لا مزيد من غسيل الكلى!
عندما يصاب المريض بالفشل الكلوي، يصبح غسيل الكلى أمرًا ضروريًا لا بد منه. لا يمكن لمرضى غسيل الكلى العيش دون علاج، ولكن معاناتهم تفوق الخيال؛ حيث يمكن أن ينتظر الكثير منهم لسنوات لإجراء عملية زرع الكلى والعيش بشكل طبيعي، مع عدم وجود أي حل آخر في الأفق.
يمكن أن يعيش العديد من المرضى حياة طبيعية -باستثناء الوقت اللازم للعلاج- حيث أن متوسط العمر المتوقع في غسيل الكلى هو 5-10 سنوات. ومع ذلك، فقد عاش العديد من المرضى بشكل جيد مع غسيل الكلى لمدة 20 أو حتى 30 عامًا.
ولكن، هناك أوقات يجب علينا اللجوء فيها إلى التكنولوجيا الحديثة؛ وذلك للسعي وراء حل أفضل وأسهل. ظهر أخيرًا ضوء في النفق المظلم، حيث قامت مجموعة من العلماء -في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، أمريكا- بتطوير أول كلية إلكترونية في العالم يمكنها استبدال الكلى التالفة بسهولة وفعالية.
الكلية الإلكترونية هي نسخة طبق الأصل من الكلى الطبيعية. تتكون هذه الكلية الاصطناعية من العديد من الرقائق التي يتم تحريكها بواسطة القلب -مثل الكلى الطبيعية- فهي قادرة على تصفية النفايات والسموم من مجرى الدم، مما يبعث الأمل لملايين مرضى غسيل الكلى.
الآن، ربما يتساءل الكثيرون: “ماذا لو رفض الجسم ذلك؟”، العلماء أكدوا لنا أن فرص الرفض شبه منعدمة؛ وذلك لأن الكلى الإلكترونية مصنوعة من خلايا “الكلسيكون” البعيدة عن الاستجابة المناعية للجسم، فمن غير المرجح أن يؤدي هذا إلى الرفض. لذا، فالمشكلة ليست مشكلة الامتثال المناعي أو المطابقة، كما هي الحال مع عمليات زرع الأعضاء.
النموذج الأولي في حجم فنجان القهوة، ويمكن أن يوازن بين مستويات الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم، مع تنظيم ضغط الدم كذلك. المشروع خبر رائع لأي مريض غسيل كلى، ولدى العلماء آمال كبيرة على الكلى الإلكترونية، فمن المتوقع أن يكون الجهاز متاحًا للبيع في غضون عامين فقط. مع أول عملية زرع يزرعها المريض في عام 2020، فإن الكلى الاصطناعية القابلة للتبديل ستوفر بديلًا للغسيل الكلوي التقليدي.
جدير بالذكر أن الجهاز لا يحتاج إلى مصدر للطاقة؛ لأنه يستخدم قوة قلب المريض (الضغط الطبيعي لتدفق الدم في الأوعية الدموية) لدفع الدم عبر المرشحات. ومع ذلك، فإن هذه الميزة تمثل تحديًا أيضًا، وهو: كيفية ضبط ديناميكية الموائع بحيث يتدفق الدم عبر الجهاز دون تجلط.
لم يبقَ لنا سوى انتظار نتيجة هذا الاختراع العبقري الذي سيغير حياة الآلاف -وربما الملايين-. ليس فقط من المرضى، ولكن أيضًا من ذويهم؛ فهو بمثابة بث روح جديدة في أجسامهم.
كتابة: محمد محسن
مراجعة: جهاد فراج
تحرير: زياد محمد
تصميم: عاصم عبد المجيد