التبرع بالدم بين الفوائد والأضرار
نجد عادةً واحدًا من بين كل ثلاثين شخص لديه الرغبة في التبرع بالدم! وهذا الشخص بمثابة المُنقذ وفي الحقيقة فإنه ليس مُنقذًا فقط للمُتلقي، ولكنه منقذٌ لذاته أيضًا؛ حيث يستفيد من التبرع بطريقتين أساسيتين، عادةً ما يتم التبرع بحوالي 470 مل، مما يُمثل 8% أو 9% من متوسط الدم في الجسم، ويبدأ الجسم في تعويض الفقد بعد التبرع بفترةٍ وجيزة. ففي خلال يوم أو يومين يتم تعويض السائل المفقود، وخلال ثمانية أو تسعة أسابيع يقوم الجسم بتعويض خلايا الدم المفقودة، يتم هذا من خلال تمايز خلايا جذعية في نُخاع العظام، ومع خلايا الدم الناشئة حديثًا، يرتفع مستوى طاقة الشخص ونشاطه، ويبقى الجسم سليمًا ويؤدي وظائفه بكفاءةٍ أكبر. وبالإضافة إلى أن التبرع بالدم في المرة الواحدة يؤدي إلى حرق ما يَقرُب من 600 سعرة حرارية دون الاضطرار إلى ممارسة الرياضة أو اتباع نظام غذائي.
إذن فما هي الحالات التي تحتاج إلى التبرع بالدم؟
في كثيرٍ من الأحيان، تُصبح خلايا الدم الحمراء والبلازما والصفائح الدموية جزءًا أساسيًا يحتاجه المريض ليشفى ويعود إلى صحته، والمثال على ذلك مرضى السرطان، مرضى فقر الدم، مضاعفات الحمل، العمليات الجراحية ومرضى الحوادث الذين تعرضوا لفقد الدم. كما تُستخدم التبرعات أيضًا لإجراء تطعيمات ضد أمراض الجديري وإلتهاب الكبد، وأيضًا في تهيئة عوامل التخثُر للمصابين بمرض الناعور أو الهيموفيليا وهو مرض يؤثر على أداء عوامل التخثر/التجلط في الدم.
ولكن على الرغم من كل هذه الفوائد التي تعود على المتبرع والمتلقي، فإن هناك بعض الأسباب التي توجب عليك الانتظار وعدم التبرع، ممثل الإصابة بنزلة برد أو إنفلونزا أو إذا كنت تعاني من حمى أو سُعال، أو شعرت بشكلٍ عام بعدم الراحة في يوم التبرع، ويتبع الصليب الأحمر هذه السياسة كإجراء وقائي لمنع انتشار الإنفلونزا أثناء حملات الدم.
أما إذا كنت قد عولجت مؤخرًا بالمضادات الحيوية، أو أكملت دورة المضادات الحيوية خلال الأيام السبع الماضية، أو كان لديك أي نوع من العدوى البكتيرية خلال الأسبوعين الماضيين، فلا يُسمح لك بالتبرع بالدم؛ وهذا لأن هناك بعض الأمراض تنتقل بالدم. وإذا كنت تزن أقل من 50 كيلو، فلا يُسمح لك بالتبرع بالدم؛ ذلك لأنه يجب على المتبرعين أن يكونوا بصحةٍ جيدة، ويجب التأكد أيضًا من أنهم لا يعانون من نقص الوزن، أو انخفاض مستوى الحديد في الدم فقد يصابون بالإغماء أو الضعف بشكلٍ خطيرٍ بعد فقد الدم. وإذا كنت ممن لديهم حالة صحية حيث لا يتجلط دمهم بشكلٍ طبيعي، أو يخضعون لأدوية مضادة للتخثر أو للتجلط كالكومادين أو الوارافرين، فلا يجب أن تتبرع بالدم لكي لا تُصاب بنزيفٍ مُفرط في موضع الإبرة.
معظم الأشخاص الذين لديهم تاريخ للسرطان مؤهلون للتبرع إذا مضى أكثر من 12 شهرًا على علاجهم بنجاح، ولا تحتاج حالات السرطانات الجلدية التي تم إزالة السرطان منها بالكامل إلى فترة الانتظار. ومع ذلك فإن الأفراد المصابين بالسرطانات المنتشرة في الدم، مثل اللوكيميا والليمفوما، غير مؤهلين للتبرع بالدم مطلقًا.
يُطلب من الأفراد الذين سافروا إلى المناطق التي تحمل خطر الإصابة بالملاريا الانتظار لمدة عام بعد عودتهم من الرحلة قبل التبرع بالدم، وإذا كانوا يعيشون في بلدٍ تواجه خطر الإصابة بالملاريا لأكثر من خمس سنوات، يُطلب منهم الانتظار ثلاث سنوات بعد عودتهم قبل التبرع بالدم.
كما تُمنع المرأة من التبرع بالدم في فترة الحيض، وأثناء الحمل والرضاعة؛ وذلك حفاظًا عليها من انخفاض مستوى الحديد في الدم مما يؤدي إلى الأنيميا. وإذا كان لديك ثُقبٌ أو وشمٌ حديث، أو إذا كنت قد تلقيت مؤخرًا وشمًا فستحتاج إلى الانتظار أربعة أشهر على الأقل قبل أن تكون مؤهلًا للتبرع، والسبب الرئيسي لذلك هو منع نقل فيروس التهاب الكبد، ولكن يتم قبول الوشم التجميلي المُطبق في مؤسسة مُرخصة باستخدام الإبر المُعقمة والحبر غير المُعاد استخدامه.
كتابة: ندا أسامة
مراجعة: هيا عبدالوهاب أحمد
تصميم: نهى عبدالمحسن
تحرير: إسراء وصفي