ما هي الكواكب السريعة والنشطة؟
ظننا سابقًا أن الكواكب تستغرق ملايين السنين كي تتكون، ولكن ربما يغير هذا المقال شيئًا مما ظنناه.
أشارت أبحاث جديدة في علم الفلك من جامعة سنترال لانكشاير (UCLan) إلى أن الكواكب يمكن أن تستغرق وقتًا أقل بكثير مما اعتقدناه سابقًا عندما تتشكل حول نجومًا صغيرة.
نشرت مجلة “Astronomy and Astrophysics” بحثًا للدكتور أنتوني ميرسر (Anthony Mercer) والدكتور ديميتريس ستاماتيليوس (Dimitris Stamatello) باحث في الفيزياء الفلكية في معهد جيريميه هوروكس من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، تحدى هذا البحث مفاهيمنا حول تكوين الكواكب حيث أشار إلى أن الأقزام الحمراء وهي أكثر أنواع النجوم انتشارًا والتي يتراوح حجمها بين 10% إلى 50% من حجم الشمس، يمكنها استضافة كواكب عملاقة أكبر من كوكب المشتري بـ10 مرات.
لكن اللغز الذي لم يُحل حتى الآن هو آلية تشكيل تلك الكواكب العملاقة، يُعتقد أن الكواكب العملاقة التي تدور حول نجوم عملاقة مثل الشمس تكونت نتيجة تراكم تدريجي للغبار على أجسام كبيرة، ولكن الأقزام الحمراء بحجمها الصغير مقارنة بالشمس ليس لديها ما يكفي من المواد حولها لتشكل مثل هذه الكواكب.
ساعد التطور التكنولوجي كثيرًا في هذا البحث، استخدم فريق البحث البحوث الموجودة في المملكة المتحدة لعمل محاكاة حاسوبية لتطور أقراص الكواكب حول النجوم القزمة. تقوم أقراص الكواكب بتدوير هياكل من الغاز الكثيف والغبار الموجود حول النجوم الحديثة، إذا كانت هذه الأقراص كبيرة فإنها تنقسم لتشكل كواكب غازية عملاقة، تتكون هذه الكواكب في غضون بضعة آلاف من السنين، وهذا مقياس زمني سريع للغاية من حيث الفيزياء الفلكية.
وجد الباحثون أن هذه الكواكب تكون ساخنة جدًا عند تكوينها حيث تصل درجات الحرارة في قلبها إلى آلاف الدرجات مما يسهل علينا مراقبتهم، فهم لا يملكون مصدر طاقة داخلي؛ لذا يصبحون أكثر هدوءًا مع الوقت، ومع ذلك يمكن مراقبتهم بشكل غير مباشر من خلال تأثيرهم على النجم المضيف.
قال الدكتور ميرسر المشارك في البحث: “حقيقة أن الكواكب قادرة على التشكل على هذا النطاق الزمني القصير حول النجوم الصغيرة مثيرة للغاية. يمكن أن تتشكل عوالم أخرى حتى حول النجوم الصغيرة بعدة طرق، وبالتالي قد تكون الكواكب أكثر تنوعًا مما كنا نظن سابقًا.”
وأضاف الدكتور ستاماتيلوس: “هي المرة الأولى التي لم نتمكن فيها فقط من رؤية كواكب تتشكل في محاكاة الكمبيوتر، ولكن أيضًا تمكنّا من تحديد خصائصها الأولية بتفاصيل كبيرة. كان من الرائع أن نجد هذا النوع من الكواكب (السريعة والنشطة) والتي تتشكل بسرعة كما أنها ساخنة بشكل غير متوقع.”
كتابة: سارة محمد
مراجعة: سارة صلاح
تحرير: ميرنا عزوز
تصميم: عاصم عبد المجيد