مجرة أندروميدا
أندروميدا:
هي مجرة حلزونية تبعد حوالي 2.5 مليون سنة ضوئية في كوكبة أندروميدا، كما أنها واحدة من أكثر المجرات المدمجة في الكون، لا توجد مجرة أخرى مثلها.
يمكن رؤية المجرة بسهولة بالعين المجردة في السماء كسحابة صغيرة منتشرة، لكن لا تتوفر إلا في المدن الصغيرة والمناطق المعزولة البعيدة بشكل معقول عن المراكز السكانية ومصادر التلوث الضوئي، تبدو صغيرة جدًا بدون تلسكوب لأن الجزء المركزي فقط هو المضيء بما يكفي ليكون مرئيًا، لكن القطر الزاوي الكامل للمجرة هو سبعة أضعاف قطر القمر.
سميت بعدة أسماء منها :
“Messier 31، M31، NGC 224″، غالبًا ما تُطلق عليها النصوص القديمة اسم سديم أندروميدا.
اكتشف الفلكي هابل في عام 1923 نجمًا متغيرًا معينًا سيسمح له بمعرفة المسافة الحقيقية لهذا الجسم، وعرف بعد ذلك أنه ليس سديمًا داخل مجرتنا ولكن هي مجرة أخرى أبعد بكثير، وسوف نبدأ في إدراك حقيقة ضخامة كوننا.
أندروميدا آكلة المجرات:
استنتج العلماء في جامعة ميشيغان أن مجرة أندروميدا استهلكت العديد من المجرات المصاحبة، فإن معظم النجوم في هالة أندروميدا الخارجية الباهتة ساهمت في الغالب بتمزيق مجرة كبيرة واحدة، يقول الباحثون إن دراستهم قد تغير الفهم التقليدي لكيفية تطور المجرات، ولقد أدركوا أن قرص أندروميدا نجا من تأثير مع مجرة ضخمة، قد يفسر توقيت الاندماج أيضًا مع المجرات الأخرى سماكة قرص مجرة أندروميدا بالإضافة إلى انفجار تشكيل النجوم قبل ملياري عام، وهو اكتشاف توصل إليه باحثون فرنسيون.
ويقول الباحثون إن الطريقة المستخدمة في هذه الدراسة قد تمكن استخدام هذه المعلومات من هالة أندروميدا النجمية الخارجية لاستنتاج خصائص أكبر لهذه المجرات المقطعة مما يسمح بقياس اندماج المجرات الأكثر ضخامة، من خلال هذه المعلومات يمكن للعلماء أن يفككوا بشكل أفضل الشبكة المعقدة للسبب والنتيجة التي تدفع نمو المجرة والتعرف على ما تفعله عمليات الاندماج مع المجرات.
كيفية تكوين النجوم:
هذا هو أحد أهم الأسئلة في علم الفلك، نحن نعلم أن تكوين النجوم يحدث في السحب الغازية الباردة مع درجات حرارة أقل من -220 درجة مئوية أو 50 كلفن فقط، في هذه المناطق من الغاز الكثيف يمكن أن يؤدي بالجاذبية إلى الانهيار وبالتالي إلى تكوين النجوم، تتكون السحب الغازية الباردة في المجرات بشكل تفصيلي من الهيدروجين الجزيئي “H2” (ذرتان هيدروجين مرتبطتان كجزيء واحد).
ينبعث هذا الجزيء من خط طيفي ضعيف في عرض نطاق الأشعة تحت الحمراء من الطيف لا يمكن ملاحظته بواسطة التلسكوبات الأرضية لأن الغلاف الجوي يمتص هذا الإشعاع، لذلك يدرس الفلكيون جزيئًا آخر موجود دائمًا في حي “H2” وهو أول أكسيد الكربون “CO”، ويمكن ملاحظة الخط الطيفي المكثف من “CO” عند الطول الموجي 2.6 مم باستخدام التلسكوبات الراديوية التي يتم وضعها في مواقع مواتية جويًا: الجبال العالية والجافة في الصحراء أو في القطب الجنوبي. يعتبر أول أكسيد الكربون في الفضاء الكوني مؤشرًا للظروف المواتية لتشكيل نجوم وكواكب جديدة.
مجرة أندروميدا المعروفة أيضًا تحت مسمى “M31” هي نظام من مليارات النجوم على غرار درب التبانة، تبلغ “M31” مسافة 2.5 مليون سنة ضوئية فقط مما يجعلها أقرب مجرة حلزونية، تمتد المجرة على مدى 5 درجات في السماء، يمكن أن تساعد دراسات هذا الجار الكوني على فهم العمليات في مجرتنا.
حزام من المجرات القزمة حول أندروميدا:
اكتشف فريق دولي أن مجرة أندروميدا أقرب مجرة عملاقة بالنسبة لنا، محاطة بقرص يتكون من العديد من المجرات القزمة الصغيرة، حتى ذلك الحين كان يعتقد أن توزيعها عشوائيًا.
كشفت دراسة تم تقديم نتائجها في بيان صحفي لـCNRS أنه حول مجرة أندروميدا يتم تنظيم غالبية المجرات القزمة في هيكل مسطح عملاق يزيد طوله عن مليون سنة ضوئية يدور على نفسه، تم اكتشاف هذا الهيكل من قبل فريق دولي ينتمي إليه رودريغو إيباتا من مرصد ستراسبورغ الفلكي (CNRS جامعة ستراسبورغ)، وكذلك ابنه وهو طالب في المدرسة الثانوية يبلغ من العمر 15 عامًا، ونشرها على غلاف مجلة “Nature” في 3 يناير 2013.
تم هذا الاكتشاف بفضل استطلاع أجراه فريق دولي بين عامي 2008 و2011 باستخدام تلسكوب كندا-فرنسا-هاواي (CFHT)، ولكن أيضًا تلسكوب كيك الأمريكي مكن هذا الاستطلاع من اكتشاف وتمييز عدد كبير جدًا من المجرات القزمة الجديدة حول أندروميدا، لهذا استخدم الباحثون تقنية جديدة وهي تتمثل في دراسة وقت واحد للسطوع والموقف من النجوم في المجرات القزمية وكذلك نماذج من توزيع النجوم في هذه المجرات. يقود الاكتشاف للنظريات المختلفة لتكوين المجرات توقع أن تنمو المجرات من خلال تراكم المادة المظلمة القادمة من المجرات القزمة الموزعة عشوائيًا.
كتابة: هدير أحمد
مراجعة: أحمد مغربي
تحرير: ميرنا عزوز