استخدام ضمادات كهربائية في علاج الجروح
الجروح من الأشياء اليومية التي يتعرض لها الإنسان ولا يمكن تجنبها بأي شكل، ومن حسن حظنا أن الجلد لديه قدرة رائعة على الشفاء والالتئام والتغلب على معظم الجروح بشكلٍ فعال، ولكن في بعض الحالات تلتئم الجروح ببطء شديد أو لا تُشفى على الإطلاق، مما يعرض الشخص للخطر بسبب الألم المزمن والتعرض بشكل أكبر للبكتريا، مما يسبب العدوى وترك الندبات حتى بعد الشفاء منها، ومن الجروح الجلدية المُزمنة قرحة القدم المصابة بالسكري، والقرحة الوريدية والجروح الجراحية غير الملتئمة أو التي لا تشفى.
لقد جرب الأطباء أساليب مختلفة للمساعدة في شفاء الجروح المزمنة، بما في ذلك التضميد، التعرض للأكسجين وتحفيز عامل النمو في الجسم، واستخدام الموجات فوق الصوتية ولكنها غالبًا ما تظهر فعالية محدودة لأن معظم هذه الطرق لا تشارك في التحكم في سلوك الخلايا الداخلية.
في وقت مبكر من عام 1960، لاحظ الباحثون أن التحفيز الكهربائي يمكن أن يساعد في شفاء الجروح الجلدية، حيث يعمل على تحفيز نمو النسيج وزيادة تدفق الدم للخلايا ومساعدة الخلايا الليفية في التكاثر وتكوين الكولاجين وتحفيز هجرة خلايا البشرة «epidermal cell»، وتحفيز مواقع المستقبل لقبول عدد أكبر من عوامل النمو، ولكن كانت المشكلة أن المعدات اللازمة لتوليد المجال الكهربائي لشفاء الجروح تتضمن عادةً أجهزة خارج الجسم كبيرة الحجم لتوفير مجالات كهربائية مناسبة، وقد تتطلب دخول المريض إلى المستشفى، ولذلك أراد البروفيسور ويب كاي «Weibo Cai» والبروفيسور وانج «Xudong Wang» وزملاؤهما تطوير ضمادة مرنة ذاتية الحركة يمكنها تحويل حركات الجلد إلى مجال كهربائي.
تتكون هذه الضمادة الإلكترونية من أقطاب كهربائية صغيرة تثبت في موقع الإصابة على جانبي الجرح، حيث تصطف الأقطاب الكهربائية وتمسك بالمولدات النانوية -وحدات حصاد الطاقة الصغيرة- وعند حركة الجلد أو إتساع وضيق القفص الصدري عند التنفس تتولد طاقة لهذه المولدات النووية تقوم بتسليم نبضات كهربائية منخفضة الكثافة، ويقول البروفيسور وانغ وهو أستاذ علوم وهندسة المواد رئيس قسم الدراسات العليا بجامعة ويسكونسن ماديسون «Wisconsin- Madison» “إن طبيعة هذه النبضات الكهربائية مشابهة للطريقة التي يولد بها الجسم مجالًا كهربائيًا داخليًا ولذلك لا يؤثر هذا المجال الكهربي على الجسم بشكلٍ سلبي.
وأضاف وانغ “لقد فوجئنا برؤية معدل استرداد سريع. كنا نشك في أن هذه الأجهزة ستنتج بعض التأثير، لكن حجمها كان أكبر بكثير مما توقعناه. اختبر الفريق الجهاز بوضعه على الجروح على ظهر الفئران ونجح في إغلاق الجروح التي تغطيها الضمادات الإلكترونية في غضون 3 أيام، مقارنةً بـ 12 يومًا لضمادة تحكم بدون مجال كهربائي.
هذه الضمادة لازالت تحت التجربة ولم يتم البدء في إنتاجها بعد، ولكن العلماء يعتقدون أنها ستحدث طفرة في مجال علاج الجروح بشكل كبير. والآن، هل تريد تجربة تلك الضمادة؟
كتابة: هيا عبدالوهاب
مراجعة: محمد ضياء
تصميم: عمر حسن
تحرير: زينب احمد