ستيفين هوكينغ (Stephen Hawking): اسم إنْ ذُكر في محفل علمي، وقف له الحضور تكريمًا وإجلالًا، وإنْ ذُكر في مجمع الأطباء، أبحروا في رحلته مع المرض أعوامًا، أُصيب هوكينغ في شبابه بمرض (Amyotrophic Lateral Sclerosis ALS)، أو التصلب العصبي الضموري؛ ليخبره الأطباء أنّه لا يملك من العمر إلا سنتين أو أقل, ولكنه عاش بعد إصابته بالمرض لمدة 55 عامًا، حتى تُوفي عن عمر يناهز 76 عامًا. لكن، ما هو التصلب العصبي الضموري؟ ولما تنبأ الأطباء بأنه سيكون سبب موت ستيفين خلال عامين على الأكثر؟
التصلب العصبي الضموري ALS:
هو أحد الأعراض العصبية التفاقمية التي تُصيب الخلايا العصبية بالمخ والحبل الشوكي، مسببة فقد القدرة على التحكم في العضلات. في الواقع، يُصيب المرض العضلات التي تتحكم في الحركة، الكلام، الأكل وحتى التنفس -تلك تُعد مهددة للحياة-. يبدأ عادة في صورة نفضات عضلية، ضعف في الأطراف، وكلام متداخل ومتلاصق.
• تختلف أعراض التصلب العصبي الضموري من فرد لآخر على حسب الأعصاب المصابة، وقد تشمل الأعراض:
1- صعوبة في المشي، والقيام بالأعمال اليومية المعتادة.
2- الخبل والوقوع.
3- ضعف الرجل، القدم، والكعب.
4- ضعف اليد، والتكتل.
5- كلام متداخل ومتلاصق، بجانب صعوبة في البلع.
6- تقلصات عضلية، ونفضات تصيب اليد، والكتف، واللسان.
7- بكاء، ضحك، وحتى تثاؤب غير متكافئ.
8- تغيرات سلوكية ومعرفية.
بداية مرض التصلب العصبي الضموري:
عضلات الأطراف كالأيدي والقدم هي أولى العضلات المصابة، ثم تبدأ العضلات الأخرى بالتأثر كتلك المسؤلة عن المضغ، البلع، الكلام، وحتى التنفس، فمع مرور الوقت، يتفاقم المرض، وتُصاب الأعصاب جزءًا بعد الآخر، ومع كل إصابة عصبية، تتأثر منطقة عضلية. أما عن الألم، فهو لا يُعد من الأعراض، سواء كان في بدايات المرض، أو خواتمه. الإحساس يتم الحفاظ عليه بجانب القدرة على التحكم في المثانة البولية.
اسم آخر لمرض التصلب العصبي الضموري:
للمرض اسم آخر، وهو “مرض لو جيهريج Lou Gehrig’s Diseases”، وهو لاعب كرة بيسبول شُخِّص بالمرض، لم يعرف الأطباء السبب الأساسي لحدوث مرض التصلب العصبي الضموري، ولكن أكثر الترجيحات تذهب للناحية الوراثية بنسبة 5 – 10%.
أما عن كيفية حدوث التصلب العصبي الضموري، علينا أن نعرف أنه لكي تتحرك العضلة، فعليها أن تستقبل أوامر من المخ، بتلك الحركة التي تصل إليها عن طريق موّصلات حركية ممتدة من المخ إلى الحبل الشوكي، ثم إلى العضلات. في حالة ALS أو التصلب العصبي الضموري، فإن هذه الموّصلات تُصاب بالضمور، ثم الموت، ومنها حلقة الوصل بين المخ والعضلة، والتي تساهم في الربط والموازنة بين الاثنين، فُقدت، ومنها فُقدت الحركة أو اختلت في بادئ الأمر.
عوامل تزيد من الإصابة بمرض التصلب العصبي الضموري:
لا يوجد أسباب، ولكن يوجد عدة عوامل تزيد من خطورة الإصابة بالمرض، بعضها لا يمكن التحكم به، والبعض الآخر يمكن التحكم به.
أ- العوامل التي لا يمكن التحكم بها:
1- الوراثة: 5 – 10% من الحالات المصابة وراثية، الآباء المصابون بالمرض لديهم فرصة إنجاب أطفال مصابين بالمرض تعادل النصف بالنصف.
2- العمر: يزداد معدل الإصابة مع تقدم العمر، والأكثر في الأربعينات والستينات من العمر.
3- الجنس: قبل 65 عامًا، يكون للرجال نصيب في الإصابة بالمرض أكثر من النساء، ولكن بعد عمر 70 عامًا، يختفي هذا التفاوت، ويتساوى الذكر والأنثى في معدل الإصابة.
4- الجينات: بعض الجينات توجد في بعض الأفراد دون نظائرهم، والتي تساهم بدور كبير في زيادة فرصهم بالإصابة بالمرض.
ب- عوامل يمكن التحكم بها:
1- التدخين: لا اختلاف على أنَّ أكثر المدخنين من الرجال، ولكن التدخين يُساهم أكثر في الإصابة بمرض التصلب العصبي الضموري على مجتمع النساء.
2- التعرُّض للمواد البيئية السامة: المواد السامة في البيئة كالرصاص وغيرها تدفع بشكل كبير للإصابة بالمرض, ولكن لا يوجد عنصر بعينه ليحمل أعباء التسبب في المرض دون غيره.
3- خدمة الجيش: لم يُعرف السبب الفعلي الذي ينبع من الخدمة في الجيش مسببًا الإصابة بمرض التصلب العصبي الضموري، ولكن بعض الاعتقادات حول احتمالية تعرض أفراد الجيش لبعض المعادن، والمواد الكيميائية، والإشعاعات، والعدوى الفيروسية قد تكون هي السبب في زيادة الخطورة للإصابة بالمرض لأولئك الذين التحقوا بالخدمة العسكرية دون غيرهم.
التداعيات لمرض التصلب العصبي الضموري:
1- مشاكل التنفس: مع تقدم المرض، تُصاب حركة التنفس بالشلل، ومنها يحتاج المريض إلى أجهزة خارجية للمساعدة، وقد تصل في بعض الأحيان إلى عمل فتحة في القصبة الهوائية.
2- مشاكل الكلام: يبدأ بتلعثم، تداخل في الكلمات وتلاصقها، ويصل الأمر في نهايته إلى فقد القدرة على الكلام، وهنا يحتاج الفرد لوسيلة لتوضيح كلماته.
3- مشاكل في الأكل: مع تزايد الأعصاب المصابة، تُفقَد القدرة على المضغ والبلع، ومنها زيادة خطورة دخول السوائل إلى الرئة والاختناق، ولكن مع وجود أنبوبة تغذية، قد نتجنب هذه المشاكل.
4- فقدان الذاكرة: لا نملك علاجًا فعليًا للمرض، ولكن مع الرعاية الصحية والمنزلية الجيدة، تزداد فرصة النجاة للأفراد أعوامًا وأعوامًا لما هو مُقدّر له، وهذا هو ما حدث في حالة ستيفن هوكينغ؛ فبالرعاية الصحية والمنزلية التي تلقاها من زوجته في بداية مرضه، وتلك التي تلقاها من طاقم التمريض المصاحب له فيما بعد، قد ساهم بشكل كبير في إعطائه فرصة للنجاة، ارتفعت من كونه يملك سنتين فقط للعيش، إلى العيش 55 عامًا بعد إصابته بالمرض.
كتابة: هند عادل
مراجعة: غدي محمد
تحرير: شيماء ربيع
تصميم: امنيه عبد الفتاح