هل للتغير المناخي أثر على الصحة النفسية؟
أصبح التغير المناخي قضية تشغل العالم كله. ولكن، هل تدرك ما هو مفهوم التغير المناخي؟ وما الفرق بينه وبين الاحتباس الحراري؟ إليك بعض التفاصيل.
-
مفهوم التغير المناخي
التغير المناخي والاحتباس الحراري كلاهما يعني التحول في ظواهر الطقس، والتي ترتبط بزيادة متوسط درجات الحرارة العالمية. يفضل العلماء لفظ “التغير المناخي” لأنه لا يشمل الزيادة في متوسط درجات الحرارة حول العالم فحسب، بل يشمل أيضًا التأثيرات التي يسببها التغير المناخي على الكوكب.
-
أسباب التغير المناخي
من أهم أسباب التغير المناخي هي الأنشطة البشرية التي أدت إلى تكوين طبقة الغازات الدفيئة، والمعروفة باسم “غازات الصوبة الزجاجية – Greenhouse gases”، والتي تتكون من:
- بخار الماء (H2O): أكثر الغازات الدفيئة وفرة، والأهم من ذلك هو أنه بمثابة رد فعل على المناخ؛ حيث يزداد بخار الماء مع ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض، مما يؤدي إلى تزايد احتمال تكوين السحب وسقوط الأمطار.
- ثاني أكسيد الكربون (CO2): يتم إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون من خلال عمليات طبيعية مثل التنفس وثوران البراكين، ومن خلال الأنشطة البشرية مثل إزالة الغابات وحرق الوقود الأحفوري، وهو مكوِّن بسيط ولكنه مهم للغاية في الغلاف الجوي. وقد تسبب البشر في زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بمقدار أكثر من ثلث تركيزه الأساسي (منذ بدء الثورة الصناعية).
- الميثان (CH4): ينتج غاز الهيدروكربون هذا من خلال المصادر الطبيعية والأنشطة البشرية، ويشمل ذلك: تحلل النفايات، الزراعة (وخاصة زراعة الأرز)، بالإضافة إلى عمليات الهضم التي تقوم بها الحيوانات المجترة (الماشية والأغنام والماعز). الميثان أقل وفرة في الغلاف الجوي من ثاني أكسيد الكربون، ولكنه أكثر نشاطًا منه.
- أكاسيد النيتروز: غازات دفيئة قوية تنتج بسبب ممارسة مختلف الأنشطة الزراعية، وخاصة استخدام الأسمدة التجارية (الكيميائية) والعضوية. وتنتج أيضًا بسبب احتراق الوقود الأحفوري، وإنتاج حامض النيتريك.
- مركبات الكلوروفلوروكربون (CFCs): وهي ضمن الغازات الدفيئة التي نجمت نتيجة استخدامها في العديد من التطبيقات الصناعية، وقد تم الاتفاق دوليًا على الحد من استهلاكها، لِمَا لها من تأثير ضار على طبقة الأوزون.
- آثار التغير المناخي:
جميعنا نكاد نشعر بالآثار الضارة التي نجمت عن التغير المناخي. ولكن، هل تعتقد أن للتغير المناخي أثرًا على الصحة النفسية والعقلية لسكان كوكب الأرض؟
هذا ما أوضحته دراسات أُجريت في الولايات المتحدة، حيث أنه مع ظهور تأثيرات التغير المناخي بشكل أكثر وضوحًا، يقول أكثر من نصف البالغين في الولايات المتحدة (65%) أن تغير المناخ هو أهم مشكلة تواجه المجتمع اليوم، ولكن 4 من كل 10 أشخاص لم يجروا أي تغييرات في سلوكهم لتقليل إسهامهم في التغير المناخي.
وفقًا لاستطلاع جديد أجرته جمعية علم النفس الأمريكية، فإن 51% من البالغين الأمريكيين لا يعرفون من أين يمكنهم البدء لحل تلك المشكلة. وهناك العديد من الأشخاص الذين قاموا بالفعل بتغيير بعض سلوكياتهم، ليساهموا في حل مشكلة التغير المناخي. وعندما سُئِلوا عن سبب عدم قيامهم بالمزيد، كان من ضمن الأسباب عدم امتلاك: الوقت، المال، أو المهارات.
قد يكون للقلق بشأن تغير المناخ تأثير على الصحة العقلية؛ حيث قال أكثر من ثلثي البالغين أنهم يمتلكون القليل من “القلق البيئي”، الذي يُعرَف بأنه أي قلق يتعلق بتغير المناخ وتأثيره، مما سبب الضغط الذي يشعرون به والذي يؤثر على حياتهم اليومية. ونظرًا لأن تغير المناخ ناتج إلى حد كبير عن السلوك البشري، يواصل علماء النفس دراسة الطرق التي يمكننا من خلالها تشجيع الناس على إجراء تغييرات سلوكية كبيرة وصغيرة على حد سواء، حتى نتمكن بشكل جماعي من مساعدة كوكبنا.
تشمل أكثر التغييرات السلوكية -التي قام بها الناس، أو يرغبون في إجرائها- شيوعًا ما يلي
– تقليل النفايات (بما في ذلك إعادة التدوير).
– استخدام مصادر الطاقة المتجددة (مثل الألواح الشمسية، الحصول على الكهرباء من مورد للطاقة المتجددة).
– الحد من السفر الجوي.
ومن ضمن العادات اليومية التي قاموا بتغييرها
– استخدام وسائل النقل العام، المشي أو الدراجة، قيادة سيارة كهربائية، أو مرافقة أحد في سيارته.
– وكذلك -بالنسبة للعادات الغذائية- قاموا بتناول كمية أقل من اللحم الأحمر، أو التحول إلى نظام غذائي نباتي.
أكثر الدوافع للتغييرات السلوكية، بين أولئك الذين اتخذوا إجراءات لتقليل إسهامهم في تغير المناخ، كانت أنهم يريدون الحفاظ على الكوكب للأجيال القادمة. ومن هنا، يتضح أن الحد من تأثيرات التغير المناخي هو مسؤولية كل فرد يعيش على هذا الكوكب. والآن، حان دورك، فكر جيدًا في خطوتك القادمة لإنقاذ الكوكب!