الفيزياء والفلك

البشر مدمرو الأرض، هل سيفعلون ذلك في الفضاء أيضًا؟

تُعد معظم الصراعات الدولية على الأرض بسبب ما لحق بالبيئة من أضرار. وإن لم نقم بوضع إجراءات صارمة لمنع حدوث ذلك في الفضاء، فإن الفساد سيعم هناك أيضًا بكل تأكيد. وتجادلت “مونيكا فيداوري – Monica Vidaurri” بشأن هذا الأمر، ووضحت في مقال لها قائلة: “إن الاكتشاف البشري للفضاء جديد نسبيًا، والخطط الموضوعة بشأن استعماره مبذولة بجهود تعاونية وسلمية إلى حد كبير.”

هذا وتستكمل “مونيكا” مؤكدة على أن الشقاقات والصراعات البشرية وفكرة التجارة في الفضاء بدأت في الظهور، وكما نعلم فإن الإنسان بطبيعته يميل للطمع، وتلك الجماعات التي لديها سلطة تستغل باستمرار أولئك الذين بدونها.

والقصص المُخزية من إهدار الأنفس البشرية، وإراقة الدماء بين الولايات المتحدة وروسيا، لم تمنع العلماء -من مختلف الجنسيات- من العمل معًا في محطة الفضاء الدولية، حيث تساهم فرق من الصين وإيران بالتكنولوجيا في المساعي الفضائية في الولايات المتحدة الأمريكية، وعملت تلك الفرق مع اليابان وأستراليا وكندا وعدد لا يحصى من الدول الأخرى في مبادرات فضائية مختلفة. والمثير أكثر للدهشة، أن كل هذه الجهود المبذولة والتنظيم الرائع -بالإتفاق الحكومي الدولي للتعاون في المحطات الفضائية منذ عام 1998- لا يحكمه سوى عدد قليل جدًا من القواعد واللوائح الاسترشادية.

وكما لاحظنا في الفترة الأخيرة، أنتجت الأقمار الصناعية لكل من الصين والهند أطنانًا من الحطام في الفضاء، وكذلك تلوث الفضاء بسبب مسبار القمر الإسرائيلي “بيرشيت – Beresheet”، بعد فشل هبوط المركبة الفضائية التابعة لهم وتحطمها.

وقد تعرضت بعض الأبحاث الفلكية لخطر كبير من قِبَل شركة “SpaceX” بسبب إطلاقهم لمركبة الأقمار الصناعية الحديثة، في حين تم التغاضي عن الدفاع عن حقوق سكان هاواي (وهم سكان بولينيزيا الأصليين في جزر هاواي) عندما قرر فريق دولي من علماء الفلك استخدام أراضيهم كموقع تلسكوب جديد.

ولأنه ليس لدينا أي قوانين أو سياسات لإعلامنا بكيفية التعامل الصحيح مع ما ذُكر أعلاه، فقد تكون الدول والشركات المسيئة قد تعرضت للانتقاد بسبب أعمالها، ولكنها لم تخضع للمُساءلة الرسمية على أرض الواقع. ولكن يمكننا التأكد من أن هذا لن يدوم، ولن تكون طريقة سير الأمور هكذا في المستقبل.

وختمت “مونيكا” قائلة أنه إن لم يتم حسم جميع هذه الأمور، والبدء في وضع قوانين صارمة من اليوم، فسيكون من السهل مستقبليًا وضع مبررات وعلل إنسانية للأخطاء المرتكبة، في مجال يمكن أن ننهض به فقط بإيماننا بقدرتنا الكاملة على إخراج أفضل ما فينا.

 

المصدر

 

كتابة: سارة صلاح

مراجعة: أحمد مغربي

تحرير: زياد محمد

تصميم: عاصم عبد المجيد

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى