متى تقرر أجسامنا أنه عليها الرد بالمثل؟
دراسة جديدة ألقت الضوء على الخلايا المصابة بعدوى من بكتيريا Pseudomonas aeruginosa من حيث قدرتها على الشعور بالعوامل الممرضة، وتحديد إذا ما كان عليها الرد دفاعًا عن نفسها أم اتباع الجانب السلمي، بجانب أن الأبحاث أوضحت معلومات هامة عن تطور بدائل للمضادات الحيوية.
PSEUDOMONOUS AERUGINOSA:
هي إحدى أنواع البكتريا سالبة الجرام (Gram negative)، تستوطن الماء والتربة، وهي من النوع الانتهازي بمعنى أنها تسبب العدوى للأفراد ذوي المناعة المنخفضة، متضمنًا ذلك الأفراد الذين يقيمون لفترات طويلة في أماكن الرعاية الصحية وأصحاب التكيسات الليفية، قد تسبب البكتيريا عدوى الجهاز البولي، التهابات وعدوى الجروح والالتهاب الرئوي، وذلك ما يجعلها بشكل خاص تحدي؛ لأنها مُقاومة لنطاق واسع من المضادات الحيوية.
مراكز مراقبة ومقاومة الأمراض CDC حديثًا صنفت فصائل من PSEUDOMONOUS AERGUNOSA كمقاومات للأدوية المتعددة والتي تمثل تهديدًا كبيرًا في عالم الأمراض؛ في2017 CDC سجلت 32600 عدوى في مرضى المستشفيات، توفى منهم 2700.
لنذهب إلى عالم البكتيريا لقليل من الوقت، تستخدم البكتيريا نظامًا مُطورًا يُسمى استشعار النصاب (Quorum sensing) للتواصل فيما بينها لتنظيم السلوك الجماعي، بجانب تزويد النظام بمعلومات عن كثافة مستعمرات البكتيريا وأي أنواع بكتيريا أخرى موجودة في المحيط، يعتمد استشعار النصاب على خلايا مؤشرة تسمى المحفزات الذاتية Autoiducers، تطلق البكتيريا تلك المحفزات في بيئتها لتتواصل فيما بينها، تعامُل المضيف للبكتيريا يعتمد على استشعار النصاب Quorum sense، وذلك يتضمن معلومات عن الغشاء الحيوي وإفرازات المكونات الخطرة، وهما معًا يسببان تهديدًا خطرًا على الصحة.
لنخرج من عالم البكتيريا إلى دراسة سابقة نُشرت في Nature أوضحت بها مورا الفس MouraAlves، وكوفمان Koufman أن عامل من عوامل النسخ وهو Aryl hydrocarbon receptor(AHR) يمكنه استشعار عوامل الخطورة التي تفرزها بكتيريا Pseudomonas aerguinosa، لأجل دراستهم الحديثة استعان الفريق بخليط من خلايا البشر، الحمار الوحشي والفئران؛ ليوضحوا أن AHR له القدرة على تحديد استشعار النصاب من خلال المحفزات الذاتية Auoinducers.
“لقد تفاجأنا من النتيجة حيث وجدنا أن AHR قادرة على التجسس على التواصل البكتيري وتحويل لغة التواصل تلك إلى معلومات يمكن للجسم المضيف استخدامها للدفاع عن نفسه” جاء ذلك على لسان مورا الفس التي تعمل حاليًا في جامعة اكسفورد بالولايات المتحدة.
ذلك أتاح الفرصة للمضيف لمراقبة البكتيريا وتحديد مدى الخطورة التي تسببها البكتيريا، وبناءً عليه أسلوب الدفاع المرجو اتباعه. تعطيل استشعار النصاب بين البكتريا وبعضها البعض هو ما يسعى العلماء حاليًا إلى معرفته لمواجهة البكتيريا المضادة للأدوية متعددة الأغراض.
“باعتراض نمو البكتيريا، وتحفيز وهيكلة مقاومة المضيف، نتائجنا قد تساعدنا أو تساعد غيرنا في إيجاد معايير أفضل في اعتراض نمو البكتيريا” أوضح ذلك بروفيسور كوفمانلل.
إيجاد البدائل للمضادات التي لاقت مقاومة بكتيرية قد يكون طريقًا طويلًا في المستقبل، ولكن تلك المعرفة المُضافة إلينا عن طرق تواصل البكتيريا، ومدى قدرة الجسم على التجسس عليها قد تضيف لنا طريقًا ممهدًا بعض الشيء للعثور على البدائل.
كتابة: نهاد عادل
مراجعة: محمد عبدالمنعم
تحرير: هاجر هشام
تصميم: عاصم عبدالمجيد