك مع بعض التساؤلات التي أريدك أن تحاول أن تُجِب عليها وتحكم وتقرر بنفسك. لو افترضنا أن التنجيم حقيقة، هل رأيت قبل ذلك توأم له نفس المصير؟ بمعنى أنهم سيشتركون في نفس الأيام السعيدة والأيام الصعبة، ولديهم نفس القدر من الثروة، ونفس المنزلة والمكانة الاجتماعية، ونفس الآراء والآفاق والاتجاهات. هل هذا ممكن؟ وعندما تقرأ هذا المقال أنت والعديد من القراء الآخرين، وسيعجبكم هذا المقال بالتأكيد. هل معنى ذلك أنكم ولدتم في نفس اليوم واللحظة والمكان؟
لعلك بذلك وجدت الإجابة على أسئلتك الأولى.
المصادر 1 2
كتابة: أحمد مغربي
مراجعة: عمر مبارك
تحرير: إسراء وصفي