لماذا آبل؟
عند امتلاك شخص هاتف “أيفون”، فإنك تشعر أنَّ الناس ينظرون إليه بطريقةٍ مختلفة، وأيضًا هو يشعر بالتميُّز قليلًا وسط حشود البشر، ولكن ما الذي يجعل منتجات شركة “Apple” مميزة لمن يقتنيها؟ بالرغم من أنَّ هناك أجهزة أعلى في الإمكانيات، وأحيانًا تجدها أقل في الأسعار من منتجاتهم، ولكن الناس لا ينظرون إلى من يقتنيها بنفس النظرة الأخرى التي ينظرونها إلى مستخدمي أجهزة “Apple”، فما سبب كل ذلك؟
علامة “Apple” التجارية
من الصعب العثور على قصة نجاح ملهمة لعلامة تجارية أكثر من قصة نجاح “Apple”، حيث تأسست من قِبَل اثنين من طلاب لم يُكملوا تعليمهم الجامعي، وساعد توسعها الرائد في مختلف الصناعات والخدمات الجديدة مثل “Apple Pay” و”iTunes” على دفع شركة “أبل” لتصبح أول شركة أمريكية بقيمة 700 مليار دولار.
ولطالما ركزت استراتيجية العلامة التجارية المميزة لشركة “Apple” على المشاعر الإنسانية مدعومة برؤية مستقبلية إبداعية، وكان على رأس قيادة الشركة “ستيف جوبز”.
ومنذ إنشاء العلامة التجارية في عام 1976، أعطت “Apple” الأولوية لبناء مجتمع من المعجبين المنتمين لهم.
ولطالما أيضًا جعلت شركة “Apple” لنفسها شيء مختلف، حيث إنهم يفكرون دائمًا بشكلٍ مختلفٍ على عكس أيّ شركةٍ تقنيةٍ أخرى.
إنَّ جو التفرُّد المتميز الذي تستخدمه “Apple” عند الترويج لإصدارات المنتجات الجديدة، والاهتمام الدقيق بجماليات منتجاتِها قد مكّن علامة “Apple” التجارية من الارتباط بالرفاهية في نظر متابعيها. وهذا ما يدفع العديد من مستهلكيها على شراء منتجاتِها: أي أنَّ العاطفة تغلب التطبيق العملي.
أهمية العاطفة في الولاء للعلامة التجارية
بغض النظر عن مدى الترفيه أو الإبداع في حملات العلامة التجارية، إذا لم يكن هناك اتصال عاطفي بجمهورك، فمن المحتمل أن تفقد استراتيجيتُك التسويقية بصماتَها.
هذا الارتباط العاطفي هو الذي طوَّر مثل هذا الولاء للعلامة التجارية بين عشاق “Apple”، ومكنهم من الإفلات من تسعير منتجاتهم أعلى بكثير من المنافسين. حيث تعد شركة “Apple” مثال للعلامة التجارية العاطفية، وتنشئ “Apple” روابط عميقة ودائمة مع عملائها، مما ينتج عنه ولاء وتجارب إيجابية. وهذه العلاقة مع قاعدة عملائها هي السبب الرئيسي وراء استمرار وجود العلامة التجارية حتى اليوم.
خلال منتصف التسعينيات، بدت الشركة وكأنها مُعرَّضة لخطر التوقف عن العمل، ولكن بدعم من الروابط التي أقامتها مع الناس كانت أحد الأشياء الوحيدة التي أبقتها قائمة.
وخلال أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، انضم المدير التنفيذي للتسويق “جون سكالي” إلى شركة “Apple”، وحوَّلها إلى أكبر شركة مبيعات لأجهزة الكمبيوتر في العالم، بأرباح بلغت 53.394 مليار دولار أمريكي في عام 2015. وقد غير “سكالي” استراتيجية التسويق لشركة “Apple”، وزادت ميزانية الإعلان من 15 مليون دولار إلى 100 مليون دولار.
استراتيجيات “Apple” لعلامتِها التجارية
1- تُصَوِّر الشركة ثقافة مؤسسية إنسانية وأخلاقيات مؤسسية قوية، والمشاركة في المجتمع ودعم القضايا الصالحة. كانت الروح التأسيسية لشركة “Apple” هي القوة للناس من خلال التكنولوجيا.
2- تمتلك الشركة مفردات مرئية ولفظية فريدة، يتم التعبير عنها من خلال الإعلانات وتصميم المنتجات، هذا صحيح بالنسبة لشركة “Apple”، حيث يمكن تمييز منتجاتها وإعلاناتها بوضوح.
3- أنشأت الشركة “علاقة صادقة” مع عملائها. يُمكن أن يأخذ هذا عدة أشكال، من بناء الثقة إلى تنمية مجتمع.
ما وصلت إليه العلامة التجارية “Apple” من ثقة المستهلكين وحبهم وإيمانهم بهذه العلامة التجارية، هو أمرٌ مثيرٌ للإعجاب ويستحق التحليل والدراسة ويُعتبر نموذج لأيّ شركة تريد كسب حب وثقة الناس في منتجاتهم.
كتابة: أحمد مغربي
مراجعة: سارة صلاح
تحرير: شيماء ربيع