قراصنة مواقع التواصل الاجتماعي
تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي مثل: فيس بوك، تويتر، وانستجرام للتواصل مع الأصدقاء والعائلة وغيرهم من الأشخاص، لكن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي حاليًا مكانًا للمشاكل والخلافات، وليس للغرض الأساسي منها، وهو التواصل مع الآخرين.
مما لا شك فيه، أنك سمعت أن الهاكرز وحتى بعض الحكومات يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي في التلاعب بحسابك والهجوم عليه، وقد تتساءل كيف يمكنهم فعل ذلك؟ إليكم بعض الأفكار والحلول بخصوص ذلك.
• الروبتات ودمى الجورب:
لا تقوم منصات التواصل الاجتماعي بإعطائك المنشورات من الحسابات التي تتابعها بسهولة، وإنما تستخدم خوارزميات معينة لتنظيم ما سوف تراه، استنادًا جزئيًا إلى “الإعجابات Likes”، أو “الأصوات Votes” لبعض المنشورات التي تراها. يتم عرض منشور لبعض المستخدمين، وكلما كان رد فعل هؤلاء المستخدمين إيجابيًا أو سلبيًا، كلما تم التركيز عليه مع الآخرين، ومع الأسف الأكاذيب والمحتويات السيئة في كثير من الأوقات تحشد العديد من ردود الأفعال، مما يؤدي إلى زيادة انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة، وعلى نطاق واسع.
• مَن يفعل هذا التصويت “Vote”؟
في أكثر الأوقات، يكون جيش من الحسابات يطلق عليهم الروبوتات (Bots)، التي لا تتناسب مع الناس الحقيقيين، ولكن في الحقيقة، يتم التحكم بها من قبل قراصنة “hackers”، وغالبًا ما يكونوا على الجانب الآخر من العالم، فعلى سبيل المثال، أفاد الباحثون أن أكثر من نصف حسابات تويتر التي تناقش موضوع COVID-19 هي روبوتات.
يُطلق على الحسابات الوهمية اسم “دمى الجورب”، وسميت بهذا الاسم لأنها توحي إلى يد خفية يتحدث من خلالها هوية أخرى. في كثير من الحالات يمكن الكشف عن ذلك الخداع، وأيضًا من خلال النظر إلى سجل الحساب، ولكن هناك حالات كثيرة أيضًا يصعب الكشف عنها، لأنه مع الأسف هناك استثمارات كبيرة لجعل هذه الحسابات حقيقية. على سبيل المثال، كتبت بعض وسائل الإعلام الكبيرة مثل صحيفة نيويورك تايمز عن “جينا أبرامز Jenna Abrams”، وهو حساب له 70,000 متابع، لآرائها المعادية للأجانب وآرائها المتطرفة، ولكن في الواقع هو اختراع تسيطر عليه وكالة أبحاث الإنترنت، وتسمى بـ”Troll farms” -هي شركة روسية تمول من الحكومة وليس شخصًا بعينه-.
• زراعة الفوضى:
في كثير من الأحيان، المتصيدين أو “trolls”، لا يهتمون بالقضايا بقدر ما يهتمون بخلق الانقسام وعدم الثقة بين الناس، فعلى سبيل المثال، وصل الباحثون في عام 2018 إلى أن بعض الحسابات الأكثر تأثيرًا على المستخدمين هي القضايا الخلافية، مثل “Black Lives Matter”، كانت خاضعة لسيطرة مزارع ترول “troll farms”. الأمر أكثر من مجرد إثارة الخلافات، فهم يريدون خلق فكرة بأن الحقيقة لم تعد موجودة؛ فينتج عن ذلك الخلافات بين الأشخاص، وإن عدم الثقة في أي شخص قد يكون بمثابة استراتيجية مدمرة للعلاقات بين الأشخاص.
• السيطرة والتحكم:
ربما تكون على دراية بطريقة التحقق من مصدر، وتاريخ المنشور الذي تقرأه، ولكن هذا ليس كافيًا لحمايتك من المنشورات الخادعة. ماذا يمكنك أن تفعل لكي تحمي نفسك من كل ذلك؟
أولًا: عند اعتمادك على وسائل التواصل الاجتماعي، اختر متابعة شخص معين تثق فيما ينشره بدلًا من متابعة أشخاص آخرين غير موثوق بهم.
ثانيًا: كُن على معرفة بالقضايا المفضلة لدى الهاكرز، بمعنى أنهم دائمًا يختارون مواضيع ذات أهمية كبيرة، لكي يستغلوا هذه المواضيع في نشر الفوضى بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
يمكننا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي باعتدال، مثل أي مادة مسببة للإدمان، وأن نستمع إلى أناس حقيقيين، وقصص وآراء حقيقية؛ لأن جميع هذه الأشياء تساعد على بناء مجتمع خالٍ من الفوضى والخلافات.
كتابة: عبد الرحمن عادل
مراجعة: شيماء وصفي
تحرير: شيماء ربيع