الفيزياء والفلك

المريخ القديم يحتوي على مصدر طاقة للحياة تحت سطحه!

توصلت دراسة حديثة إلى أن هناك حياة حدثت بالفعل على سطح المريخ، إذ يحتوى على مصدرٍ وفيرٍ من الطاقة الكيميائية والذي رُجح أنه الهيدروجين الناتج من الانشطار الإشعاعي للمياه الجوفية تحت السطح، وربما كان هناك ما يكفي من الهيدروجين المُتاح للمحافظة على الميكروبات على الكوكب لمليارات السنين. ووفقًا للدراسة ثَبُتَ أن باطن المريخ يحتوي على ما يكفي من الهيدروجين المُنشطر كمصدر رئيسي للطاقة للغلاف الجوي، وتم إثبات ذلك على أسس الفيزياء والكيمياء الحسابية الأساسية، وقال المؤلف الرئيسي للنظرية “جيسى ترناس”: “كانت الظروف في هذه المنطقة الصالحة للسكن مماثلةً للأماكن على الأرض، حيث توجد حياة تحت السطح”.

وباستخدام البيانات التي جمعتها المركبة الفضائية أوديسي في ناسا، وضع تارناس وزملاؤه وفرة من العناصر المشعة وهي الثوريوم، البوتاسيوم واليورانيوم في قشرة الكوكب الأحمر؛ لأن هذه العناصر تتحلل بمُعدلات معروفة يُمكن من خلالها تحديد المستويات في العصور القديمة. كما حلل الباحثون أيضًا كثافة القشرة المريخية، بالإضافة إلى نتائج نماذج الطاقة الحرارية والمناخية؛ لتحديد كمية المياه التي من المُحتمل أن تكون قابلةً للتجزئة عن طريق هذا الإشعاع.

وقد استنجوا أن الكوكب الأحمر ربما كان فيه منطقة قابلة للحياة في باطنه على بُعد عدة كيلومترات قبل حوالي 4 مليار سنة، وهي نفس الفترة التي كانت تتدفق فيها المياه السائلة عبر سطح المريخ، لكنهم ليسوا متأكدين مما كان يبدو عليه هذا السطح في ذلك الوقت، سواء كان الطقس دافئًا أو رطبًا في معظم الوقت. من المُرجح أن المريخ القديم كان باردًا بشكلٍ يجعلُ من الصعب أن تزدهر الحياة على السطح، ولكن الشيءَ نفسه ليس صحيحًا بالنسبة للكائنات الحية الجوفية الافتراضية. في الواقع إن الجليد المتراكب سيجعل المنطقة تحت السطحية أكثر قابليةٍ للحياة، وذلك من خلال منع الهيدروجين المنشق حديثًا من الهروب إلى الغلاف الجوي. وقال تارناس: “الناس لديها تصور بأن المناخ المبكر للمريخ سيءٌ للحياة، لكن ما نُظهِره هو أن هناك طاقةً كيميائيةً أكبر للحياة في باطن المريخ حيث المناخ البارد، هذا شيء نعتقد أنه يمكن أن يُغير تصور الناس للعلاقة بين المناخ والحياة السابقة على المريخ”.

يُمكن أن تُساعدَ الدراسة الجديدة في بعثاتٍ مستقبلية تهدفُ إلى البحث عن علامات الحياة في الكوكب الأحمر، مثل مركبة المريخ 2020 التابعة لناسا، فيمكن للمركبة أن تستهدف (الكتل الضخمة)، وهي قطع من الصخور المدفونة سابقًا التي تتعرض لها آثار النيازك. ومن المعروف أن هذه الكتل موجودة في موقعين على الأقل من مواقع الهبوط الأربعة التي تفكر فيها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) في تحقيقها لمركبة 2020. وكما قال الباحث المشارك في الدراسة “جاك ماستارد” وهو أستاذ في قسم الأرض والبيئة وعلوم الكواكب في جامعة براون: “هذان الموقعان هما Northeast Syrtis Major وMidway”. وقال ماستارد في نفس البيان: “إن مُهمة مركبة عام 2020 هي البحث عن علامات الحياة السابقة، وهي المناطق التي قد تكون فيها بقايا لهذه المنطقة الصالحة للسكن تصلح للاستعمار فيها”.

المصدر 

 

كتابة: رضوى أحمد

مراجعة: عبدالله سمير

تصميم: عبدالرحمن سعد

تحرير: هدير رمضان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى