مرصد أريسيبو
يقع أريسيبو على بُعد 16 كم (10 أميال) جنوب مدينة أريسيبو في بورتريكو، كما أنه جزء من المركز الوطني لعلم الفلك والأيونوسفير، ويُعدّ أكبر مرصد فلكي تمَّ بناؤه في أوائل الستينات حتى عام 2016، حيث أنهت الصين طبق التلسكوب الكروي ويبلغ 500 مترًا، وهو كذلك بحجم 30 ملعب كرة قدم، ويبلغ عرضه 503 مترًا (1650 قدمًا)، وهو عبارة عن عاكس كروي يبلغ طوله 305 مترًا (1000 قدمًا)، يتكون من ألواح الألمونيوم المُثقبة، والتي تقوم بتركيز موجات الراديو على هياكل الهوائيات المُتحركة على مسافة 168مترًا (550 قدمًا)، والتي فوق سطح العاكس ويسهُل تحركها في أي اتجاه؛ لتُساعد على تتبُع الأجسام السماوية في العديد من الأماكن.
إنجازاته
له العديد من الإنجازات والاكتشافات المُهمة، حيث تمَّ اكتشاف أول الكواكب خارج المجموعة الشمسية، التي حول النجم النابض عام 1992، كما تمَّ تصحيح حقيقة أن كوكب عطارد يدور حول نفسه بمقدار 59 يومًا بدلًا من 88 يومًا، نجح علماء الفلك راسل هولس وجوزيف تايلور (Russell Hulse and Joseph H. Taylor) في رصد أول نجم نابض ثُنائي، حيث يفقد طاقته عبر إشعاع الجاذبية بالمُعدل الذي تنبأت به النظرية النسبية العامة لأينشتين، وقد حصلا على جائزة نوبل عام 1993.
كذلك يرصد أريسيبو الكُويكبات التي تمر بالقُرب من الأرض، حيث قد تُشكل بعضها خطرًا علينا، حيث رصد في عام 2012 كويكب DA14 على مسافة (27000 كم) من الأرض، ولكن أكدت ناسا في عام 2013 أنه قد مر على مسافة آمنة دون خطورة على الأرض، ويقوم أيضًا بدراسة هذه الكُويكبات عن طريق ضرب موجات الراديو على الكُويكبات القريبة من الأرض؛ لمعرفة شكلها ودورانها قبل تعرُّضها لأي عامل من العوامل التي قد تُؤدي إلى انفجارها، ولا يتم معرفة معلومات كافية عنها، كذلك له دور في اكتشاف العديد من الظواهر كالانفجارات السماوية.
رسالة أريسيبو للكائنات الفضائية
أريسيبو أكبر تليسكوب لاسلكي في العالم منذ عقود وذو أهمية كبيرة جدًا، حيث قام العلماء بإرسال تردُدات موجات للفضاء الخارجي، آملين أن تسمعها أي كائنات فضائية، وذلك في عام 1974.
تعطُّل أريسيبو وتعرُّضه للإيقاف
تعرَّضت بورتوريكو لإعصار ماريا المُدمر في 20 سبتمبر عام 2017، وقد تسبّب بتوقُف الطاقة الكهربائية في جميع أنحاء الجزيرة، وتعرَّض المرصد لضرر كبير، مما أدَّى إلى توقُف الطاقة عنه، حيث تركَّز الضرر على الهوائي البالغ 29 مترًا (96 قدمًا) والمُعلَّق فوق طبق الراديو.
وتمَّ إعادة الطاقة إليه في 9 ديسمبر عام 2017، حيث تمَّ تمويله لإصلاح ما يُمكن إنقاذه والاحتياجات الضرورية ليعمل من جديد.
وفي أغسطس 2020، قُطع كابل يقوم برفع المنصة المركزية، وأحدث ثقب في الطبق الكروي، ثم تعرَّض لفقدان كابل آخر في نوفمبر 2020، وقد أعلنت مُؤسسة العلوم الوطنية بأنه من الصعب إصلاح هذه الكابلات بأمان، بسبب تعرُّض المكان لخطر الانهيار، فبالتأكيد أن هذا المرصد سوف يتوقف عن العمل.
كتابة: هدير أحمد
مراجعة: آية عادل
تدقيق لغوي: أسماء مالك