الفيزياء والفلك

أكثر الكواكب الخارجية تَطرُفًا

على بُعد تسعمائة سنة ضوئية من الأرض، هناك كوكب ذو شكل بيضاوي حار لدرجة أنَّ المعادن الثقيلة تغلي في الغلاف الجوي، وتُقذَف نحو الفضاء.

الكوكب المُسمَّى “WASP-121b”، يُعَد أكثر حرارة بنحو 10 أضعاف من أي كوكب آخر معروف خارج المجموعة الشمسية، بسبب قُربه من نجمه المُضيف الأكثر حرارة من الشمس.
يمنح هذا القُرب أيضًا الكوكب شكلًا فريدًا، لأنَّ قُوى مد الجاذبية في الغلاف الجوي تصل إلى الكوكب بأكمله.

يقع “WASP121-b” ضمن فئة يُطلِق عليها علماء الفلك “المُشتري الساخن (hot Jupiters)”، لأنَّه يكاد يكون بنفس حجم أكبر كوكب في نظامنا الشمسي،كوكب خارج المجموعة الشمسية يكون في الغالب 12% إلى 24% أثقل من كوكب المشتري، ولكن الحرارة التي يمتصها “WASP121-b” من شمسه تصل إلى دائرة نصف قطرها أكبر من كوكب المشتري بنسبة تصل إلى 70%.

عندما قام الباحثون بتحليل الضوء الذي يتم ترشيحه عبر الغلاف الجوي للكوكب مع مروره بين نجمه المُضيف والأرض، رأوا أدلة على وجود الحديد والماغنيسيوم عاليًا فوق سطحه لدرجة أنَّ هذه الجزيئات الثقيلة ستهرب من جاذبية الكوكب وتنجرف نحو الفضاء، وهذا يجعل “WASP-121b” فريدًا من نوعه، هناك كواكب أخرى ساخنة بدرجة كافية لغليان الحديد والماغنيسيوم على سطح الكوكب، ولكن بمُجرد تواجُدها في الجو، تعمل الجاذبية والبيئات المُحيطة الباردة على تكثيف هذه العناصر مُجددًا على هيئة سُحب، فيُظهر هذا الاكتشاف الأول من نوعه فئة جديدة من الكواكب الخارجية فائقة السطوع.

وقال ديفيد سينج (David Sing) الباحث البارز بجامعة جونز هوبكنز (Johns Hopkins) في بيان: “شُوهدت المعادن الثقيلة في كواكب من تصنيف “المشتري الساخن” من قبل، لكن في الأجواء السُفلية فقط، لذلك أنتَ لا تعرف ما إذا كانوا يفرون في الفضاء أمْ لا، ولكن في حالة الكوكب “WASP-121b” نرى الماغنيسيوم وغاز الحديد بعيدًا عن الكوكب بحيث لا يرتبطان بالجاذبية”.

لقد عرف الباحثون بالفعل أنَّ “WASP-121b” كان من بين أكثر الكواكب الخارجية تَطرُفًا على الإطلاق، لذلك في مناسبتين مُنفصلتين وجهوا تلسكوب هابل الفضائي إلى الكوكب أثناء مروره أمام نجمه، لمعرفة كيف يتفاعل ضوء الأشعة فوق البنفسجية (UV) مع الغلاف الجوي للكوكب.
لم يجدوا فقط نتائج فريدة من نوعها عن المعادن الثقيلة، بل كَوَّن الباحثون إحساسًا أفضل عن سبب ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي العُلوي للكوكب.
الأجواء العُليا للكواكب الأخرى تعكس الكثير من الأشعة فوق البنفسجية، ولكن الأبحاث أظهرت أنَّ المعادن الثقيلة في الغلاف الخارجي لكوكب “WASP-121b” تمتص تلك الأشعة فوق البنفسجية، وتُحول كل تلك الطاقة إلى حرارة، وبذلك فإنَّ الغلاف الجوي العُلوي لـ “WASP-121b” يقوم بقذف تلك المعادن ويظل مُحترقًا فقط.

 

المصدر

 

كتابة: زهرة صابر

مراجعة: هدير أحمد شوالي

تحرير: أسماء مالك

تصميم: أحمد سرور

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى