ماذا يُطلق على تلك الأقمار التي تغادر كواكبها؟
تخيل أنك قمر يدور حول كوكب خارج المجموعة الشمسية، ولديك خطط للهروب من مداراتك، فأنت بالطبع تهاجر من كوكبك الأصلي لتسبح في الكون الكبير العظيم، ولكن للأسف سرعان ما ينتهي بك المطاف بالدوران حول النجم بدلًا من ذلك. ولكن في هذه الحالة ماذا تُسمى؟ إنه تبعًا لدراسة جديدة، أطلقوا على القمر في هذه الحالة اسم بلونات “Ploonets” ولكن ما هي البلونات، وما أهميتها؟
جميعنا نعلم أن هناك مجموعة من الكواكب بحجم كوكب المشتري تدور بالقرب من نجومها الأم، بل إن درجات الحرارة بداخلهم تفوق كوكب المشتري فهي حارة للغاية، لذلك أطلق عليهم بعض العلماء “كواكب المشتري الساخنة”.
وفي ورقة بحثية لدراسة قادها ماريو سوسيركيا “Mario Sucerquia” للحصول على درجة الدكتوراه في كولومبيا من جامعة أنتيوكيا “Antioquia”، إنه تحت تأثير قوى الجاذبية الضخمة تخضع الأقمار حول هذه الكواكب لقوى شد عملاقة بين الكوكب الضخم والنجم مثيله، الأمر الذي يؤدي إلى إما أن تتمزق تلك الأقمار أو تهاجر بعيدًا عن كوكبها الأصلي بمرور الوقت وتذهب إلى مدار آخر حول النجم. وقد تتمكن هذه البلونات من أن تتخذ هذا المدار حول النجم لبضع مئات من ملايين السنين، وهذا ليس بأمر هين في ظل الظروف التي تخضع إليها، والأكثر حظًا هو أن هذه البلونات يمكن أن تلتقط بعض المواد من النجم وتصبح أكبر، حيث تقوم بتجميع الغازات حتى تصبح كبيرة بما يكفي لتكون كوكبًا حقيقيًا. لكن معظم البلونات لن تصل إلى هذا الحد حيث تُشير عمليات المحاكاة إلى أنه من المحتمل أن يتم أكلها بواسطة نجمها الأصلي أو إخراجها إلى الفضاء البارد في أقل من مليون عام، قد يُعد هذا وقت طويل بالمعايير الإنسانية، ولكن طبقًا للنظام الكوني فهذا مجرد عمر ضئيل، وقبل نشر هذه الدراسة قام العلماء بإجراء تعديلات عليها.
والمثير للدهشة أنه لم يجد أي عالم فلكي دلائل لوجود بلونات في الواقع، وربما هذا لأن التلسكوبات لدينا ليست قوية بالدرجة الكفاية لكي تتيح جمع كمية صغيرة من الضوء الذي ينعكس من القمر أو لاكتشاف التغييرات الطفيفة في حركات كوكب ما عندما يُسرَق القمر من حوله.
ولكن هذا بالطبع حتمًا سيتغير يومًا ما، حيث إنه قبل 30 عامًا من الآن لم تكن التلسكوبات الخاصة بنا متقدّمة كما هي اليوم، فكنا منبهرين للغاية بإلقاء نظرة على الكواكب الضخمة التي تدور حول النجوم البعيدة. اليوم، نحن نعرف العديد حول الكرة الأرضية من تلك الأجسام التي في حجمها أو أكبر أو حتى أصغر، وهذا بفضل التحسينات في التكنولوجيا والعمل المتفاني لآلاف الفلكيين.
وأظهرت أفضل محاكاة حاسوبية توصل إليها العلماء أن هذه البلونات ستواجه صعوبات بعد الهروب من كوكبها الأم، وسيكون النجم حارًا جدًا لدرجة أن أي غاز عليه سيتبخر، ومن المحتمل أن يبدأ هو ذاته بالتبخر.
في النهاية يمكننا القول أن هذه واحدة من الدراسات التي أثارت فضول كم هائل من العلماء للتعرف على ماهية كل ما يدور حولنا في الفضاء العميق.
كتابة: سارة صلاح
مراجعة: زهرة صابر
تحرير: ميرنا عزوز
تصميم: أمنية عبد الفتاح