أتمّ طفلي شهره السادس، وبدأ بتذوق الأطعمة.
نصحتني جارتي أن أُعطيه قطعة من الخبز الطري ليأكلها بيده الصغيرة.
يا لسعادتي! صغيري يأكل أخيرًا، ولكن استحالت عادتي ذعرًا بعد ساعتين، عندما ظهر على طفلي طفح جلدي، وبدأ يصرخ من ألم بطنه، وأفرغ كل ما في معدته.
تُرى لماذا حدث هذا؟ هل تلك أعراض حساسية القمح عند الأطفال؟
لماذا زادت حالات حساسيات الطعام في العالم؟
سمعنا في الآونة الأخيرة عن أطفال كثر يعانون من حساسية ضد أنواع مُختلفة من الطعام، مثل حساسية القمح، وحساسية الألبان، وحساسية الجلوتين.
حاول العلماء معرفة سبب تلك الزيادة، وقدموا بعض النظريات عن ذلك.
النظافة المُفرطة تُضعف المناعة
تبيّن في إحدى الدراسات أنّ المنازل التي يسكنها عدد أكبر من الأطفال، يكونون أقل عرضة للحساسية الصدرية. الانعزال في البيوت يعني تعرُّض أقل للميكروبات.
قديمًا، كانت الأسرة تقضي مُعظم الوقت خارج المنزل بين النباتات والأشجار والحيوانات.
أما الآن، فنقضي مُعظم أوقاتنا بداخل مبانٍ مُغلقة، ولا نحتك مع الطبيعة، مما يعني أننا لا نتعرض إلى الميكروبات التي حولنا، وبالتالي لا يُكوِّن جسمنا مناعة داخلية ضدها.
جهازنا المناعي الضعيف يهاجم الأطعمة، وكأنها أجسام غريبة؛ لقلة خبرته، وهنا تظهر الحساسيات.
أعراض حساسية القمح
تظهر الأعراض بعد ساعة أو ساعتين من تناول الطعام الذي يحتوي على القمح، وغالبًا تكون في صورة:
– طفح جلدي.
– تهيج العينين.
– إسهال وقيء.
– احتقان الأنف.
– ألم الحلق والفم.
وقد يُصاب المريض بحساسية مُفرطة خلال دقائق من تناول القمح، وهي العرض الأكثر خطورة حيث يتعرض لتورم الحلق، فيشعر بضيق تنفس، شحوب الجلد أو زرقته لقلة الأكسجين، إغماء.
ولهذا السبب؛ يحمل مرضى الحساسية دائمًا حقنة “الإبينيفرين”، فهي المُنقذ الوحيد إذا تعرضوا للحساسية المُفرطة.
سيعلمك الطبيب كيف تحقن نفسك أو غيرك بها.
عوامل خطورة الإصابة بحساسية القمح
1- التاريخ الأُسري:
إذا كان أحد أبويك مريضًا بأي نوع من أنواع الحساسية، ستكون مُعرضًا للإصابة بحساسية القمح أو أي طعام آخر.
2- العُمر:
يُصاب الرضع والأطفال الدارجون بحساسية القمح، وغالبًا ما تزول عند بلوغهم عامهم السادس عشر، ولكن لا يخلو البالغون من الإصابة أيضًا.
الأطعمة التي تحتوي على القمح
1- الخبز.
2- المكرونة.
3- حبوب الإفطار.
4- صلصة الصويا.
5- المُثلجات.
6- اللحوم المُصنعة.
7- المُعجنات والحلويات.
تعلَّم دائمًا أن تقرأ المعلومات الغذائية على المُنتجات التي تأكلها.
بجانب الأطعمة، هناك مُنتجات عناية بالجسم تحتوي على بروتين القمح، إذا كان لديك أي شكوك حول مُنتج مُعين، حاول التواصل مع الشركة المُصنعة عن طريق الموقع الإلكتروني.
تشخيص حساسية القمح
هناك عدة طرق يستخدمها الأطباء لتشخيص حساسية الطعام، منها:
1- حقن مُثيرات الحساسية في الجلد:
يحقن الطبيب في جلد المريض قطرات صغيرة من مُسببات الحساسية، في حالتنا هي بروتين القمح، ينتظر الطبيب لمدة 15 دقيقة، إذا ظهر طفح جلدي يتأكد من حساسية القمح.
2- مُراجعة مُدونة الطعام:
يطلب الطبيب من المريض أن يُدون في مُفكرة كل ما يأكله، ويكتب كل الأعراض التي يشعر بها بعد تناول الطعام، قد يساعد هذا في اكتشاف مُسبب الحساسية.
3- اختبار الدم:
بفحص الأجسام المُضادة لبروتين القمح.
4- تناول الطعام المُشتبه به:
قد يطلب منك الطبيب تناول الأطعمة التي تحتوي على القمح، ومُراقبة أعراضك عن قُرب.
كيف أحمي طفلي في الحضانة؟
أعلم أنكِ ستكونين قلقة على طفلك في الحضانة، فقد يُشارك زملاءه الطعام، لذا عليكِ شرح حالة طفلك لمُشرفي الحضانة أو المدرسة، وأن تتركي حقنة “الإيبينيفرين” مع المسؤولين عن رعاية الأطفال؛ حتى يتمكنوا من مُساعدته إذا تعرَّض للحساسية المُفرطة.
أيضًا، علّمي طفلك عن الأطعمة المسموح له بتناولها وغير المسموحة، علّميه كيف يتصرف إذا تناول طعامًا قد يُسبب له الحساسية.
أُدرك صعوبة أن يريد طفلك تذوق كعكة ولكنه لا يستطيع، ولكن هناك دائمًا بدائل لصنع المُعجنات والحلويات لمرضى حساسية القمح، قد تستخدمين دقيق الأرز أو أي نوع حبوب آخر بدلًا من القمح لصُنع حلوى لصغيرك.
دمتم بصحة وسلامة.
كتابة: تقى عوف
مراجعة: أحمد جمال
تحرير: أسماء مالك
