دليلك الشامل حول تسوس الأسنان
صحة الجسم تبدأ من صحة الفم، ولما كانت الأسنان هي المكون الرئيسي لأنسجة الفم، صار الاهتمام بنظافتها والحفاظ عليها من التسوس أمرًا ضروريًا.
لكي تحمي أسنانك من التسوس يجب عليك -عزيزي القارئ- أن تدرك أولًا ماهية هذا التسوس، وكيف يتكون، لذا؛ أفردنا لك سطور هذا المقال لنخبرك تفصيلًا كل ما تحتاج معرفته عن تسوس الأسنان.
ما هو تسوس الأسنان؟
تسوس الأسنان من أكثر الأمراض انتشارًا حول العالم ويصيب الكبار والصغار على حد سواء، يحدث التسوس نتيجة لتحلل النسيج الصلب الخارجي المكون للأسنان، والذي يُدعى “مينا الأسنان”، بسبب الأحماض التي تنتجها البكتيريا الموجودة بالفم.
ينتج عن هذا التحلل ثقوب وتجاويف بالسن، تستمر هذه الثقوب في الزيادة حتى تصل إلى عصب السن إذا لم تُعالَج، وتتسبب في ألم شديد للغاية، كما تؤدي إلى تكوُّن الخراريج تحت السن، وهذا قد يؤدي في النهاية إلى فقد الأسنان.
أعراض تسوس الأسنان
بالطبع أعراض تسوس الأسنان هي معروفة للجميع، لكن جدير بالذكر أنه في بداية حدوث التسوس، قد لا يشعر المريض بأي أعراض على الإطلاق، كلما ازدادت الثقوب والتجاويف بدأت الأعراض في الظهور، واشتدت حدتها مع الوقت على حسب المساحة والأنسجة المصابة من السن.
تشمل هذه الأعراض:
– ألم حاد مفاجئ، أو مرتبط بتناول الأطعمة والمشروبات الساخنة.
– ملاحظة ثقوب وتجاويف في الأسنان، وقد تتجمع فيها الأطعمة أثناء الأكل.
– تصبغ بني أو أسود على الأسنان.
– الشعور بالألم عند الضغط على الأسنان.
ما أسباب حدوث تسوس الأسنان؟
يحدث تسوس الأسنان كنتيجة للعملية الآتية:
1- تكون البلاك (Dental Plaque):
وهو طبقة لزجة تغطي سطح الأسنان، وتنتج عن كثرة تناول السكريات والنشويات مع عدم غسيل الأسنان وتنظيفها، فتبدأ البكتيريا بالتغذية على بقايا الطعام هذه وتكون طبقة البلاك، مع الوقت تتصلب هذه الطبقة وتُكوِّن ما يسمى بالجير.
2- تكون الأحماض:
تبدأ البكتيريا الموجودة في البلاك بتكوين الأحماض التي تذيب المعادن والعناصر الصلبة بطبقة مينا الأسنان، فتكون الثقوب والتجاويف، وتستمر عملية التحلل هذه حتى تصل إلى الطبقة التي تلي مينا الأسنان والمعروفة بالعاج (dentin)، وهذه الطبقة أكثر حساسية، وتتصل اتصال مباشر بعصب السن.
3- الوصول إلى عصب السن:
تستمر البكتيريا في إنتاج الأحماض وتدمير طبقات السن حتى تصل إلى العصب فتؤدي إلى التهابه وتهيجه، وينتج عن ذلك ألم شديد للغاية.
ما العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بتسوس الأسنان؟
أي شخص لديه أسنان معرض للإصابة بتسوس الأسنان، ولكن هذه الاحتمالية تزداد تحت ظروف معينة مثل:
ـ موقع السن في الفم: الضروس الخلفية تكون أكثر عُرضة للتسوس من الأسنان الأمامية، لأنها تحتوي على ثقوب وتجاويف يمكن للطعام أن يتجمع بها ويكون بيئة خصبة لنمو البكتيريا -خاصةً إذا أهمل الشخص في تنظيفها-.
ـ نوع الطعام الذي يتناوله الإنسان: النشويات والسكريات تزيد من قابلية حدوث التسوس، أما تناول الأطعمة الغنية بالألياف من العوامل التي قد تحمي من التسوس لأنها تساعد على عدم تراكم الطعام على سطح الأسنان.
ـ عدم الحصول على كمية فلورايد كافية: الفلورايد هو نوع من المعادن الطبيعية التي تساعد على تقوية طبقة مينا الأسنان وتُزودها بالمياه في بعض المناطق كما يوجد في معجون الأسنان.
ـ جفاف الفم: يساعد اللعاب على إزالة بقايا الطعام من على سطح الأسنان، لذا؛ فجفاف الفم من العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث التسوس.
ـ وجود بعض الأجهزة والتراكيب الصناعية بالفم: غالبًا ما تكون بيئة خصبة لتجمع الطعام والبكتيريا، خاصةً عند الإهمال في تنظيفها بخيط الأسنان.
ـ تكدس الأسنان: تكدس وتزاحم الأسنان يؤدي إلى صعوبة تنظيفها وتراكم الطعام عليها، وهو ما يزيد من احتمالية حدوث التسوس.
علاج تسوس الأسنان:
الهدف الأساسي من العلاج هو الحفاظ على أكبر قدر من نسيج السن، ومنع تطور التسوس، لذا؛ كلما كان التدخل مبكرًا كان أفضل.
يُزال التسوس جيدًا من الثقوب والتجاويف وتنظف الأسنان، ثم يُعوَّض المفقود من نسيج السن بمواد معينة تستخدم في حشو الأسنان.
إذا كان التسوس شديدًا ويصل إلى عصب السن، يُنظف العصب جيدًا وتعالج الجذور بمواد مخصصة لذلك.
في حال كانت المشكلة كبيرة، وأصبحت السن غير قابلة للعلاج، تُخلع ويزرع مكانها سنًا صناعيًا أو تستخدم التراكيب والاستعاضات الصناعية.
يجب التنبيه إلى أن خيار خلع الأسنان يجب أن يكون الخيار النهائي بعد فشل كل المحاولات الأخرى للحفاظ على السن.
كيف تحمي نفسك من تسوس الأسنان؟
التقليل من تناول السكريات، والمحافظة على غسل الأسنان وتنظيفها بعد كل وجبة هما العاملان الأكثر أهمية في تقليل حدوث التسوس.
يجب أيضًا التوجه إلى الطبيب فور الشعور بأعراض تسوس الأسنان، لأنه كما ذكرنا فإن التدخل المبكر يحسن من فرص العلاج ويقلل من احتمالية فقد السن.
في النهاية اهتمامك بصحة أسنانك ونظافتها سيجنبك بلا شك الكثير من المشاكل الصحية والجمالية المتعلقة بتسوس الأسنان وفقدانها.
كتابة: سارة شبل
مراجعة: يوسف احمد
تحرير: شدوى محمود